news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
موت السنونو .. بقلم : عبد الوهاب شرينه

كيف ابتهج في العيد

 

و روحي تختنق تحت الشمس يحاصرني الحاضر و المستقبل أتخبط في ترتيب أفكاري لأشرح لأطفالي لماذا أحتفظ بحقيبة صغيرة خلف الباب لماذا أترك النوافذ مفتوحة بعض الشي حتى في الشتاء لماذا أخشى من هاتفي عندما أشاهد رقما غريبا و أشاهد  كل الأخبار...


و هويتي صارت تكرهني أتفقد أياما ولت و أماكن لهوي و مروري لا أجرؤ أن أجلس في ظل شجيرات خلف البستان أتسكع و الحجر يراقب نظراتي فأنا لا أطلب معجزة بعض من نبيذ فنجان قهوة بعد المغيب صوت أغنية حب و رائحة ياسمين تخترق الحواجز و القلق لا تسأل عن هوية من تصادفه هل كان عاشقا أم عابر سبيل .

 

تصل إلى مسامعي أصوات المساجد و الكنائس و ألمح بؤس الأرض و فرح الأرض يتجاوران على أطراف الطريق الممتد من شرودي إلى انتباهي لصوت بائع متجول يبيع (الأيس كريم) و يلتف حوله أطفال أكاد أقرأ في عيونهم شبق عاشق يوشك أن يقبل عشيقته بين حقول القمح و قد نام القمر و النجوم في غفلة عما يفعل...

 

شتان ما بين ضوضاء روحي و ضجيج أفكاري رغم أنهما يصرخان يستغيثان من قسوة استرجاع شريط ذاكرتي لكنني قد استطيع ضبط الضجيج و قتل الأفكار,

 فماذا افعل بضوضاء الروح التي لا تمر بمسامعي فهي تعرف ألف طريق و طريق لتصل إلى كياني و تبث موجات فوق صوتية أشعر باصطدامها بشراييني تعشعش في أوردتي أتنفسها كالهواء

 

 بين شهيق و زفير أتخمت رئتاي بأوجاعك يا بلادي تخبطت في قراءة عناويني و ما زلت أبحث عن شجيرات أجلس في ظلها أحتسي بعض الصمت و قليل من الفودكا علني أحلق أتجاوز خوفي من نظرات تلك الحجارة التي لم تعد تتقبل ثقلي فوقها هروبا من حرارة الشمس في يوم صيفي لاهب.

 

عندما جاء الربيع حاولت أن أحلم بأني أعانق أزهار اللوز ألامس أشجار المشمش و الحور أشتًم رائحة خبز الصاج يمتزج مع عبق الريحان و الورد الجوري أسمع صوت مضخات الماء و ثغاء العجول أغيب ما بين الحقول هائما بين الطرقات التي احتضنتها أشجار الصفصفاف و الجوز فلم يطاوعني حلمي لقد تشوه الحلم بداخلي من كثرة ما شاهد من دمار و خراب تألم حلمي من كثرة ما تناهى إلى مسامعه من قصص الجوع و الحرمان مات كل شيء بداخله حزنا على موت الإنسان

 

كيف لي أن أتصالح مع حلمي أحلق فوق الغيم أقطف حبة رمان من حقل يتوجع مجروح محزون فقد ظلال الأشجار سمع أنين الموت يدب في عروق أشجار الصنوبر و الزيزفون توقفت الورود فيه عن نثر أريجها إشفاقا  على شجرة الياسمين التي أنبتت ياسمين بلون الدم و أخذت تقتلع الأشجار....

 

ما جدوى كل تلك العبارات التي تقول بأن الحياة ستمضي و لن يتوقف الزمن أو التي تدعو إلى التفاؤل و التأقلم مع ما حدث و يحدث و هل يمكن للشجرة أن ترسم ظلالا بدون أوراق أو تمطر السماء بدون غيوم لم يعد ذلك المحيط الكبير يرسل الغيم فوق سمائنا منذ أن تم اغتيال طيور السنونو في ذلك الربيع....

 

29-7-2014

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-08-16
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد