news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
رداً على مقال : إذا تعلق الأمر بالدين .. جنّ جنون المعلّقين .. . بقلم : ابراهيم م س ك

تحية طيّبة وبعد ..


أنا ممن يجنّ جنونهم أخي (هاني) عندما يتناول الكتّاب أو المعلّقون الدِّين في كلامهم ..!!

ليست المشكلة تعصّباً للدين ، ولا عدم قبول الآخر بقدر ما هي ردّة فعل طبيعية على نوع التعليقات التي يبدو أنك لم تقرأها ...

وبما أنّي أنا مثلك أتمتع بنفس المزايا التي ذكرتَها عن نفسك فأنني أحبُّ أن أفسّر لك سرّ (جنوننا) هذا الذي تنتقده ..

إنَّ الله سبحانه وتعالى خلق الناس مختلفين في كل شيء ، بدءاً من الطبائع والأشكال والآراء وانتهاءاً بالعقيدة ..

 

وإن كان الدين نفسه (الذي نعتقد نحن أنه هو الصحيح) لا إكراه فيه .. فإن باقي مفاصل الحياة لا تساوي شيئاً أمام ذلك ..

نحن نختلف مع بعضنا .. مع من حولنا ، مع إخوتنا وأهلنا ، ومع كلّ الناس ..

ونتفق (في الظاهر) على أنَّ لكل إنسان حقٌّ في الفكرة التي يعتنقها ويؤمن بها .. ولعلّ الدين نفسه فيه أمور كثيرة لم يتفق العلماء عليها ، بل حتى الصحابة بعد رسول الله لم يتفقوا على كلِّ شيء في الدين ، وقد بيّن النبي عليه الصلاة والسلام أن أموراً كثيرة لم يوضح هو الحكم فيها ليكون للفقهاء تأويل وتفسير فيها يختلف (لطبيعة اختلاف التفكير البشري) فتأتي الأحكام مختلفةً لتكون صالحة لكل زمان ومكان ..

 

فإن قلنا أن الاختلاف موجود ، وأن لكل إنسان حقٌّ في قول فكرته أو اعتناقها والإيمان بها .. فانظر إلى تطبيق ذلك في المقالات والردود عليها ..

كل الأفكار نحن نحترمها لأنها أفكار أشخاص .. ونحن نحترم هؤلاء الأشخاص ولو كانوا بالنسبة لنا مجرّد رموز أو أسماء وهميّة ..

ولكن انظر عندما يكون الرأي رأياً دينياً ..

أولاً يُهاجم صاحب الرأي .. فهو المتخلّف والرجعي والإرهابي والـ....... إلخ

 

والأمر الثاني أن الكثيرين يتركون الفكرة ويهاجمون الدين بحدّ ذاته ..

ويبدأ الواحد منهم (وهو غير مطّلع على أحكام الدين) بكيل الاتهامات، أو اتهام الدين، أو رجال الدين..

لكل إنسانٍ حقٌ في أن يعبِّرَ عن فكرته.. ولكن هل من فكرة تجد من تعليق عليها : (حاجتنا تخلف ورجعية) غير الفكرة الدينية ؟

هل من أفكار غير الأفكار الدينية تجد الردود عليها تحمل عبارات : (التخلّف ، والطالبانية ، والرجعية ، والانغلاق ، والكبت ، والفساد ، والنفاق، والإرهاب ..؟؟)

لماذا ؟؟

لماذا الدين فقط من يُهاجَم من قبل غير المتدينين، بينما نحن المتدينون نناقش الأفكار ونترك العقائد والمرجعيات ونحترمها؟؟

 

لماذا نحن لا نهاجم المرجعيات والطائفية والدينية والسياسيّة  ..؟ بينما الآخرون يستسهلون مهاجمتنا ؟

لماذا في مواضيع تتعلق بصلب الدين (كالحجاب مثلا) يهاجَم الدين، والمتدينون، ورجال الدين؟ ولا يتم نقاش الفكرة بحدِّ ذاتها ؟

أنا كمتدين وشديد التدين لا أنكر أبداً أن الحجاب في بعض المجتمعات عادة، وفي مجتمعات أخرى تؤمر به النساء قسراً، وأخرى يوضع للحاق بركب الزواج  وخوفاً من العنوسة..

لماذا في هذه المفاصل المختلفة نتهجّم على الدين، وعلى الحجاب، ونقوم بإطلاق الحكم على الحجاب ونصفه مرة بأنه جهل ، ومرة بأنه تخلف ، ونؤّكد أحياناً بشكل قاطع بأنه ليس من الدين ..!

 

ترى هل الإخوة الذين قالوا ذلك قرؤوا (كلّ) الآيات و(كلَّ) الأحاديث التي تتعلَّق بالأمر وتبيّن معهم أن الآيات تؤكّد بشكل قاطع أنه ليس له علاقة بالدين؟

أمر هام جداً يحصل ويؤدي إلى جنوننا - الذي حقَّ لنا :

إذا كانت هنالك من تتحجب بحكم العادة ، وهنالك من تتحجب إكراهاً ، وأخرى زينةً ، وثالثة سعياً وراء الرجال والزواج .. لماذا لا نجد أحد يناقش هذه المشاكل الاجتماعية (كالإكراه ، والعادات والتقاليد) ، ويتركونها ويلحقون الحجاب ..؟

 

إذا كان هنالك بعض رجال الدين المسيحي قد قاموا بممارسات جنسيّة فاضحة بحقِّ الأطفال فهل يُعقل أن نتهم هذا الدين السماوي أو نطلق الاتهامات على كلِّ رجاله ؟ أم نعالج هذه الظواهر الفرديّة ؟

إذا كان بعض الناس يصلّون ويكذبون .. فهل نناقش فكرة الكذب أم نناقش فكرة الصلاة ؟

إذا رأيت فتاة متبرجة (وكلمة تبرج كلمة فصيحة وليست شتيمة) وتقوم بالدعارة هل نصف كلَّ النساء التي تخرج بلا حجاب بأنها كذلك ؟ ولماذا إذا رأينا العكس (فضحنا الدنيا).؟

 

إذا رأينا صحفي يرتشي هل نصف كلَّ الصحفيين بالفساد ؟

أليس هنالك متسلّقون على الدين يرتشون أو فاسدون أو بلا أخلاق ؟ ما ذنب الدين ؟ وما ذنب الوطن إن كانوا داخل الوطن؟ وما ذنب العروبة إن كان لسانهم عربي؟ وما ذنب الطائفة التي يتبعونها إن كانوا من أتباع طائفة ما..؟؟

.............

 

لماذا لا نناقش الفكرة مثلاً من وجهة نظر أخرى ؟

لماذا لا نتحدَّث عن ظاهرة الإكراه للإناث أو الذكور على فعل أيِّ شيء ؟

أليس هنالك من تترك الجامعة إكراهاً ؟ وهنالك من تدخلها مكرهة  ؟

وهنالك من تتوظف مكرهة؟ وهنالك من تترك وظيفتها مكرهة؟

لماذا إذا تعلق الأمر بالحجاب تركنا الإكراه ولاحقنا الحجاب ؟؟

......................

 

إذا رأينا إنسان مصلي يغش ويسرق .. لماذا نرى التهجم على الصلاة ولا نرى التهجم على الكذب؟ أو الغش؟ أو الفساد؟ أو قلة الأب؟ أو الإساءة للناس؟ أو الحَسَد؟

الكذب خطأ، والرشوة خطأ، والغش خطأ، والنفاق خطأ .. وهذا الخطأ يتفق عليه المتدين (المسلم والمسيحي واليهودي) والملحد ، واللاديني ، والعربي ، والغربي ، والصغير والكبير..

 

ولكن الصلاة ؟؟ أليس هي رمز الطهارة والخلق؟

والحجاب ؟؟(أساساً) .. أليس هو رمز الطهارة والعفاف؟

لماذا إذا رأينا مصلي أو محجبة بلا أخلاق نبادر فوراً نطالب بترك الصلاة ونزع الحجاب ولا نطالب بترك هذا الخلق القبيح ؟؟

أليس هذا تغيّراً في المفاهيم ومغالطات يقع فيها البعض تجاه المتدينين ..؟؟؟

 

ألا يحقُّ لنا عند انتشار ذلك بشكل كبير أن نتضايق ، ونغضب ، ونجنّ ..؟؟

ألا أجد واحداً منكم يجنّ معي عندما يتجمع حولي جمهرة من الشباب في أحد المراكز الثقافية ويقولون : ليش بتعلّق بسيريا نيوز ؟؟ ما بتعرف أنو  كل هالمعلقين مجانين .؟؟

وذلك من أجل تعليق واحد غير مسؤول ؟؟؟؟؟

إبراهيم م س كوكي

 

مواضيع متعلقة : إذا تعلق الأمر بالدين .. جنّ جنون المعلّقين

2011-03-17
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد