ما لذّ لي شدّ و شادٍ لا ولا طربُ منذ الأحبة عن عيني قد ذهبوا
أقلبُ الطرفَ منذ غابوا فلست أرى إلا الكئابة حتى رحت أنتحبُ
ما عاد يفرحني من بعدهم وترٌ ولا فرحٌ ولا عودٌ ولا قصبُ
ولا ربيعٌ و لا صيفٌ ولا ثمرٌ ولا خريفٌ ولا شتاءٌ ولا ذهبُ
ودعتهم في مطار ِالحزن فابتعدوا عن مقلتيِّ فراح القلب يضطربُ
وصرتُ أبكي وحيداً بعد فرقتهم ودمعُ العينِِ مثل السيلِ ينسكبُ
أسألُ البدرَ عنهم كل آونةٍ وأسهرُ الليلَ و أحزانُ تصتخبُ
وأسهرُ الليلَ كلُّ الليلِ منتظراً نوماً ومن مقلتيِّ النومُ منسكبُ
أحبائي ملكوا الإحساسِ في كبدي والقلبُ في حبِّهم قد ظلِّ يلتهبُ
وبسمةٌ منهم رحتُ أرشفهـا لم يستطع وصفها ثغرٌ ولا خطبُ
---------------------
منَ الغربةِ جئنا و الهوى نورُ والأرضُ ضاحكةٌ والبحرُ والدورُ
إني أتيت إليكم كي أودعكم والصدرُ منكسرٌ بالشوقِ مغمورُ
وفي فؤادي حنينٌ للقائي بكم و الله يشهدُ و التوراةُ والطورُ
يا سائلي عن مدى أشواقي لهم لا تستطيع لوصفه بشرٌ وجماهيرُ
والشوق إن حلَّ في قلبٍ ولو عَرضاً بقيِّ ولائهم في الرأس محفورُ
لم أستطع وصف أشواقي وعاطفتي ولو يساعدني في القولِ طاغورُ
أقول وأمنياتي وشوقي لرؤيتهم لم يقدر في وصفه شعرٌ وتعبيرُ
ولا القراطيس ولا الأقلامُ كافيةٌ ولا القوافي و لا نثرٌ و تعبيرُ
لو أشواقُ أهلُ الارضِ قد وزنت لم توفي وزنُ أشواقي قناطيرُ
و وطني الغالي بالدمِ أفديه و لو وقفت بوجهي مشاهيرُ
أهوى رباهُ ولا أنسى أزاهرهُ وحولَ غدرانهِ تشدو العصافيرُ
مهما نسيتُ فلن أنسى مرابعهُ وكيفَ تُنسى بواديهِ المشاويرُ
وبلدٌ لم تزل في الروحِ صورتها كالغيدِ يسرحُ في أرجائها الطيرُ
تباركَ الحبُ في كلِّ الوجودِ كما تباركت في معانيها المزاميرُ
لولا المحبة ماجاء المسيحُ ولا موسى الكليمُ ولا طه ولا نورُ
فإنما الحبُ جناتٌ مسوّرةٌ والكرهُ في الكونِ نيرانٌ وديجورُ
بالحبِ تلك الربى بالزهر ضاحكةً والكونُ بالكرهِ مذمومٌ ومدحورُ
