news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
شعر
الخلاص ... بقلم : م.محمد أسعد

ردمتُ في قعرِ الذاتْ


القادمَ من الذكرياتْ

وكتبتُ على شاهدة قبري

أنا الذي قبل الأوان قد ماتْ

هل أدركتِ أيتها النفسْ

 

أنك لستِ مطمئنة ْ

هل أدركتِ أنك تائهة ٌ بين ليتَ ولعلَّ ولكنَّ

هل أدركتِ أنَّ الأمهات يوأدن أطفالَهنَّ في الجنة

وأن جهنمَ امتلأت عن آخرها بالأنبياء والقديسين والأئمة

هل أدركت أن الأرضَ غصَّ رحمُها بالأجنّة

 

وأنه لا عدل في الأرض أو في السماءْ

فلا فضلَ لكِ أيتها الكتب السماوية أو منّة

هل أدركت أنه لم تحنْ ساعةُ الوفاة

وأنني الذي قبل الأوان قد مات

ارحلي عني يا ذكرياتي المحطمّة ْ

 

فقد زادت كوابيسي

واستحالت نفسي الحرّة أمة

مقيدةٌ هي

مدفونةٌ في تلافيفِ دماغي

تبحثُ عن منفذٍ إلى الخارجِ البعيدْ

تبحث عن نافذة مكسورة في جدارِ الزّمنْ

 

تبحث عن الخلاصْ

فهذه الرأسْ

لم تعد قادرة على احتمال زحمة الوافدين

ارحلي عني

يا أيتها النفس

فلستِ بالنسبة لي

سوى مصدراً للآلامْ

 

ومنهلاً للأوجاعْ

ومفرخةً للآهاتْ

وأنا لم أعد أحتملْ

فأنا الذي قبل الأوان قد ماتْ

رجمتُ شياطين رأسي

حتى خارتْ قوايْ

 

فوجدتُني أرجمُ نفسي

وأنا الشيطان في داخلي ترعرعْ

خلعتُ أقنعتي القديمة

ولفحتُ وجهي بقناعٍ جديدْ

حاولتُ أن أكون بريئاً

فلم أستطعْ

 

حاولتُ أن أكون خاشعاً متعبداً

فلم أستطعْ

فقد استحكمتْ فكرةُ الخلاصِ في رأسي ولم أعدْ أرى سوى

تلك البقايا من الحرياتْ

والقليل القليل من الذكرياتْ

لرجلٍ للأسفْ قبلَ الأوانِ قد ماتْ

 

سئمتُ البكاءْ

سئمت النحيبْ

سئمت أن أكونَ الضحية ْ

فقاومتُ إغراءات الأديان

ولم أخف يوماً من تهديداتها

لا الجنّةُ غايتي

 

ولا تخيفني جهنمْ

فأنا من سيقبع وحيداً في مملكته

بعد أن يُنفَخَ في صورِهم

ويغادرونَ مقابرَهم إلى محكمةِ الاستئناف

حينها سأعلن أنني سيدُ نفسي

و أن هذه الساحات لي

 

وهذه الأفق لي

وهذه الأفكار لي

فأنا أنا من يصنع لنفسه الحياة

ولست بعد اليوم

ذلك الرجل الذي قبل الأوان قد ماتْ ؟؟؟!!!.

2011-03-18
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد