news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
دم قراطية ...بقلم : علي أحمد

يعلمنا التاريخ دروسا كثيرة ولكنه يكرر دوما سلسلة الأحداث لأن الكلاب و المتكالبين الموجودين في كل زمن هم نفسهم و إن تغيرت الأسماء و الوجوه .


عام1970 وصل الرئيس الشاب يومها حافظ الأسد رحمه الله إلى سدة الحكم بعد أن أنهى سبع سنوات من صراعات اللجنة العسكرية و القيادة القطرية لحزب البعث جاء في ظل تحولات كبرى شهدها العالم العربي من أيلول الأسود في الأردن  و   ثورة   القذافي في ليبيا و صولا إلى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر. لم يلتقط الأسد أنفاسه جيدا حتى بدأت الدعوات لإسقاط النظام حتى قبل أن يكون هناك نظام بالمعنى الحالي للكلمة ذهب الأسد الأب لحرب تشرين وخدع من قبل السادات ولكنه رغم كل شيء استطاع أن يعيد للجندي السوري ذاك البريق الخالد  .

 

بعدها بعامين اندلعت حرب لبنان التي هندسها كيسنجر ووقفت سوريا وقفة تاريخية ضد تقسيم لبنان و تحويله إلى كانتونات ودفعت من دماء شبابها ومن اقتصادها الوطني ثمنا لذلك رحبت سوريا عام 1978 بالثورة في إيران لأن البعد القومي لسوريا وقضية فلسطين كانت أكبر من حسابات بعض العربان الضيقة وعندما وقفت سوريا ضد حرب إيران العراق حاصرها وحاربها كل العرب ثم أعدوا العدة لما بات يعرف بأحداث الثمانينيات و ما لحقها ومع ذلك صمدت سوريا حافظ الأسد و أسقطت اتفاق 17 أيار طبق الأسد الاب سياسة عقلانية على مستوى السياسة الخارجية لسوريا فهو لم يرتم  في أحضان السوفييت ولم يقطع علاقته مع أميركا ولهذا عندما سقط الاتحاد السوفياتي كانت سوريا أقل الدول تأثرا بهذا السقوط المدوي.

 

أنجز الأسد الأب اتفاق الطائف و أرسى تفاهما عربيا حول لبنان و فاوض في مدريد وفق الشروط التي يرضاها كل سوري و على ما يبدو أن القوى العربية و الغربية أدركت عام1991 أن الاسد الذي تجاوز الستين يومها والذي أنهكته الهموم القومية و مصلحة الأمن القومي السوري العليا لم يعد بمقدوره معالجة وضع بلده الداخلي المتأزم اقتصاديا نتيجة سنوات الحصار كما أن الوضع الصحي للاسد الأب كان موضع رهان لدى الغرب والعرب على وفاة حافظ الأسد و رمي سوريا في مجهول تعود فيه دويلات فرنسا للظهور و تمسح معها من ذاكرة السوريين صورة يوسف العظمة و سلطان باشا الأطرش و صالح العلي وابراهيم هنانو

 

عام2000 رحل الأسد الأب في ظرف دولي دقيق فأميركا كانت منقسمة على نفسها في انتخابات الرئاسة بين بوش و ال غور وروسيا كانت ما تزال في بداية الحقبة البوتينية والعالم العربي كما حاله كوما سياسية و كعادة السوريين الأوفياء وفي تلك اللحظة خرجت الجموع مطالبة بتسلم الدكتور بشار الاسد للسلطة بشكل أذهل الأصدقاء قبل الأعداء وما إن رفع الرئيس الشاب شعار التطوير و التحديث حتى أصيبت أميركا وربيبتها اسرائيل بالذعر و أذكر أن أحد التقارير الاقتصادية في أوروبا أكد أن الرئيس بشار الأسد سيجعل من سوريا يابان الشرق الأوسط بحلول عام2005 وهنا بدأ نفس سيناريو الضغوط على الأسد الابن وبنفس الفوارق الزمنية أيضا

 

ففي بداية حكمه عام2001 انهار برجا نيويورك ودخل العالم بدعة الحرب على الارهاب وقسم بوش الكون إلى محور خير ومحور شر حتى أن الضغوط  على سوريا بدأت قبل هذا بعام من بوابة لبنان وبيان المطارنة الموارنة الشهير وما عرف بلقاء قرنة شهوان

عام 2002 كانت قمة بيروت وخطاب الأسد التاريخي والذي باعتقادي لو سمعه مبارك جيدا لما وصل إلى ما هو فيه اليوم عام2003 سقط العراق في قبضة المحافظين الجدد و كل العرب والغرب كان يرى أن سوريا هي الهدف التالي جاء بأول عام 2004 بإملاءاته الشهيرة ورفضها الأسد فكان الرد بالقرار1559 ثم باغتيال الحريري عام2005وصولا لحرب تموز عام2006 واشعال مخيم نهر البارد عام2007 في شمال لبنان و انتهاء بحرب غزة عام 2009 ورصاص اسرائيل المسكوب

 

وعندما تجاوز الأسد الابن بذكائه و حكمته  ورهانه على خيارات شعبه الوطنية  وصلوا اليوم إلى مرحلة مشابهة  لمرحلة الثمانينيات  وما عرف لاحقا بثلاثة أشهر هزت سورية مع وجود  عامل إضافي هو منظومة كاملة من الكذب و النفاق الإعلامي و من هنا ومن مقارنة بسيطة للأحداث نجد أن الشعب السوري لا يجب أن يتفاجأ بما يحصل اليوم مع أن الأغبياء المتآمرين لم يلاحظوا أنه على الرغم من منظومة  الدجل الأعلامي والتي لم تكن موجودة في الثمانينيات فإن الشعب السوري حاليا مثقف متعلم واع على عكس الماضي الذي كانت فيه نسبة الأمية كبيرة وفي الماضي لم يكن الشعب السوري يتواصل مع بعضه كما اليوم فاليوم نجد ابن الساحل وابن حماه و ابن السويداء يتشاركون السكن الجامعي  ويخدمون خدمة  العلم معا بل ويستشهدون معا

 

لم ينتبه المتآمرون على سوريا أن الرئيس الأسد ليس متمسكا بالسلطة ولا يعاني من مرض التعلق بها كغيره من الزعماء العرب وقد جربه كولن باول في ذلك عام 2004 و عرف باول أن هذا الشاب متمسك بوطنه وكرامته وليس بالكرسي  الذي يجلس عليه ثم جربوه عام2005 في لبنان عندما اعتقدوا أن تجربة صدام في الكويت ستتكرر مع بشار الأسد فصعقوا أن سوريا كانت ترغب بعودة جنودها إلى موقعهم الطبيعي في  سوريا بدون  ضغوطعهم حتى

 

 واليوم حاولوا اللعب على وتر الإصلاحات والتهييج الإعلامي و العبث بالأمن  فكان الرد واضحا لهؤلاء الحمقى أن الرئيس الأسد ومنذ اليوم الأول لحكمه كان يرغب بالقيام بهذه الاصلاحات و لكن بسبب وضع المنطقة المتأزم كان يخشى انفلاتا أمنيا و اليوم وقد عبثتم بالأمن وشاهدت القيادة وعي هذا الشعب وحبه لوطنه لم يعد هناك ما يخشى منه  الرئيس الأسد ولهذا انطلقت مسيرة الإصلاح التي ستبقي سوريا قلعة مقاومة قوية داخليا وخارجيا و سنفخر دوما بوجود هذا الطبيب الهادئ الواعي المحب لشعبه والحريص على كرامته من أي تدخل قريب أو بعيد عاشت بلدي سوريا بقيادتك أيها الحكيم و كلنا معك في هذه الأزمة التي تشتد ولكننا نقول لها اشتدي أزمة تنفرجي

2011-04-24
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد