بعد طول انقطاع أحب أن افتتح عودتي بإذن الله بموضوع استفحلت مشكلته في أوساط مجتمعنا وخصوصاً بين الشباب منا، موضوع أحببت أن ألقي الضوء فيه على المفهوم الذي واقعه خالي من الفهم لدى الكثير الكثير ألا و هو "موضوع الشرف" في مجتمعنا .

انتشرت في مجتمعنا في السنوات الأخيرة عادات و ظواهر غريبة أهمها والتي لفتت انتباهي انتشار مفاهيم رهيبة عن الشرف نتج عنها جرائم ذهب ضحيتها كثير من فتيات ظلماً، و مع الظروف الصعبة التي يواجهها شباب اليوم في تأسيس و بناء نفسه أدى لتأخر سن الزواج عند اغلب الشباب و مع غياب الرادع الأخلاقي و الديني الذي أصبح غير قادر على مواجهة سيول الشهوات و الأهواء عند الشباب و البنات أدى لانتشار الزنا والعلاقات المحرمة أخلاقيا و دينياً و بالتالي الأمر الذي افقد كل طرف ( ذكور و إناث ثقته بالطرف الأخر ) ، و هذا و باعتبار مجتمعنا مجتمع معقد يدعي التدين و المحافظة و الشرف و القيم و العادات .. الخ ألقى اللوم و الذنب على الجنس اللطيف ألا و هو الإناث و كأنهم سبب البلاء !!

من جهة الدين كثير من التوصيات التي وصي بهل الرجل في احترام والحفاظ على المرأة و حمايتها حتى انه سواها مع الرجل و أكثر من ذلك و إن أي تفضيل في أي مجال من المجلات للرجل عن المرأة هو تكليف و ليس تمييز أي تحميل مسؤوليات اكبر على عاتق الرجل.

و في الطب و الشعر المرأة بحر من المشاعر أن عرفت الملاحة فيه ملكته و المرأة عاطفية بطبعها و حساسة .

و في الطبيعة رمز للنعومة و الحنان و الطهارة و النقاء .

و مع ذلك كثير من الفتيات و للأسف ابعد ما تكون عن هذه الأوصاف، فتوجد كثير من الخيانة و الكذب عند الكثير من الفتيات و هذا طبيعي لأنه لا يوجد طرف كامل ولا أحد كامل و مثلما هو موجود عند الإناث موجود عند الذكور بل و أبشع.

يربط مجتمعها بشكل عام شرف الفتاة بوجود قطعة جلد ميتة تسمى غشاء البكارة و ما يسمى بعذرية المرأة و أنه عند ليلة الزفاف يجب بعد ممارسة الجماع لأول مرة تنزف المرأة دماً نتيجة تمزق غشاء البكارة.

عند هنا توقف عقل الذكور في مجتمعنا عند هذه المعلومة. !

علماً أن الطب و العلم أثبت أنه (( يوجد نوع من غشاء البكارة يدعى بالمطاطي أنه لا يتمزق عند الجماع و لا ينزف دماً و نوع أخر يتمزق بشكل لا يكاد يلحظ،

و أنه قد تتعرض الفتاة و هي عذراء لتمزق في غشاء البكارة بسبب سقطة أو حركة عنيفة أو إصابة أو حتى أثناء ممارستها لأنواع معينة من الرياضة مثل ركوب الدراجة الهوائية ..

و نظرا لثقافة الكثير من الرجال فقط في مجال الجنس بما يرتبط حصرياً مع شهوته و لذته فقط تعرضت الكثير من النساء للطلاق وحتى للقتل، فهل فرضاً هنا تصبح الفتاة أيضاً بلا شرف ؟

فتاة تعرضت للاغتصاب لماذا ينظر إليها نظرة استحقار بل و تلام و تتحمل الذنب ، لماذا ينظر للمرأة المطلقة أو الأرملة نظرة إنسانة ناقصة أليست امرأة شريفة الله تعالى ابتلاها وأخذ زوجها ؟؟

أليس كثير من الرجال يريد امرأة " ما باسها من تمها غير أمها " و بقال للأسف " بدي مرة مختومة " . و أليس فعلاً يربط الذكور كيان المرأة وشرفها بل و حتى أخلاقها بعذريتها ؟؟

و استغرب ممن يدعون الأيمان والفهم يقومون بضرب و قتل الفتاة ذبحاً علماً بان الدين نفسه بكامل عقيدته لم يفرض عقوبة القتل و الذبح على الفتاة التي ثبت أنها فقدت عذريتها خارج إطار الزواج و إن القتل يكون في حالة الزاني المحصن وبعد أن تستوفي شرط حدوث الزنا ، فحد الزنا الأعظم يطبق عندما يفاجئ الرجل مثلاً رجل أخر مع امرأة في خلوة غير شرعية عراة وبوضعية الجماع الكامل و بوجود أربعة شهود و لكي يطبق هذا الحد لا بد من توفر هذه الشروط، فرغم شدة العقوبة فهي للردع لا للعقاب و استحالة تحقيق 4 شهود لحالة الزنا هي من أجل السترة و ترك مجال للإنسان ليتوب..

ألم نصبح في القرن الواحد و العشرين و وصلنا من العلم ما هو عظيم و مازلنا ننظر للمرأة نظرة الجاهلية و التخلف ..

ألا يعكس ذلك تخلف مجتمع الرجال و حقارته؟؟

اسأل الرجال و الشباب و الجميع :

 من يقوم بخطف و اغتصاب الفتيات ؟؟ و من يقوم بتخدير الفتيات و تصوير اغتصابهن و تهديدهم و حتى إجبارهم على ممارسة الدعارة؟؟

 كم شاب يمارس الزنا مع عاهرة واحدة ؟؟

 و أليس عند مشاهدة فتاة الله انعم عليها بالجمال كم شاب يركض ورائها بل و حتى يكونوا أحد أسباب انحرافها و ضياع أخلاقها ؟؟

 و الأهم أن كان شرف المرأة قطعة جلد ميتة " غشاء البكارة " و هي الدليل على إن كانت بشرف أما لا !! ..

فأين شرف الرجل و الدليل على أنه لم يمارس الزنا ؟؟

 كيف يضع الرجال مقاييس الشرف ولا يوجد مقياس واحد يدل على شرف الرجل و أي شب يمارس الزنا هل يقبل أن تقوم بذلك أخته أو ابنته أو أمه ؟؟ ولماذا الفتاة التي لها علاقة حب سابقة و كأنها مذنبة ، بينما الشاب طبيعي و من أسباب الرجولة ؟؟

لماذا ينظر للمرأة المطلقة أو الأرملة و كأنها سيارة مستعملة علماً بأنها إنسانة وربما أنجح و أعظم من الرجل ؟؟ ألا يتذكر الرجال أن أمهم امرأة .. ألا يخجل من ذلك عندئذ ؟؟

كثير ما اسمع مقولات و تشبيهات نقرفني - مثل أن المرأة التي فقدت عذريتها مثل علبة السردين المفتوحة ... تشبيهها بالسيارات .. وغيرها من الأمور التافهة .. أينسى الشاب أو الرجل أمه و أخته وابنته .؟؟

 يتفاخر كنير من أشباه الرجال بان الله احل لهم التزوج من أربعة نساء !! منطقياً و عقلانياً في المسيحية و اليهودية لم يشرع الدين بذلك فلماذا الدين الإسلامي شرع ذلك !!؟؟ أليس يعني أن لذلك شروط ؟؟ لو بحثنا في القرآن الكريم و الدين الإسلامي  لو جدنا شروط لتعدد الزوجات لا حصر لها منها :

- أن يكون برضى و علم الزوجة الأولى

- أن يكون هنالك سبب يستدعي الحاجة للزواج من امرأة أخرى مثل مرض أصاب الزوجة الأولى و لا تقدر على الإنجاب .

- أن يكون للسترة و أخر حل قبل أن يفقد الزوج نفسه و ينساق في علاقة جنسية خارج إطار الزواج في حال وجود مشكلة مع الزوجة.

أن تكون  الزوجة الثانية و الثالثة و الرابعة يتيمة أو فقيرة أو مطلقة أو أرملة أو بنت السبيل

ويوجد أية كريمة تنص على ذلك مكملة للآية الأولى التي تنص على تعدد الزوجات

- في حال الغربة الطويلة إن لم تسافر معه زوجته

- وشرط أساسي أن يكون مقتدر مادياً

- أن يكون عادل بين الزوجات

 قال الرسول الكريم ( ص ) تظفر المرأة لأربع لجمالها و مالها و حسبها و نسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك

 أي أن الأساس الأخلاق و الدين و الأيمان في الفتاة و ليس الأساس العذرية

 حتى لو تعرف شاب على فتاة و أحبها واكتشف أنها منحلة و بلا أخلاق ألا يجب عليه أن لا يسمح لها بان تحرفه وتسبب ضياعه ( إلا في حالة الشاب الذي يتسلى ) فالشاب الذي ينظر لفتاة ويتمنى أن تكون شريكة عمره و حياته لن يقبل أن تكون فتاة منحلة أخلاقياً، بل و حتى انه ألا يجب على الشاب أن ينصح و يرشد من يهتم لأمرهم ؟

 أليس وراء كل رجل عظيم أمرآه أي أن الأم ألا وهي امرأة قامت بتربية أبنها و أصبح عظيماً أليس هي أعظم منه ؟؟ و أليست الفتاة أو المرأة انجح و أذكى بل و حتى اطهر و أكثر أيمانا من كثير الكثير من الشباب و الرجال ؟؟ من هو الذي يتفهم الشاب أكثر صديقته أم صديقه ؟؟

 و أخيراً أليست هي إنسان لديه مشاعر و قلب و عقل ؟؟

  و في النهاية برأيي التربية الأسرية هي الأساس في صلاح أي من الرجل أو المرأة ولا يجوز أحد يحرم و يحلل على كيفه فالأساس ما حلله وحرمه الله تعالى، و كل منا يجب أن يحافظ على شخصيته و انه و إن تعرض لنكسات من أقرب الناس إليه يجب عليه أن لا يتحول لمثلهم، و أتوجه للشباب و لمجتمع الرجال أن المسؤولية بشكل أساسي و الذنب يقع على عاتقنا أكثر من ما يقع على مجتمع النساء و إننا مكلفون و لسنا مميزون و اقتبس اسم كروب " بنات الناس لعبة عندك بس أختك مكتوب عليها (ممنوع اللمس) ؟؟؟"