ورد في كتاب ( الخبر اليقين في سلوك المعلمين ) ، وعلى لسان أبٍ حزين ، يشكو سلوك أحد المعلمين :
تعود طفلتي ذات العشرة أعوام من يومها المدرسي ، محملةً بأعباءَ ووظائفَ مدرسية ، ضقنا ذرعاً بها .
يبدأ عناء والدتها اليومي ، مشاركاً إياها ـ أحياناً ـ هذا العناء ، تنقل لنا الأحداث اليومية لصفها ، مدرستها ، وأثناء فرصتها .
تشاركني أحيانا تصفح النيت ، تجلس بجانبي ، تلقي نظراتٍ على ما كُتِبَ هنا وهناك .
لفت انتباهها ذات يوم ، صورة إحدى المعلمتين تضرب طفلاً في مدرسته ،والجريمة المركبة : الضرب في المدارس.
تسألني:بما أن الضرب ممنوع في المدارس ، فلمَ يسمح المعلم لنفسه بتنفيذه ؟
قالت : دخل معلمنا ( ...... )الصف ـ عاقد الحاجبين ـ بدأ بإعطاء الدرس وما هي إلا لحظات حتى انهال ضربا ليؤدب بعض الطلبة، حتى خلت أن الدور قد وصلني ، لقد تجمد الدم في عروقي أثناء ضربهم ، وخفت أن ينال خديّ ما ناله الطلاب ، ولكن ـ مضت سليمة ـ
لا أستطيع يا أبي أن أشارك في دروس هذا المعلم ، خوفاً من الخطأ ، أجلس في المقعد بلا حراك.
عادت ذات يوم وبعد أن التقينا حول مائدة الطعام ، قالت : لقد ضربني المعلم ( ...... ) ، أحسست باللقمة قد توقفت في البلعوم ، فبلعتها على مضض ، وأجبتها بسيطة .
أحاول أن أخفف صدمة طفلتي بعبارات ـ تمجَّد عطاء المعلم ، قائلاً : من علمني حرفاً ، فجاوبتني ـ ودمع العين ـ يسبقها من علمني حرفاً ـ لن ـ أكون له عبداً .
قابلت مديرة المدرسة في الصباح الباكر ، ونقلت لها ما حدث ويتكرر حدوثه ، فأكدت أن هذا المعلم من المعلمين ـ القديرين ـ وأنها ـ توسطت ـ له لدى مدير التربية في العام الفائت ، بسبب تكراره ضرب الأطفال ، وقد وعدتني خيراً .
عدت بعد أن اطمئن قلبي وأنني قد حققت نصراً مبيناً ـ كما وعدتني السيدة المديرة ـ لأفاجئ بعد أيام ، غزوه لخدود طلابه .
حاولت الكرّة مع السيدة المديرة ، لافتاً انتباهها ، بعودته إلى اسلوب الضرب ، فأجابتني : ( طلّع دم لشي حدي ) .
ما هذا يا تربية ؟ هل تنتظرين حتي يفقأ العين لتضعي حداً لممارساته .
عدت هذه المرة ـ بخفي حنين ـ طالباً من الله أن يمضي هذا العام بخير وأن نستطيع تجاوز هذه المحنه .
من المعلوم أن ما يقوم به هذا المعلم ، هو انتهاك صريح لقرارات وتعليمات وزارة التربية الموقرة ، والمتعلقة بمنع الضرب في المدارس.
إن بعض المعلمين يسيء إلى أزهارنا التي نزرعها ، بقصد أو بدونه ، وهذه الشمعة التي تحرق نفسها مجاناً من أجل الآخرين ، تُشعِلُ أطفالنا فتحرقهم وتؤذيهم .
يستحق المعلم التكريم ولكن بعضهم يسيء للعملية التربوية ، نعلّمُ أطفالنا الجرأة في بيوتنا ويخلق المعلم في نفوس أطفالنا الخوف ويربيه وينميه . ملاحظــــــــــــات :
شركة الكهرباء تقدم لنا النور ، كما تقدم وزارة التربية ( التربية ) .
إن جملة ( تقدم وزارة الصحة اللقاحات للمواطنين ) أجمل إنشائياً من جملة ( زرت وزارة التربية ) .
ياسر دعبول ـ السقيلبية
7 – 1 – 2011