للأهمية الراهنة رأيت ترجمة مقالة عن موقع "Oxygen"

تحت عنوان "hurry sickness" للكاتب Alyson Geller

تقول المقالة: ( بحسب إحصاءات أصبح من النادر في بلدان غربية عديدة أن تجلس العائلات معاً لتناول الطعام ويبدو أن الناس لم يعد لديها الوقت لتستمتع بوجبة وأن تشتري وتجهز مكوناتها بنفسها, في هذا الوقت بدأت تتكاثر منافذ بيع الوجبات السريعة.)

دلائل أوضح على تأثيرات الإيقاع السريع للحياة بدأت تشاهد في مختلف المجالات ...... وبحسب الدكتور Barton Sparagon من معهد Meyer Friedman في سان فرانسيسكو "مع الانتشار المتزايد للتكنولوجيا كالبريد الالكتروني والأجهزة الخليوية والكمبيوتر المحمول أصبح بإمكاننا إنجاز العمل في المنزل وفي أيام العطلة, لقد تم تسريع الزمن بالنسبة لكثير من الناس وهناك ضغط متزايد لإنجاز المزيد في آن".

السيد Jill Stein عالم اجتماع في جامعة كاليفورنيا لوس أنجيليس يؤيد أن الوقت أصبح أكثر ضغطاً مما كان "في الماضي إيصال رسالة من الليلة الفائتة كان ليكون معروفاً كبيراً الآن إذا لم تستطع إرسال مرفقات بريد إلكتروني فهناك خطب ما ولأن التكنولوجيا متوفرة لنا هناك حافز لا يقاوم لاستخدامها" ويرى السيد Stein أن سلوك التركيز على الذات متعلق بانحراف اجتماعي متزايد إضافة للتكنولوجيا ويستطرد فيقول "هناك انهيار في نواة الأسرة في مفهوم الجماعة والانتماء وعزلة متزايدة وإحساس أننا منقطعين واحدنا عن الآخر هذا الانهيار موجود قبل التكنولوجيا لكن التكنولوجيا فاقمته" ويتابع السيد Stein "الآن نتصل من خلال التكنولوجيا وليس لدينا تواصل مباشر وجه لوجه"

الدكتور Sparagon يصرح "الضرر ليس فقط على بيئتنا الاجتماعية بل على صحتنا الجسدية أيضاً, إن التكنولوجيا تنشأ في حياتنا أشياء ثم لا تستغرق وقتاً حتى تنفجر ولهؤلاء الذين يحاولون كبحها إنها مدمرة" ويتابع فيقول "إن طبيعتنا كبشر ليست قادرة على مواكبة التكنولوجيا ففي ثقافتنا الحالية نحن نناضل من أجل ساعات ولا نستطيع توصيل استجابة تنتهي في دقائق" يتابع الدكتور Sparagon حتى الأطفال لا توفرهم أمراض التكنولوجيا فهناك اضطرابات لدى الأطفال لم نكن نشاهدها من قبل ربما نتجت عن الانجراف لاضطراب هائل في حياة الولدين أو من التحميل الفائض لنشاطات خارج المنهاج الطبيعي للطفل ومتطلبات غير مسبوقة تحتاج حتى خمس ساعات وطوال الليل بالنسبة لبعض الأطفال فبدأت تختبر نفس الضغوط من الحمل الزائد, ضغط الزمن, مطالبات الوالدين وليس لديهم آليات مكافحة للتعامل مع ذلك ....

 يتابع الدكتور Sparagon الشفاء ممكن ويؤكد أنه لا يوجد حل سريع لكن المفارقة الكبرى هي أنه حتى عندما تكون الناس جاهزة لتغيير سلوكها تكون في عجلة لذلك ومن سخرية القدر أن التكنولوجيا المصممة لتبسيط حياتنا قد تكون ذات تأثير بعيد غير مرغوب ويقول الدكتور Sparagon إن هذا الضغط التكنولوجي المتزايد لا يجعل فقط حياتنا لا تطاق بل بالفعل يجعلها أقل فعالية مما كانت لتكون بطريقة أخرى...

عزيزي القارئ

هكذا يقرأ مفكري الغرب التكنولوجيا التي صدروها لنا فكيف نقرأ ذلك نحن؟

عزيزي القارئ

رأينا في المقالة السابقة فقدان مجتمعات التكنولوجيا الغربية للتواصل الاجتماعي ...هل فقدنا نحن التواصل الاجتماعي وأصبحنا بحاجة للفيسبوك لنتواصل اجتماعياً ؟ ومن هو السيد مجهول الذي نتواصل معه ؟ ولماذا يريد التواصل معنا؟