news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
أطفالنا أمانة أو ملكية خاصة؟ ... بقلم : ليانا

يعتصر قلبي ألما" كلما قرأت خبرا" مأساويا" عن الأطفال.


تتنوع الأخبار بين اساءة المعاملة في البيت والمدرسة إلى الاهمال الذي قد يؤدي إلى اصابات جسيمة  وايذاء معنوي لأن هذه الأخبار توضح بشكل جلي أن الأهل يعتبرون الطفل ملكية خاصة بهم يفعلون بها ما يشاؤون وفي هذه مغالطة جسيمة. اذا كانت أجسامنا وأنفسنا ليست ملكا" لنا (بدليل أن الله حرم الانتحار وايذاء النفس) فكيف يصبح الأطفال ملكا" لنا؟

 

مفهوم ملكية الأطفال لا يعني فقط الايذاء وإنما تقرير حياتهم ومستقبلهم وتخصصهم وربما زواجهم كما نسمع في الكثير من الحالات , هنا يعامل الأهل أبنائهم كما لو كانوا في الثانية من عمرهم يحتاجون إلى التوجيه في كل شيء والتنبيه بالابتعاد عن الكهرباء وغيرها من مصادر الخطر . المشكلة الأكبر في مجتمعنا عندما يخلط هذا المفهوم مع مفهوم بر الوالدين الذي جاءت به الأديان السماوية  فصبح الانقياد للوالدين في كل أمر هو بر لهما والمخالفة هو عقوق. لقد جاءت فتاة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تشتكي أباها الذي يريد أن يزوجها من غير رغبتها  فجعل النبي الأمر إليها  فقالت أجزت ما فعل أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أنه ليس للآباء من الأمر شيء.

الأطفال أمانة ومسؤولية وليسوا أملاك خاصة  وهذا ما فهمته المجتمعات الغربية وطبقته .

 

في بريطانيا مثلا" التي أعيش فيها, يمنع ترك الأطفال بمفردهم في المنزل , كما يمنع تركهم في عهدة من يقل عمره عن 16 سنة . أي أن ترك الأطفال في رعاية طالب بالصف التاسع غير مسموح بها. في حال اكتشاف الشرطة لأمر من هذا القبيل يتم سحب الأطفال من الأهل واعطائهم للرعاية الاجتماعية  لأن المبدأ هو أن الطفل مسؤولية عندك فأنت من اختار قدومه إلى الدنيا ولكن اذا لم ترعاها سنأخذها منك.

 

النتيجة أنه من النادر سماع قصص عن وفاة الأطفال بسبب حريق نتيجة تركهم بمفردهم في المنزل لأن أهلهم أرادوا السهر والاستمتاع بوقتهم . حتى عمل كلا الأبوين لا يكون عذرا" إذ أن الطفل أهم من العمل .

نظام الرعاية الاجتماعية هو تطبيق للتكافل الاجتماعي الذي جاء به الاسلام, فالكثير من الأسر الراغبة في رعاية الأطفال تسجل اسمها كمتطوعة بعد أن تنطبق عليها الشروط المطلوبة ,عند سحب الطفل من أبويه إما لوجود مشكلة عندهما كالادمان والمخدرات والسجن أو بسبب الاهمال الجسيم, تقوم الدولة بإيداعه كأمانة عند احدى الأسر مع اعطائها مصروف له ولكن بدون أي مقابل مادي للأسرة نفسها فالموضوع تطوع ورغبة في عمل الخير. يتم متابعة الطفل عند الأسرة للتأكد من عدم اساءة معاملته  ويتم السماح له بلقاء دوري مع أبويه  , وحتى لا يتعلق الطفل بالأسرة البديلة ويعتبرها اسرته يتم نقله منها بعد سنتين إلى  3 سنوات  ثم عندما يتم التأكد أن مشكلة الأبوين قد حلت تماما" يعاد الطفل لهما.

 

لدي صديقة تكفلت بثلاثة أطفال اضافة إلى أطفالها الثلاثة وتعاملها معهم صحح الكثير من الأمور والمفاهيم المغلوطة عن تربية الأطفال. في مجتمعنا تربينا أن نعتبر العصا من الجنة وأن الضرب وسيلة تربية  وأن منع الضرب ينتج أولاد غير مؤدبين ووقحين وأن الأهل لا يكون لهم أي سلطة عليهم. في حالة صديقتي البريطانية يكفي نظرة غضب ونبرة استياء حتى يجلس الأطفال مكانهم هادئين بدون ضرب أو شتائم نابية. 

الأطفال أمانة ومسؤولية  عظيمة  فكلكم راع  وكلكم مسؤول عن رعيته فأد الأمانة حقها واشكر النعمة التي أهداك اياها الله.

2011-02-18
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد