قرأت مقالة الأخت الكريمة سميرة عبد الباقي بعنوان (اللباس الشرعي للرجل يا رجال) وحاولت جاهداً أن أتجاهلها دونما فائدة فرغم تفهمي الكامل لدافعها لكتابة ما كتبت إلا أن حجم الأخطاء التي قرأتها في مقالتها (بنظري) ..
..
ألزمتني كتابة الرد حيث أتمنى من كل قلبي إن قرأت الكاتبة مقالي أن تأخذه من باب الدين أولا والعقل ثانيا والمنطق ثالثا والأخوة الصادقة رابعا .
أختي الكريمة استطعت استنباط جو الأسرة الملتزم الذي تعيشين فيه من بين سطور مقالتك , هذا الجو الذي يلزمك (أدبيا) بلبس الحجاب عند الأقارب (رغما عن إرادتك) , أرجو أن تسمحي لي وقبل أن أفند سطور مقالك في ردي هذا أن أخبرك والله على ما أقول شهيد أني لست بقائله إلا لتصحيح فكرة خاطئة لديك عسى أن يريح الصحيح منها بعضا من بالك , وعليه أقول .
في البدء اعلمي أن لا أنا و لا أي إنسان أخر على وجه الأرض (عدا أبويك لسلطتهما الشرعية والأدبية والقانونية عليك) يستطيع إلزامك بما لا تريدين لبسه أو حتى فعله فلا تلق بالاً لمن ينصح و يأمر ويطلب طالما أن لا سلطان له عليك فيا كثرة الناضجين الناصحين المتدينين ..
حجابك أمر من الله تعالى وصلنا عبر نبيه الكريم (صلى الله عليه وسلم) أعلم يقينا انك متأكدة من هذا الفرض .. فأن كنت تريدين مخالفة أمرهم فأنت حرة واستغرب من ينصح إنسانا عالما بواجبات دينه بالالتزام بأمور دينه !!!
يا أخي أن وجدته يعرف ولا يفعل فلم النصح ؟؟ أن كان قد خالف أمر ربه (وهذا شانه مع ربه) فهل يقبل نصحك ؟؟؟؟؟ علماً بأني مع الحجاب والعباءة وكل ما يزيد من ستر المرأة المسلمة وهذا رأيي حر فيه باختيار زوجتي وإلزام أخوتي ومن لي عليه سلطة وأتوقف تماما حتى عند اقرب المقربين إلي أن لم تكن لي عليه داله .
كان لابد من كل تلك المقدمة لأدخل إلى الموضوع الرئيسي وهو موضوع لباس الرجل الشرعي (كما طرحته الأخت الكاتبة) والذي هو برأيي وليد إحساسها بالغبن والظلم بتلقي الأوامر والنواهي والإلزام بلباس لا ترغب فيه حاولت أن تنشد العدالة التي هي متأكدة أنها موجودة فطالبت بمبدأ المعاملة بالمثل للرجل ففكرت وبحثت عما يمكن أن يكون للرجل من التزام باللباس فأخطأت من حيث أرادت أن تصيب عندما اعتقدت أن لباس النبي محمد (ص) يعتبر سنة يجب الاقتداء بها من طرف الرجال ووجدت فيها مخرجا لمشكلتها , فإن لم يلتزم الرجال فأنا لن ألتزم وما حدا أحسن من حدا.
أختي الكريمة ... أخواني الكرام ممن علق وقرأ على المقالة ,رغم اعتراضي على الأخت سميرة بإلزامها لنا بضرورة الاقتداء بلباس نبينا (ص) بعد أن رفضت أن يلزمها احد لباسها على إني سأسير بدربها ومعها أصحح ما قيل من معلومات .. إذ أن اللباس الشرعي الإسلامي لا شكل له ولا لون (وبالطبع لا اعني انه شفاف) وإنما ورد في هيئة شروط ما أن تتحقق تكون قد التزمت به وهي
أولا : ستر العورة
ثانيا : عدم تشبه بالجنس الآخر
ثالثا : وللنساء فقط _ عدم لبس ما يظهر شكل وتفاصيل الجسد من شفاف أو ضيق
أما الرجل فعورته معروفة من الصرة للركبة والمرأة عورتها جسدها بالكامل ... أعلم انك قد تجدي في ذلك تكليفا ولكنه أمر ربنا ولو أمر بخلاف ذلك ما دافعت عن هذا .
فمن لبس منا ما يستر عورته فقد لبس اللباس الشرعي الإسلامي الذي تحدثتِ عنه , اعلم انك قد ترمين بوجهي القاعدة الشرعية التي تقول أن السنة هي كل ما فعله رسول الله (ص) من قول وفعل وعليه فان لباسه هو السنة ... لاحظي كلمة (سنة) وليست فرضا , على انك حتى بالسنة فأنت مخطئة فليس لباس النبي (ص) وقتها هو السنة بل إن شئت السنة الحقة فهو ما نقول عليه بالعامية (الموضة) فقد كان لباس رسول الله (ص) من عمامة وجلباب وإلا ما هنالك هو نفس ما يرتديه أبناء قومه وزمانه ومكانه لم يتميز عنهم في اللباس ليصبح لباسه سنة تحتذي (كما في الخاتم .. حيث أن لبس الخاتم في بنصر اليد اليسرى يعتبر سنة إذ أن الرسول ص قد تميز عن غيره في لباسه) .. انظري للصورة الكاملة ليس كل عمل يقوم به (ص) سنة .. بل ما قام به (ص) بتميز عن غيره أو ما أمرنا بالقول أن نقوم به فهو أمرنا كرجال بتغطية أجسادنا من السرة للركبة وأمر النساء بتغطية جسدهم بالكامل وإلا كان الدخول لبيت الخلاء أيضا سنة .. وحمل العكاز سنة وركوب الناقة سنة والأكل سنة والشرب و و و ..
وأعود وأقول ليس في كلامي ما يلزمك ولا أريد حتى أن أنصحك (ولو كنت أتمنى هذا) جل ما أريده تصحيح مفهوم خاطئ لديك علّني بذلك أجيب عن أسئلتك دون أن أزعجك وأنا معك في أنك تكرهين أن ينتقدك أحد ولا يترفع احد أن يقول انه يتقبل النقد (البناء أو غير البناء) (الصريح أو الموارب) (الجارح أو اللطيف) بصدر رحب فكلنا بشر وكلنا من طينة واحدة واعلم يقينا أن كثرة الناصحين وعلى اختلاف أساليبهم الفجة قد تؤدي لرد فعل عكسي فيصبح من كان يريد الالتزام معلنا لعدم التزامه ومن يؤثر الصمت يبيت صارخا بأعلى صوته بل وقد يعمد إلى كتابة استنكاره وعدائه لناصحه ونصيحته بمقال
يبقى لدي سؤال للأخت الكاتبة السيدة / الآنسة سميرة .. قد قلتِ في آخر مقالك : (فيا أيها الشاب الذي تدعوا للباس المرأة الشرعي يرجى منك أولاً أن تلتزم بلباسك ثم تجبرني أنا على لباسه ) هل حقا تعنين هذا ؟؟؟
هل حقا إذا أتيتك أنا كشاب لا تعرفينه أو حتى تعرفيني وأنا مرتد للعمامة والجلباب وقد اطلت ذقني وحففت شاربي أحقاً تعطي ملابسي سلطة إجبارك على ارتداء لباسك الإسلامي ؟؟؟؟ أتعرفين ماذا تفعلين ؟؟؟
أنت وبدون وعي منك أو أدراك أعطيت السلطة عليك وعلى غيرك من النساء لكل من يعتقد انه بتدينه ولباسه يستطيع جرك إلى فعل ما لا تريديه لتصلي في يوم من الأيام وبعد كثرة أمثاله وتشكيلهم لهيئة تطلق على نفسها (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) لجعلك تترحمين على أيام الناصحين وأيام الحجاب بل وحتى الخمار .. فإن تم ما طلبته تكوني وبسبب استنكارك ورفضك للناصح جعلته بيدك وبإمضائك ولي أمرك