news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
لماذا ضحكت كثيرا في ميلانو....بقلم : وسيم أحمد

لماذا ضحكت كثيرا في ميلانو....


الجزء الثاني من ..أحلا من باريس .....وكل الدنيا

قالت لي والدتي يوما .... هذه الأكلة مفيدة جدا وهذا الدجاج من دجاج جدتك البلدي وهو غالي الثمن.

متشائما قلت : مقرف ولا أريد أن أتذوقه, لماذا يا بني فهو مفيد جدا و عبارة عن حنطة ودجاج ,,,

 

أجبت بحده لا أريد ولا أريد رؤيته في المطبخ أيضا..... سافرنا لقضاء العطلة الانتصافية والاستجمام فدعتنا جدتي للطعام وإنما هذه المرة كان ديكا بلديا وعلى الحطب أيضا......وعادت ألوان الطيف لتظهر على وجهي غضبا ....اياك أن تتحدث فغضب جدتي يصل لان تهزأ ابنها ذو النسر والثلاث نجوم والخط الاحمر على كتفه.....كلما ذكرتها اذكر انها تكره السيارة والطريق المعبد وتشبهني بدجاج المداجن......ولكن دموعها تملأ وجهي عندما أودعها مسافرا ..أتى حسن فأكل من الوجبة ولحقه يوسف وعقيل وعلي مع ولديه...واستطاعوا ان يظفروا بصحن جيد وان يقبلوا يد الست الوالدة على الطبخ الطيب والذي كلف ..سعر الصوص 5 ليرات والذي أصبح ديكا فيما بعد....وكيلوين من الحنطة يما يقارب 100 ليرة سورية... وملعقتين من السمن البلدي ببلاش من إنتاج معامل أم حسن للألبان ومشتقاتها......مع العلم أن مجموع الحاضرين وأسرتي حوالي 10 أشخاص ....

 

فإذن وجبة خالية من المواد الحافظة ومحضرة بخبرة ثمانين عاما ب 105 ليرات سورية...حتى الان مازلت أكره هريسة الدجاج ولا أطيق السماع بذكرها...عندما يحصدون قمح البيادر في قريتنا تشاهدهم يعملون بكد وحرص..تتعالى أصوات اللي بيغني واللي ما بيغني لان القمح يحب السعادة والخير وسيكون وفيرا ان جمعته بحب .. عندما يربون دواجنهم ومواشيهم ينادونها فتأتي مسرعة  ويحرصون على حمايتها من الجقل الذي يفقع موال عتابا عند ظفره بديك أو دجاجة ,,,مرسلا لك رسالة  اس ا م اس  فحواها تعيش وتاكل غيرا ....في كل خطوة هناك حرص شديد على ما يعملون وما يصنعون فهو بالنسبة لهم فن الحياة, في كل منزل هناك حرفة طريفة لا تخلو من ابداع...النحت على الخشب صناعة أطباق وسلات من القش أو الريحان...ملاعق خشبية  أو خواشيق باللغة التركية...عمار الحجر ......الخ

 

شاءت الأيام أن  أسافر في دورة تدريبية في إيطاليا في مدينة ميلانو وتعلمون بالتأكيد أن المطبخ الايطالي غني ووافر ولكن تأكدوا أن الغربيين هم بخلاء و بلغتنا كحاتيت كتير ....على عكس مطبخهم

 كان الوفد مؤلفا من ستة أشخاص والدليل الايطالي هو السابع كان علينا ان ندفع ذلك المصروف المعني بالطعام والشراب على حسابنا وبما أن الشباب لا يفقهون اللغة الايطالية فلم نكن نخاطر أبدا بأكثر من بيتزا لأنها سهلة وواضحة خوفا من لحم الخنزير وغيره, قلت للدليل بما اننا ندفع من جيوبنا قلنا الحق في الاختيار وأخذ الوقت في السؤال فالبيتزا دبحتنا ................. على الرغم من اختلاف أصنافها.

 

قال لي حاضر غدا اليوم الأخير وقد حجزت لكم في مطعم تقليدي عريق ....قلت ياحي الله علي أن أحضر نفسي وأن أطلب  أرجل طبق في الليستا شريطة خلوه من الخنزير وان أتصور معه للذكرى فهي فرصة سانحة لتذوق شيء مختلف .....

اجتمع الشباب حول الطاولة وسال لعابهم بعد رؤية الاطباق الكبيرة المغطاة بالستانلس والتي قد يخيل لك في الوهلة الاولى انها تكفي الطاولة كلها لتكتشف فيما بعد أنها 90 بالمية منها فارغة وفارهة .......

هل تعلمون ماذا كان يوجد تحت غطاء الستانلس المعني بصحني ؟؟؟؟؟ وما كان ذاك الطبق الذي اخترته ؟؟؟؟؟

 

اي نعم......اي نعم ...اقسم بالله العظيم أن شريط حياتي قد كرر أمام عيوني وظننت الأمر لوهلة مزحة أو كاميرا خفية وأن جدتي ستطل من المطبخ بثياب إيطالية ....... لقد كان سعره 38 يورو أي 2470 ليرة سورية ................

صمت لبرهة مع العلم أنني الأكثر توفيقا في الاختيار لان الشباب اختاروا أكلات مختلفة . كانت الصحون مزينة وملونة إلا أن طعمها غريب ...هذا ما لاحظته على وجوه الشباب..خاطبت الوجبة : انت شو عم تساوي هووون ؟؟؟؟؟

 

أكلتها هذه المرة مع أن الدجاج ليس بلديا والقمح لم تغني له دراسة القمح...ولم يطهى على الحطب, ضحكت كثيرا لا نني تخيلت جدتي ماذا تستطيع أن تفعل مع 2470 ليرة سورية..........................

أخذت صورة تذكارية للطبق السعيد ........قلت في نفسي .....ما أكرمك يا وطني ......

نانسي / فرنسا

2011-03-04
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد