news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
آراء واقتراحات في هموم الناس الراهنة الجزء _1_... بقلم : نصر زينو

بعد التحية والسلام أقدم إليكم الأفكار المقترحة التي تبدو غريبة بعض الشيء وهي:


أولاً: الإصلاح السياسي: يتمثل بالمقترحات والإجراءات التالية:

1- تبييض السجون كافة من جميع السجناء السياسيين محكومين كانوا أم غير محكومين، مهما اختلفت مشاربهم وانتماءاتهم وبدون استثناء، وبدون قيد أو شرط، إلا الإخلاص للوطن والأمة والالتزام بثوابته الوطنية والقومية قولاً وعملاً وانتماءً، وفتح صفحة جديدة ناصعة وصادقة في الساحة السياسية السورية للجميع وأمام الجميع ولمصلحة الجميع ... ودعوة الإعلام بأنواعه لزيارة هذه السجون للوقوف على الحقيقة، ومقابلة من يشاء من هؤلاء المفرج عنهم بكل حرية وشفافية، ونقل الحقيقة الساطعة بموضوعية وأمانه وصدق إلى العالم....

 

على أن يتضمن الإخلاء السجناء اللبنانيين جميعاً، أو بالأحرى تسوية موضوع المفقودين اللبنانيين، وتسليمهم إلى الجهات اللبنانية المختصة، أحياء كانوا أو ميتين (إن وجدوا)، ويسحب هذا الملف من أيدي بعض الجهات والقوى المتاجرة به وطيه نهائياً والى الأبد، مع المثابرة على العمل الجدي لاسترجاع المفقودين السوريين في لبنان الأحياء منهم والأموات، رحمة بذويهم وإنصافاً لهم، وفي كل الأحوال ما اقترحته على ما اعتقد انساني أولاً وقبل كل شيء وسياسي طموح ثانياً.

 

2- قول الحقيقة الخالصة للمواطنين فيما يتعلق بالمفقودين السوريين في سوريا (إن وجدوا)، بنشر كافة الأسماء أحياء كانوا أو متوفين، بكل دقة وموضوعية وصدق، وتسليمهم لذويهم، وإذا ما اقتضى الأمر تقديم الهبات أو المنح المادية، لمن يحتاج من ذوي هؤلاء المفقودين المسلّمين ... وقفل هذا الملف الذي يُبقي النار تحت الرماد مهما كان نوعها أو تخيلها، فالإنسان عدو ما يجهل، والمجهول مخيف بالترقب والانتظار والتوقع، وفي هذه العملية المقترحة تجعل المجهول معلوماً، وتقف الناس على الحقيقة مهما كانت مرة، ولا بد في النهاية من تقبلها والتعايش معها، والاحترام الكبير لمن قالها وأراح أصحابها، وأزال ما علق بنفوسهم من صدأ الأيام، وفرج كربهم وشرح صدورهم، وأعادهم إلى حظيرة الوطن الحبيب الذي يتسع للجميع. وعفا الله عما مضى وسامح الجميع بما لهم ما عليهم...

 

3- علاج موضوع النازحين: كان الموقف الوطني والقومي والإنساني، من النازحين اللبنانيين والعراقيين مشرفاً وكريماً ومدعاة للفخر والاعتزاز ... ولكن اللبنانيون اخذوا ما قدم إليهم، شاكرين كرم الضيافة العربية السورية الرائعة وحسن الاستقبال والاحتضان الأخوي الراقي الجميل ... أما العراقيون فقد جلبوا معهم الدولار وما أدراك ما الدولار، وجلبوا معهم الكثير من السلوك الجيد والحضاري، والكثير من التصرفات الشنيعة أيضاً ... وأخذوا يزاحمون المواطنين السوريين، بكافة المجالات التجارية والعقارية وسوق العمل وغيرها ... فارتفعت الأسعار بكل شيء, وتعقدت الحياة وتصعبت المعيشة على الأغلبية و انخفض مستواها كثيراًَ، واضروا أيضاً بأخلاق الناس وعاداتهم وتقاليدهم الثرّة, هذا بالإضافة لدور التصدير والتهريب وغيره، السيئ جداً في هذا المجال.

 

لهذا اقترح أن تتخذ الدولة الإجراءات المناسبة، لعلاج هذا الموضوع الحساس والخطر جداً، وانعكاساته الأخطر على الشعور الوطني والقومي وتأزيمه والإساءة إليه، بقدر معاناة المواطن في معيشته ومنافسة الغير له، في هذه الحياة الصعبة على الأغلبية وعلى الأخوة العراقيين أيضاً، النازحين إلينا ضيوفاً كراماً مكرمين و معززين, لكن إلى متى الصبر على الصعاب والمكابدة, ربما يفيد هنا تشديد شروط التملك للعقارات السكنية والتجارية، للحد من المضاربة بهما من تجارها الشرهين, والتشديد على ضبط السلوك الشاذ لبعضهم الذي يسئ لنفسه وللآخرين, وما يحمله من أخطار على حياة الناس, بعضها قاتل وبعضها مخرب ...؟!!  

 

وإذا ما توفرت بعض الشروط والبيئة، يمكن تجميع الأغلبية منهم في تجمعات سكنية محددة لهم... مع العرض أن القلة القليلة مستفيدة جداً من وجودهم بالأرباح الهائلة التي يجنون. والحقيقة أن الموقف صعب والخيار أصعب، بين مصلحة المواطن وبين مصلحة الأخ اللاجئ، إلى الملاذ الأرحب سورية العرب سورية الأسد...

4- الإصلاح السياسي والحزبي:

 

الإسراع قدر الإمكان في انجاز الإصلاحات السياسية والحزبية الموعودة المتداولة، وربما من المفيد أن نبدأ بمؤتمر عام أو ندوة عامة لشخصيات بعثية، علماء ومفكرين ومثقفين، مشهود لهم بالالتزام والجدية والمعرفة الموسوعية، بتاريخ الحزب النضالي ومبادئه وأهدافه وأساليب وأدوات ممارساته الكفاحية، تعمل على وضع إستراتيجية علمية وواقعية حقاً، ومنها تصنع خططاً تكتيكية موضوعية جداً وفعالة حتماً وقابلة للتنفيذ الأكيد، ويكون هؤلاء متفرغين حتى انجاز المهمة ضمن مهلة محددة، بإدارة وإشراف مكتب الإعداد العقائدي القطري، بما يؤدي بالنتيجة إلى:

 

أ‌-    وضع دليل نظري للحزب يستوعب تراث الحزب الفكري والعقائدي وتجاربه والخبرات المتراكمة، ويكون علمياً وموضوعياً ومرناً ومواكباً لتطورات ومعطيات العصر، ويستفيد من ثقافة وتجارب وانجازات، الأحزاب الثورية العالمية وأساليب معالجاتها لمشكلات وقضايا مجتمعاتها، اغناء لتجاربه الواسعة والعميقة وإثراء لتراثه الفكري العريق، أي باختصار وضع دليل عمل نظري للحزب، يسترشد به قادته وقواعده، بنضالهم وجهادهم ونشاطاتهم بأقوالهم وأفعالهم، لتحقيق أهدافهم وآمالهم بالوحدة والحرية والعدل الاجتماعي

 

ويستخرج من الدليل مناهج مرحلية لكل دورة حزبية، تلتزم القيادة المنتخبة فيها بتنفيذ المهام الموكلة لها، ليصار في نهايتها وضع النقاط على الحروف أمام مؤتمرها، وتقييم أدائها بايجابياته وسلبياته وتحديد المسؤولية، ومكافأة المجيد ومحاسبة المقصر أيا كان ... عبرة واعتباراً لسلوك راشد ومسؤول، خلاصاً من حالة التسيب والغموض الفكري والعقائدي، (خاصة بعد مضي أكثر من أربعين عاماً على صدور بعض المنطلقات النظرية للحزب) المفتوحة على كل الاحتمالات، وكحقل تجارب لكل الاجتهادات المصيبة حيناً والمخطئة حيناً آخر، (اقتراح سابق لا يزال قائماً وملحاً، إذا ما أردنا أن نسير على طريق واضح ومحدد ومأمون ومنير للجميع).

 

ب‌-    إعادة هيكلية الحزب وبنائه على أسس علمية عصرية وصحيحة، ووفق الشروط الضرورية، لإخراجه ببنية تنظيمية وفكرية متماسكة وحديثة لائقة بسمعته وتاريخه، كحركة ثورية وحدوية ديمقراطية واشتراكية، قومية الأهداف، وطنية التطلعات والآمال، جماهيرية الممارسة والكفاح والانجازات والمكتسبات، والاهم هنا أيضاً فك الارتباط التنظيمي مع الأحزاب البعثية الشقيقة المنتشرة في الوطن العربي، وتركها تتحمل مسؤولياتها بالنهوض بأعبائها ومهامها بقرارات حرة ومستقلة خاصة بها، أي بوضوح أكثر حل القيادة القومية للحزب، وتحويلها إلى مركز إشعاع  فكري وعقائدي وثقافي حر، ينهل من منابعه كل من يرغب بذلك داخل الوطن العربي وخارجه.(اقتراح سابق لا يزال قائماً وملحاً أيضاً....)

 

وقد يقول قائل أن هذا ليس وقته، في ظروف الضغوط الخارجية والمؤامرات الأجنبية والحصار المعادي، الذي وللأسف يشارك فيه بعض العرب، والأولية في هذه الظروف الصعبة والقاسية والخطيرة، هي التمسك بالثوابت الوطنية والقومية، والصمود في وجه الأعاصير السامة والقاتلة، والتصدي لكل ما يمس كرامة وعزة وشرف الوطن والشعب، بكل ما نملك من قدرات وطاقات وإمكانيات، والحفاظ على قرارنا الوطني المستقل وحرية أقوالنا وأفعالنا، في هذا البحر الهائج والمجنون، أقول هذا صحيح وواقعي، ولكن الحق أقول أيضاً، انه إذا لم نبن حزباً قوياً ومنيعاً، على أساس دليل نظري ناصع وبناء تنظيمي راسخ ومتماسك، فلن يستطيع الصمود والتصدي في ساحات الكفاح الوطني والقومي العظيم، بل والانتصار في ساحة العمل السياسي أيضاً،مع أحزاب المعارضة الوليدة بقوة وزخم كبيرين، إذا ما صدر قانون الأحزاب الموعود، وشُكلت هذه الأحزاب بموجبه، فلربما سيغني ذلك ساحة العمل السياسي، ويساهم بتنشيط الحراك السياسي التنافسي الإبداعي الجماهيري الراكد.

 

لذلك لا بد من تجديد وتغيير وتطوير وتحديث، جهاز الحزب الهائل الضخامة، الذي شاخ وترهل من إجهاد التعود المقيم وكسل التواكل السقيم والاستكانة لما كان ولما هو كائن ولما سيكون، من امن وأمان واطمئنان واستقرار رائع، فالساهرون على حماية الوطن والسلطة والنظام، هم أنفسهم المجاهدون المجهولون، الذين يدافعون بالتالي عن الحزب ومكتسبات الجماهير، ضد الآفات والأحناش والحيتان المتربصين بالحزب شراً وخراباً وهزائم ساحقة، بل وبأحزاب الجبهة أيضاً. هذا من جهة ولغياب المنافس الحقيقي والقوي حالياً، عن ساحة النشاط السياسي حتى ولا من أحزاب الجبهة من جهة أخرى.

 

- وعلى ما يبدو لي أن الأمر غريب ولا منطقي، أن يكون الحزب مستريحاً، من عبء الذود عن نفسه وعن سلطته ونظامه وجماهيره ومكتسباتها، تاركاً الشأن لمن يجب أن يكون سنداً له وليس بديلاًَ عنه في هذا المجال، لذلك يجب أن يستفيق الحزب من سباته العميق، وأن يستيقظ من أحلامه الوردية التي يعيش، ويعمل على تجديد شبابه ونفخ روح البعث الأصيلة الخلاقة في قياداته وقواعده وجماهيره، وابتكار أساليب عمل جديدة سلسة وفاعلة جداً، وتأهيل أدواته وإعدادها لممارسة دورها، تظللها روح المبادرة والإقدام، التي هدها الإنهاك وجمدها الخمول وسيجتها القناعة بالقبول والاستكانة وكأنها فاقدة للحياة.

 

تلك الأساليب والأدوات الحديثة، هي سلاح الحزب الفعال في القادم من الأيام، للبقاء في ساحة التنافس السياسي الديمقراطي الواسع، فالقادمون إلى هذه الساحة سيكونون كما نتوقع أقوياء ومحركون فاعلون ربما، للراكد من حياتنا بكل جهاتها وجبهاتها ونواحيها وشعابها، وإلا فلا داعي لحضورهم ولا ضرورة لازدحام الساحة بالمتكاسلين المتواكلين، فإما أن يكونوا لاعبين جدد فاعلين أو يسقطون بأسرع من ظهورهم، وعلى الحزب الاستعداد لكل الحالات والاحتمالات ويعد العدة لها، ويشمر عن سواعد الكفاح الأصيل الجبار الفاعل والمنتج مع الجماهير وبها ولها ... (وإلا فالمصير أسوا من تجربة الاتحاد السوفيتي لا سمح الله...)

 

- اقترح أمراً سينظر إليه البعض على انه غريب وعجيب وساذج لا بل ومجنون أيضاً، وربما يفكر البعض بجدية وعقلانية وموضوعية بمضمونه، وعلى كافة الأحوال هو من باب الاقتراح النصيحة، لأحزاب الجبهة الوطنية المتشابهة بالأهداف والمبادئ أو المتماثلة، بأن تسرع وتتوحد وتشكل حزباً جديداً كائناً ما يكون اسمه، يستطيع الصمود والمنافسة ويحجز لنفسه بطاقة نضالية على ساحة العمل الوطني، بقاعدة جماهيرية عريضة نوعاً ما (إن وجدت) ينتشلها من حالة الجمود والتعثر والتواكل، وإلا فالأمر مفتوح على كل الاحتمالات المُرضية وغير المُرضية وربما الكارثية.

وبهذا الاقتراح يمكن لهذه الأحزاب، أن تعمل على إنقاذ نفسها وتوحد جهودها ومنطلقاتها وأساليب عملها، وبالتالي سياستها العامة، بدلاً من تشتت نضال قواعدها وبعثرة قدراتها الثمينة وغرقها في اللاجدوى، والتمسك بالمستحيل ألا وهو بقاء الحال على ما هو عليه.

 

الآن، فلن ينفعها البقاء على رصيد حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي لا يزال ماثلاً للعيان، ولا التواكل على الجبهة الوطنية التقدمية، المعرضة لهزات جذرية وامتحانات مصير ووجود وبقاء جدية، في ساحة العمل السياسي.في القطر، فأبسط الأخطار عليها هو خوض انتخابات حرة ونزيه وديمقراطية، بعد تعديل قانون الانتخاب إذا ما حصل، أو على الأقل تعديل أسلوب الانتخابات بقوائم الجبهة غير الحقيقية وغير الديمقراطية وليست حرة ولا نزيهة أيضاً، لان كل من يدرج في قوائم الجبهة، فهو يعتبر فائزاً في الانتخابات، حتى لو لم يكن يمثل إلا نفسه (هذا مثال حي على الاتكالية)، وبالتالي فالبقاء لمن يبقى بالنتائج الانتخابية الديمقراطية الحرة والنزيهة ... واكبر الأخطار على هذه الأحزاب، هو ولادة أحزاب معارضة شابة وواعدة وقوية التنظيم وديمقراطية النظام، وأكثر جاذبية من العوانس والمتصابين، لجيل الشباب الباحث عن مجال إبداع ونشاط خلاق واحترام الذات

 

 فالحزب حزب البعث العربي الاشتراكي، معرض لامتحانات صعبة قادمة سياسية وغيرها، (كما هو متوقع بعد صدور قانون الأحزاب العتيد)، مثله مثل أحزاب الجبهة سواء شكل بعضها مندمجاً حزباً جديداً أم لا ... فالدنيا أصبحت مكشوفة ومفتوحة وعلنية، والمعايير واضحة لأعمال ونضال وانجاز أحزاب السلطة، لتحقيق آمال وطموحات جماهيرها، وإلا لن تصبر طويلاً على أحوالها غير المرضية وغير السوية، خاصة على مستوى معيشتها وحريتها وكرامتها، فالتباري لمصلحة المجتمع كل حسب قدرته سيكون قائماً على قدم وساق، والسجال مفتوح والصراع الحضاري مقرون والبقاء للأقوى، والنصر في النهاية للوطن والمواطن، فهو الرابح الأكيد من التسابق والتنافس الشريف لخدمته ورفع شانه وازدهاره....

 

 ولن ينفع أحداً الاتكال على تاريخ الحزب النضالي، ولا على انجازاته الوطنية والقومية الهائلة، ولا على التواكل على القيادة الفذة والتاريخية لقائد مسيرة الحزب والشعب ورفاقه في القيادة المتماسكة جداً، إلا إذا أعيد بناء الحزب بناءً عصرياً وعلمياً ووطنياً كما قلنا، كحزب ثوري ديمقراطي شعبي، قوي البناء والبنية يستند إليه في نضاله وكفاحه.

2011-05-31
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد