من سوريا إلى العراق إلى لبنان الى غزة

فقدت هذه الأمة أي قاسم مشترك سوى قاسم الضعف و التقهقر

لبنان دولة بلا توافق

 والعراق أصبحت دويلات

و سوريا ترزخ تحت حرب لم تبقي و لم تذر

و فلسطين المحتلة بني فيها جدار فصل عنصري فصل البيوت عن حدائقها و الشجر عن سواقي الماء التي ترويه و ما بقي خارج الجدار يحتضر من أراضي و مزارع و بيوت تقتات الفقر و الجوع تنازع أهلها فيما بينهم على الإمارة و الزعامة فتقاسموا ما تبقى من فاقة و عوز لتتشظى أكثر من تشظيها فأصبحت بلا عنوان و هوية.

ماذا يحدث في منطقة الشرق الأوسط

شرخ طال كل شيء

ربما سيتركنا العالم بل مؤكد سيتركنا نتنازع حتى الرمق الأخير

فنحن نقتل بعضنا البعض و لا نشكل خطرا عليه

أئمة و علمانيون  طوائف و مذاهب

اليوم سقطت القومية فهي لم تحقق على مدى عقود مضت أي رابط حقيقي بين سكان هذه المنطقة

و رابط الدين متشظي منقسم على نفسه فنحن مائة دين و دين نكره ما يخالفنا المذهب أكثر من كرهنا لأي عدو خارجي بل بعضنا استنجد بكل قذارات العالم كي يتغلب على مواطنه و جاره في هذه البلاد

نعم سيتركنا العالم و هو يراقب عن كثب تشظينا أكثر فأكثر ربما لعقود قادمة

كما يبدو دخلنا في مرحلة إعادة رسم كل شيء حدودنا وولاءاتنا مذاهبنا و انتماءاتنا و اعادة التشكيل تحتاج لحرارة عالية و زمن طويل وولادة جيل و موت جيل لم تقتل الحرب من الأفراد منا  بقدر ما قتلت من المبادىء و التوقعات و ما قتلت من المحبة و التسامح

ستمر الأيام و لن يكون هنالك حلول سحرية ولا عصا موسى و يد المسيح ولا ملائكة تحارب على الأرض لتنصر المظلوم لأنها لو وجدت ربما تجد الكل ظالمين فمع اي جهة ستحارب.

منذ أن وجد الإنسان على هذا الكوكب يعشق الحرية بفطرته فاصطدمت بالطبيعة و ظواهرها القاسية و تكسرت أمام الحاجة و العوز و شلت تماما أمام الأمن و الخوف من المجهول و أمام الضعف و عجز الحيلة و بما أن الحرية مغرية جدا و لها نكهة بطعم الحياة  و التمرد و الانطلاق إلى ما أبعد من الحدود و القيود سرعان ما وجد المرء نفسه يسعى بلا كلل و لا ملل ليؤمن كل متطلبات حريته

و لكنه من دون أن يشعر عاش حياته كلها بدون حرية و هو يبحث عن الحرية...

10-7-2014

https://www.facebook.com/you.write.syrianews