منذ فترة روى لي من أثق بقوله أنه قال :
كان شخص يضع عدة كاسات شاي مستعملة على كرتونة أمام فرن في الرقة ! ليبيعهم ! انتبه إليه صاحب الفرن , وجاء إليه وقال له كنت من الصباح الباكر تنظر على كوة البيع ولم تشتري ! وكان يظن صاحب الفرن أنً هذا الشخص حرامي ! يراقب المواطنين ليسلبهم نقودهم بغفلة منهم أثناء وقوفهم أمام الفرن ! وكاد أن يتصل بالشرطة للتحقيق معه لكنه آثر أن يفهم منه لغرابة وضعه وهيئته التي تدل على أنه إنسان عادي في كل شيء ولا يدل مظهر لباسه وشكله وسحنته أنه من أصحاب السوابق ! رد الرجل باستحياء كبير ! وتدحرجت دموع على صفحة خديه لم يستطع كبحها من خجله وفقره وقال:
والله أنظر إلى الفرن قبل أن ينتهي بيع الخبز ! ولم أبيع كاسات الشاي التي أحضرتها من بيتي لأبيعها وبثمنها أشتري الخبز ! لعدم استخدامها في البيت ! وحاجتنا الماسة إلى الخبز أكثر من الشاي كون أولادي منذ الأمس لم يذوقوا الخبز !
لقد توالت على الرقة في العام الماضي عدة كوارث بالمحاصيل ! صدأ القمح الأصفر أكل الموسم إلا الفتات ! ودودة القطن اكتسحت ثمار جوز القطن قبل نضوجها إلاً اللمم ! أما دودة البندورة والذبابة البيضاء ! فقد أطلقتا رصاصة الرحمة على مواسم العام الماضي ! أمًا قطيع الأغنام الذي تبخر , والذي كان صمام أمان للفلاح لأنها إن أجدبت المحاصيل يتم التعويض بالغنم فيعيش الفلاح على لبنها ولحمها وأصوافها ولا يتسول ويمد يده للدولة لتمن عليه سلة غذاء لا تغني من فقر ولا تشبع البطون !
الفلاحين السوريين بمحافظات الجزيرة أبناء عشائر كريمة المحتد , وعندهم كرامة وأنفة ويخطئ من يطلق عليهم إسم نور الجزيرة !
أمًا لو سأل سائل من المسئول فأقول :
المعنيين بالزراعة من الساس إلى الراس !!! ومن أطلق رصاصة الرحمة على رغيف الخبز هو من رفع سعر المازوت ثلاثة أضعاف قبل أن يستثني الزراعة من رفع سعر المازوت !!! ويوجه الدعم إليه !
والآن إليكم هذه الحقيقة الغريبة ! اشترت محالج الدولة من الفلاحين محصول القطن القليل من الفلاحين بسعر تراوح من 34 ليرة حتى 38 ليرة في العام الماضي ! وأثناء تسليم المحصول ارتفعت أسعار القطن عالميا ثلاثة أضعاف عن سعر المحالج المحدد ! فلم لم يعوض الفلاح ويمنح سعر محصوله الحقيقي ! وعلمت بأنً هناك عمليات تهريب لا يستهان بها للقطن السوري تم تهريبها إلى تركيا ويباع هناك بسعر لا يقل عن 120 ليرة !
قلت ما تقدم والله من وراء القصد !