news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
كذب الإعلاميون ولو صدقوا ... بقلم : ابن المدينة المنورة

في يوم الأربعاء الموافق 2-3/2011م كنت في معرض الرياض الدولي للكتاب طيلة اليوم، حيث تشارك حوالي 700 دار نشر من دول متعددة..


وبينما كنت أتجول في أرجاء المعرض وأنتقل من دار نشر إلى أخرى بحثا عن كتب مفيدة إذ دخل وزير الثقافة السعودي وحوله بعض المرافقين والحرس وبدأ في تفقد المعرض..

 

بعد قليل جاءه عدد من الشباب لنصيحته بعدم السماح لأي كتاب يخالف التعاليم الإسلامية بنشره في المعرض، أخطأ بعضهم في الأسلوب فتم اعتقال اثنين منهم وأخذوا إلى مكتب الشرطة، عندها بدأت بعض الملاسنات والنقاشات بين من سمّوا أنفسهم (المحتسبين) من جهة وبين رجال الأمن ومن يدّعون بأنهم (أصحاب الفكر التنويري) من جهة أخرى، وكان عدد الأشخاص لا يتجاوز الأربعين شخصا ثم تجمهروا عند مكتب الشرطة في المعرض لإخراج زميليهما فتم لهم ذلك بعد أخذ تعهد عليهما بعدم تكرار ذلك.

وحالة أخرى حدثت في نفس اليوم وهو قيام أحد رجال الهيئة بالصعود إلى الاستديو المخصص للتصوير (التابع لقناة الثقافية السعودية) والاعتراض على المسئولين لوجود مذيعة متبرجة!، فتم إخراجه ونتيجة لذلك أيضا صارت بعض المشادات بين الطرفين ومؤيديهم حتى تدخل رجال الأمن، وكان العدد لا يتجاوز الثلاثين

 

لست بصدد أن أعطي رأيي بما حصل ولا أن أميل لجهة على أخرى ولا أن أبين من كان على خطأ ومن كان على صواب فليس هذا موضوعي.

ولكن ما استفزني جدا أنه في صباح اليوم التالي قرأت على موقع العربية نت خبرا مفاده أن متشددين يقتحمون معرض الكتاب ويهاجمون الزوار ودور النشر، وذكر في الخبر أن عدد المتجمهرين زاد عن 500 شخص وعدد المعتقلين من قبل رجال الأمن يقدرون بنحو 100 شخص!!

يا الله!...ألهذه الدرجة وصل حال الإعلام عندنا؟؟!

 

لو لم أكن حاضرا في المعرض لصدقت هذا الخبر ولكني كنت في قلب الحدث منذ بدايته وحتى نهايته، حيث لم يعتقل إلا اثنين فقط ولم يتجمهر سوى 30-40 شخص.

وذكر موقع العربية أيضا أن القائمين على المعرض اضطروا-بسبب أحداث الشغب- إلى أن يطلبوا من الزوار مغادرة المعرض في الساعة التاسعة والنصف.

وهذا خطأ آخر لأن المعرض بالأساس يقفل في الساعة العاشرة ودائما ما يُطلب من الزوار المغادرة في الساعة التاسعة والنصف

وبدون مجاملة فإن أصدق خبر إعلامي عن هذا الموضوع جاء من موقع سيريا نيوز كما في الرابط التالي:

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=129531

ومع ذلك فلم يسلم الخبر من بعض الأخطاء

 

لا أدري لصالح من تكون هذه المبالغات وعدم المصداقية

هل هناك نوع من التعمد لغرض الإثارة وجذب القراء؟؟

أم لتشويه صورة ما؟؟ أم لأغراض خفية؟؟

أم ضعف في الإعداد من قبل بعض الصحفيين؟

إن ما تفعله الكثير من وسائل الإعلام يذكرني بالشياطين التي تسترق السمع من السماء فتسمع كلمة وتنقلها إلى المشعوذ أو الكاهن فيكذب معها مائة كذبة ويصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء كما ورد في الحديث النبوي.

 

ومن الملاحظ أيضا أننا في هذه الأيام نشاهد قناة الجزيرة أو العربية فنتصور أن ساعات نظام القذافي قد أوشكت على الانتهاء، وعند الانتقال إلى القناة الليبية الرسمية نجد مسيرات التأييد للزعيم الليبي والإخبار العاجلة التي تفيد بعودة الأمن للبلاد

قد نبرر ذلك التناقض لوجود مصالح سياسية

ولكن يبقى السؤال:

 

إلى متى سيظل إعلامنا العربي على هذا الحال؟؟!

متى سنبتعد عن إعلان ونشر الشائعات؟

متى سنتعلم الإنصاف والمصداقية والدقة في نشر الخبر؟؟

الحق يقال أنه يوجد بعض الإعلاميين والصحفيين يتحرون الدقة في الخبر ولكن نسبتهم قليلة جدا نأمل أن تزداد كثيرا حتى نرتقي بواقع إعلامنا المعاصر.

 

وقفة:

إن من شر الخلائق عند الله يوم القيامة الرجل يكذب الكذبة تبلغ الآفاق!

2011-03-11
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد