news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
الجامعات السورية واللغة الانجليزية ... بقلم : ابن المدينة المنورة

حضرت ندوة ثقافية ضمن أنشطة فعاليات معرض الكتاب الدولي الذي يقام في مدينة الرياض كل عام وكانت بعنوان (الكتاب المترجم وقضاياه)..


 طرح أحد المشاركين فكرة التجربة السورية في تعريب المناهج الجامعية ومدى امكانية تطبيقها في مناهج الجامعات العربية، وذكر مثالاً عن كلية الطب في سوريا.

 

وجاءت بعض المداخلات من سوريين ترفض هذه الفكرة من باب (اسأل مجرب ولا تسأل حكيم)، ذكروا أنهم عانوا كثيراً أثناء غربتهم في الخليج وخارج سوريا عموما من التواصل مع زملائهم في المستشفيات أو قطاعات العمل الأخرى.

طبعا كانت المداخلات تعبر عن واقع أليم يعيشه خريجو الجامعات السورية وخاصة عندما يذهبون للعمل خارج بلدانهم..

 

هنا أتساءل/ لماذا لم يعالج قطاع التعليم في سوريا هذه الثغرة، وأقصد هنا (قضية اللغة)؟

لماذا ما تزال الجامعات السورية مصرة على إبقاء مناهجها العلمية بالعربية وحدها؟

أدعو أصحاب الشأن لجولة في مناطق الخليح-كنموذج- ليروا كيف يحتاج الطبيب السوري أو المهندس إلى فترة طويلة حتى يتأقلم مع الجو العملي وحتى ترتفع الحصيلة اللغوية الانكليزية لديه!.

 

إني لأحزن عندما أشاهد السوري يقل عن نظرائه في بلدان مجاورة من ناحية اللغة، بينما نفسه يفوق أولئك من الناحيتين العلمية والمهنية، فقد تفوق الآخرون بسبب وحيد وهو إجادتهم للغة الانكليزية بينما قد لا يفقهون شيئا حتى في اختصاصهم

طبعا لا أعمم فلكل حالة استثناء ، ومن كان لديه اجتهاد شخصي في اللغة استطاع أن يتغلب على الجميع بكفاءته

ولأضرب لكم مثالا من اختصاص الجيولوجيا، يأتي إلينا خريجون جيولوجيون من سورية لديهم خلفية علمية جيدة جدا وكفاءة مهنية عالية لكن لغتهم الانكليزية ضعيفة جدا فتقلل هذه السلبية من فرص حصولهم على العمل او يحصلون عليه بميزات أقل

 

تصوروا أنه يأتينا طلاب حديثو التخرج لا يعرفون أن الـ sand يعني (الرمل) والـclay يعني (الطين أو الغضار) والـ rock يعني الصخر ونحو ذلك من المصطلحات الجيولوجية البديهية.

فمن المسؤول؟

حتى أغلب الكتب العربية التي تدرس بالجامعات السورية وخاصة المترجمة ليست بالمستوى المطلوب بل إنها قد تضر أكثر مما تنفع

 

وأعتقد أن أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات السورية الذين يضعون ويؤلفون تلك المناهج للطلاب لهم دور سلبي في انخفاض مستوى الطالب، وذلك من ناحيتين:

1-     نجدهم يصرون على استخدام المصطلحات بغير المتعارف عليها عالمياً، ويحاولون بشق الأنفس تعريبها رغم عدم الحاجة لذلك

فلم نعرب المصطلحات العلمية التي ابتكرها الغرب؟

ما الفائدة مثلا من تعريب مصطلح (الكمبيوتر) بـ(الحاسوب)

وذكر عن أحد الدكاترة انه يصر على تسمية الفاكس (بالناسوخ)

 

وغيره ذكر عن نوع من الصخور انه يتواجد في الأندلس؟! ويتحاشى بشدة تسمية المنطقة بأسبانيا أو حتى البرتغال رغم أن الأندلس سقطت منذ مئات السنين!

2-   نجدهم يبالغون في الترجمة الحرفية مما يفقد النص أهميته العلمية أو روحه الأدبية، ويضعف الاسلوب ويتسبب بركاكة المعنى ويشعر المتلقي بالملل

إنك لتجد كتبا مترجمة بالعربية تحسبها مكتوبة بلغة غير لغة الضاد لما اعتمده المؤلف على الترجمة الحرفية

أي أن المادة المقروءة لم تبقي على الانجليزية ولم تكتب بلغة عربية سليمة

 

فلا بلح الشام أكلنا ولا عنب اليمن..

أقول: عندما كانت أوربا تستفيد من حضارتنا عندما كنا أعزاء فلم لا نستفيد من حضارتهم العلمية

لماذا لا ندخل تعابيرها؟ دعونا نواكب حضارة الثقافة وننفتح على العالم

فالكلمات المعربة برأيي يجب أن تبقى حبيسة القواميس

 

لماذا التهيب من الاقدام على لغة يتكلم بها معظم الكون

هل نملك أن نجاريها؟

لماذا التهرب من التطوير ولماذا هذا الجدار المنيع؟

يا أصحاب الشأن ويا مثقفين .. الطلاب أمانة في أعناقكم ، يحتاجون للعلم الكيفي وليس الكمي

 

تأكدوا وتيقنوا أن المحافظة على الهوية العربية لا تكون بكتاب كتب بالعربية او بمصطلح تجنبنا كتابته بالانجليزية

إنما بالمحافظة على الاخلاق والصفات العربية النبيلة..

دعونا ننفتح على اللغات الأخرى حتى نستفيد ونتواصل مع الآخر بما يحقق الفائدة لمجتماعتنا

وعندما تعود أمجادنا سنقول للآخرين، هلموا إلينا وانهلوا من ثقافتنا وحضارتنا، ولعل هذا اليوم آت..

2011-02-13
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد