متى يا دهر تأذن بالرجوع الى اهلي وهاتيك الربوع
لكي تحيا بلقياهم ضلوعي فقد أكثرت من شوقي الأنينا
يكفي بالهجر ذل وجوع و أتعاب يرافقها خضوع
سألتك ياإلهي يا سميع إجمع شملنا وامنن علينا
لقد أكثرت يا دهر العذابا وقد أشبعتني سما و صابا
ولم ترحم ببطشك الشبابا و قد حولته كدرا مهينا
لقد أبعدت إخواني الكراما ولم ألقى ببعدهم سلاما
ولم أبلغ بهجرهم مراما وأضحى العمر بالشكوى رهينا
متى يا دهر تأذن بالإياب إلى وطن الطفولة والشباب
إلى السهرات من بعد الغياب ونغني الميجنا والشعر حينا
ونلعب بالسهول وبالروابي ونفرح بالربيع وبالسحاب
وفي فن العتابا و الرباب وتكريم الضيوف الجائعينا
لقد ابعدتني عن كل أهلي فصار الدمع مثل النار يغلي
وقد افسدت احلامي وشغلي فصرت مشردا باك حزينا
كفى جورا وحقدا يا زمان و إذلالا فقد ضج المكان
فلم يبرح جماحك والهوان يذللنا ونحن حزانا حائرينا
متى ترضا رجوعي للبلاد لرؤية اهلها في كل نادي
وتقبيل الجبال وكل وادي و شعبها الكريم الأبيا
و أزور ذوي المعالي وإخوان المروءة والكمال
وأصحاب المضافة والحلال ومن صلوا على الأمينا
وألقى شامها الحر الأبيا وألقى بعده حمص العديا
الهي زدهما عيشا هنيا و أجعل فيهما املي ثمينا
وبارك في قائدها الابيا فهو أغلى من الذهب الثمينا
فويلاه من ألم الفراق لقد صارت دموعي كالسواقي
حنينا للأحبة و الرفاق متى تجمعهم يا دهر فينا
فلو وزنوا حنيني بالجبال وشوقي بالسهول بلا زوال
يمينا أو شروقا أو شمال لبدت الآلام فيها والحزونا