news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
المشهد الحادي عشر .. الهارب من ملفات بقعة ضوء ومرايا والموجه حصرياً لقراء سيريا نيوز... بقلم : هاني يحيى مخللاتي

من المستقبل البعيد..


جلس (أبو شادي) على كرسي في مقهى الحارة، وأخرج من جيبه جهازاً متطوراً (من المستقبل) سنعرفه يوماً ما، نستطيع أن نقول بأنه يوازي الموبايل في يومنا هذا ولكنه أشمل من حيث الاستخدامات، لأن جهاز أبو شادي المولود في العام 2012 مختلف ببعض الأمور عن أجهزتنا التي نستعملها اليوم والفضل في ذلك يعود للتطور التكنولوجي الذي لم يتوقف يوماً، على كل حال لسنا بصدد الحديث عن جهاز (السوبر موبايل) الذي يحمله أبو شادي والذي كلفه حوالي مليون ونصف ليرة سورية أي ما يعادل...، أيضاً لسنا بصدد الحديث عما يعادله المبلغ الذي دفعه..

 

بعد أن جلس أبو شادي إلى جانب صديقه أبو نورس، تبادلا عدة أحاديث ولكن إحداها أشعل النار في وجدان أبو نورس، لأن أبو شادي متبجحاً أخبر أبو نورس (وبدون قصده) أنه يمتلك جهازاً متطوراً في منزله يشبه المنظار ولكنه يستطيع أن يكشف الصوت والصورة في آن معاً ويستطيع أن يتخلل الجدارن ويكشف كل المستور..

في اليوم التالي ألقي القبض على أبو شادي وصودر الجهاز وبدأت جولة أبو نورس على باقي سكان الحارة، واحداً تلو الآخر.

أبو نورس لأبو زياد: لك دريت شو صار بأبو شادي؟

 

أبو زياد: اي والله يا أبو نورس، المسكين انمسك اليوم الصبح وشحطوه من بيتو وقال شو عندو ناضور متطور بيكشف كل أهل الحارة.

أبو نورس: اي خرجو .. بيستاهل، أصلاً ما بيصير يكون في عنا حدا عندو هيك جهاز بالحارة، مشان عرضنا وشرفنا، ما بيصير ننكشف عينك عينك، ونحنا مو دريانين.

أبو زياد: لك انت التاني سدقت إنو الجهاز بيكشف العالم، لك الجهاز دوبو يفرجيك خيالات ما بتبين مزبوط.

ينظر إليه أبو نورس بخبث: وإنت شو عرفك؟

 

أبو زياد بارتباك: هيك سمعت..

أبو نورس: ماشي عمي أب زياد .. عن إذنك..

وينصرف أبو نورس ليحمل اليوم التالي اعتقالاً جديداً في نفس الحارة لأبو زياد الذي يمتلك جهازاً مشابهاً للذي كان عند أبو شادي، ويصبح كل من أبو شادي وأبو زياد زميلين في نفس الزنزانة.

 

في اليوم التالي يجتمع أبو نورس مع ثلاثة من أبناء حارته ويتبادل معهم أحاديثاً مختلفة تنتهي بالحديث عن ذلك الجهاز الذي كان السبب باعتقال أبو شادي وأبو زياد لينتهي الأمر بالشبان الثلاثة في نفس الزنزانة بعد أن تبين أن كل واحد منهم يمتلك جهازاً استطاع أبو نورس اكتشافه بالحديث عنه وبعدها بأيام لم يستطع أبو نورس أن يتوصل إلى أجهزة أخرى لأن سكان الحارة أدركوا أن كل جلسات أبو نورس تنتهي باعتقال للأشخاص الذين يجالسونه، فذهب أبو نورس وطالب باعتقال جميع سكان الحارة بعد أن أكد أن تفتيش بيوتهم سيؤدي إلى العثور على جهاز مشابه للذي كان أبو شادي يمتلكه، وبعد مرور عشرة أيام باتت الحارة خالية تماماً من رجالها ولم يبق فيها سوى أبو نورس الذي تعاون مع الجهات المختصة للعثور على المنظار الذي منعته تلك الجهات لكي لا يستخدم بشكل قد يؤثر سلباً على أخوة وتكاتف أبناء الحارة الواحدة..

 

مرت الشهور وكاد الملل يقضي على أبو نورس الذي كان يملأ فراغه بأحد أمرين، إما بالإبلاغ عن أبناء حارته أو بالتفرج على بيوت الحارة من خلال المنظار الذي اشتراه من أبو فؤاد الذي باع سراً خمسين جهازاً منه لأبناء نفس الحارة.

 

وعلى ذكر أبو فؤاد، قرر أبو نورس الانتقال إلى حارة أخرى مر عليها أبو فؤاد وباع فيها تلك الأجهزة ليملأ على الأقل نصف وقت الفراغ الممل الذي يكاد يقضي عليه..

 

2011-05-13
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد