news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
سورية لن تركع ... بقلم : أسامة الماغوط

مع احترامنا الكامل لكل من خرج الى الشارع شاهرا وجعه ووجعه فقط , مع احترامنا الكامل لصرخات أصحاب المظالم, إلى أولئك الذين كانوا يطمحون لحياة أفضل.مع احترامنا لهم جميعا , لم يعد الامر هكذا الآن .


المعادلة هي الآن وطن، او لا وطن. وحين تصبح سوزان رايس وهيلاري كلينتون هما الناطقتان باسم التحركات الجماهيرية في سورية فهنا لا مجال للحيرة أو للتردد بأن الأمر يحتاج لوقفة تزيل أي تردد وخاصة وأن صدى هذا الصوت الاستعماري القذر يردده الامساخ من أمثال حمد وبندر والقرضاوي والحريري وخدام وفداء السيد والمالح وعبد الرزاق عيد بلغة طائفية وحشية تريد أن تأخذ سورية الى مجاهل تورا بورا وبخاصة مع ظهور أصوات غريبة عن هواء الوطن اعتلت بعض منابر الجوامع لتتهم أجزاء من مكونات الوطن بالعهر والصهينة والكفر وتبيح دم آخرين . هل شعار فصل الجنسين في المدارس هي من أجل الحرية هل الشعارات الطائفية القميئة هي للحرية هل اهانة سلطان باشا الأطرش هي شعارات للحرية هل تجريم بناء المعاهد والجامعات في درعا هي من أجل حرية الشعب السوري ,هل أهدار دم الآلاف من أبناء درعا وجبلة وحمص لأنهم لم ينصاعوا للأئمة الجهلة العملاء هو من أجل حرية سوريا ومن أجل مستقبلها الموعود؟!.

 

تقول إحدى بيانات ما يسمى الثورة السورية : "يجب تدمير وحرق الجامعات والمعاهد والمدارس وكل المنشآت والمؤسسات العامة لأن لا حاجة لها في فترة الخلافة الاسلامية القادمة". ويخرج شيخ آخر في درعا ليقول لقد بنوا لنا معاهد متوسطة لينشروا الفجور في درعا .

هل هذه كلها إذا ما أضيف إليها التمثيل بجثث ضباط الجيش السوري بعد اغتيالهم هو سلوك يدل بأن المرسوم لبلدنا على أيدي هؤلاء هو الحرية والسيادة وهناء العيش ,وهل ينبغي شرعنة هؤلاء عبر الخروج بمسيرات لبعض الاشخاص الذين لا نشك في نزاهتهم .هل يرضى هؤلاء أن يقفوا بنفس الخندق مع كل هذه البشاعة والسواد؟

المؤامرة واضحة

 

نعم إن دعم سورية للمقاومة أنتج أعظم الانتصارات, فتم طرد إسرائيل من لبنان. وهزم المشروع الصهيوني بأن يكون لبنان الدولة البديل للفلسطينيين. وأيضا بقاء مقاومة قوية في فلسطين صامدة ترفض اتفاقيات الذل.

 

لقد تم استنفار جميع الأدوات المألوفة وغير المألوفة وأصبحت الفضائيات المتصارعة على كل شيء مثل العربية والجزيرة متفقتين على التهييج والتجييش ضد سورية ومعهما باقي المحطات المشبوهة مثل البي بي سي للمضي بهذا المشروع قدماً في أكثر المراحل حساسية التي تمر بها المنطقة . لا أحد يشك أنها تشبه حربا ضروس من أجل تفتيت سوريا ومحاصرة المقاومة. ليكون إسقاط سوريا سبيلاً لإحياء المشروع الاستعماري الاستعبادي الشرق الأوسط الكبير الجديد الذي كان أول من طرحه رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز في العام 1994، وأحيته وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس فتلقى ضربة موجعة على يد المقاومة الأسطورية في تموز 2006 في لبنان.

 

وتشير العديد من المصادر الى أن "هذا المشروع الأميركي جندت له كل الطاقات والإمكانات، فاستعملت ورقتا تركيا و قطر ونظمت غرفة عمليات مشتركة لقنوات "العربية" و"الجزيرة" و"التركية العربية" وصحف الشرق الأوسط والحياة بإشراف بندر بن سلطان شخصياً وجرى إبعاد كل رموز "الجزيرة" المتعاطفين مع المقاومة عن أي مهمة وعن أي دور في هذه المرحلة التي جندت فيها شخصيات وأقلام كانت لها مصداقية في الموقف من المقاومة وإذ بها فجأة تغض العين عن دخول قوات سعودية وقطرية إلى البحرين وتفتح عشرات العيون على تكبير كل حدث ممكن أن يجري في سوريا".

 

تقول إحدى الوثائق الاميركية المسربة: أهمية قطر التي تنبه لها الأتراك وتحمس لها الأميركيون، تنبع حسب الوثيقة، من المصداقية التي تمتلكها قناة (الجزيرة) القطرية لدى شرائح واسعة من الرأي العام العربي من جهة، وللدور الذي يمكن للشيخ القرضاوي القيام به لتحريك شرائح لا تفضل التعاون مع الإخوان في الشارع الإسلامي، من جهة ثانية، خصوصا أئمة المساجد والعلماء الذين يفضلون علاقة شراكة لا تبعية مع الإخوان، يمكن لاتحاد العلماء المسلمين الذي يتزعمه القرضاوي أن يتولاها بتمويل قطري سخي لكن بمصالحة سعودية- قطرية لنجاح هذا الدور، والتنسيق مع القيادة السعودية يجب ألا يؤدي إلى ظهورها في الصورة، لعدم امتلاكها جاذبية كتلك التي حازتها قطر بسبب موقف أميرها من الحربين الإسرائيليتين على لبنان وغزة. ‏

 

تقول الوثيقة إن قناة (الجزيرة) أعيدت هيكلتها هي الأخرى وجرت مساندتها بقناة تركية ناطقة باللغة العربية، وقناة (الجزيرة) الناطقة باللغة الإنكليزية، وإن التغيير "الديمقراطي" بات الطريق الحتمي لتجديد المشروع الأميركي في المنطقة، وضمان مصالح واشنطن العليا، وإن زوال الكثير من الأصدقاء من مواقع الحكم يبدو تضحية ضرورية بعدما استهلكوا القدرة على البقاء، وإن مثل هذه التضحية التي تفزع البعض في البداية ستبدو كبداية سعيدة لنهاية سعيدة إذا تدحرجت كرة التغيير لتطول خصوما شرسين لا يمكن التعاون معهم. ‏

 

الوثيقة لا تتحدث عن ثورة في مصر ولا ثورة في تونس ولا اضطرابات في سورية، لكنها تقول إن مثال الإسلام التركي أثبت صلاحيته للتعميم إذا ضمن قيادة تنظيم الإخوان المسلمين تحت رايته، وإن حرية الإعلام التي تبنتها قطر نجحت في غزو الشارع العربي وباتت سلاحاً فعالا لا يجوز إغفال أهميته، وتختم بأن ستكون إسرائيل المستفيد الأول، لأن شرعية كامب ديفيد من نظام ديمقراطي أقوى بكثير من شرعية نظام متهالك، ولأن إسرائيل تستطيع أن تضمن فك علاقة سورية بالمقاومات اللبنانية والفلسطينية إذا نجح التفاهم المثلث التركي- القطري- الإخواني، وهذا بذاته بوليصة تأمين تاريخية لأمن إسرائيل. ‏

 

لقد قالت غواني الخارجية الأميركية كلاماً صريحاً مفاده إن الوضع في سوريا سيعود للإستقرار عندما تفك سوريا علاقتها بحزب الله وحركة حماس وإيران، كما أكدت أوساط مطلعة "انه منذ بدء الاضطرابات في سورية تبلغت القيادة في دمشق في النصف الثاني من آذار أكثر من رسالة حملها موفد سعودي أبدت استعداد المملكة لدعم النظام شرط تخليه عن التحالف مع إيران وعن حركة حماس وحزب الله".

 

هذا وتتلاقى المطالب السعودية مع التصريحات الامريكية والغربية التي كان آخرها من وكيلة وزير الدفاع الامريكي ميشيل فلونوي والتي قالت "أن الحل للازمة في سورية يتم من خلال فك ارتباط سوريا مع ايران وحزب الله وحماس والانخراط في الركب الاستراتيجي لدول الخليج وتسهيل انطلاق عملية السلام مع "اسرائيل"وعندها ستهدأ الأزمة والعنف في سورية.

وهذا يعني أن الولايات المتحدة الأميركية تعلن مسؤوليتها عما يجري في سوريا وتقول إنّ القوى المديرة لهذا المشروع مربط خيلها واشنطن،وأن الامبريالية الأميركية على ثقة تامة أنه إذا وصلت هذه القوى إلى الفوز بالسلطة فستفك علاقة سوريا بقوى المقاومة وبإيران.

 

كما كتبت الصحفية الأميركية هيلاري كريغير أن الإدارة الاميريكية قررت تخصيص مساعدات مالية بقيمة 25 مليون دولار للمجموعات المعارضة لاستخدامها في إجراء الاتصالات الاليكترونية والانترنيت في بعض دول الشرق الأوسط من أجل تغيير أنظمتها بعد أن وجدت أن هذه الوسائل تقلق دولا تتعارض سياستها مع واشنطن .

وهنا نفهم كيف دخلت عشرات هواتف الثريا غالية الثمن الى سورية ونفهم كيف توزعت على شهود عيان بعينهم,كما وصلتنا الاخبار من داخل درعا,أنه تم توزيع آلاف المشاعل المجهزة والنظامية والتي هي بتكاليف كبيرة من قبل جهة واحدة وبنفس الوقت.

 

ثم فلننتبه جيدا لهذه الخديعة بأن ما يجري هو دائرة من العنف والعنف المضاد وأن استعمال القوة أمر منبوذ بأي شكل كان ,ألا يذكرنا ذلك بما يواجه به الفلسطينيون في مقاومتهم وهو ما يتم الترويج له فقط عندما بدأ الجيش الوطني بملاحقة العصابات المسلحة التي تحرق المنشآت العامة وتقتل وتدمر وتعيث خرابا أي عندما تحول الامر الى دفاع عن النفس .ان سورية اليوم تتعرض لعدوان ظالم مكشوف وفي إطار مؤامرة دولية تتسع خيوطها يوما بعد يوم، وبالتالي فإن من حقها ان تدافع عن نفسها وبكل حزم وبكل الوسائل المتاحة!

 

اليوم يمكننا أن نفصل الحقائق والمجريات في سورية وبعد هذه الأسابيع فقد كان هناك حراك داخلي عنوانه مطالب اصلاحية مستحقة الاداء، دخلت عليه حركات ظلامية رجعية مدعومة من قوى خارجية غايتها تحطيم ما تمثله سورية من قوة مناهضة للمشاريع الامبريالية الاميركية و الاطلسي والصهيونية ، وهذه القوى الخارجية أدخلت جماعات مسلحة تابعة لها من اجل مباشرة عمليات أمنية دموية تستهدف المتظاهرين، كما قوى النظام، وتؤدي الى توسيع قاعدة المعارضة ضده.

وهنا نلاحظ أن هذه القوى تتوزع على فئتين:

 مجموعات متسترة بالدين ترفع راية الاسلام الجهادي، مرتبطة بجهات خارجية معادية لقوى المقاومة العربية

 

 والفئة الثانية قوى تلبس القفازات البيضاء وتمارس الأدوار القذرة متعاون بعضها مع هيئات مدنية تدعي المناصرة لحقوق الإنسان في أوروبا وأمريكا متورطة بالتمويل الأجنبي حتى أذنيها ,وهي قوى لم تنكشف بعد كاملة وليس بعيدا أن من مهد لها الطريق قوة طبقية في غاية الخطورة هي البرجوازية الكومبرادورية,والتي من قبل ساهمت وربما كتمهيد لما يجري الآن إلى قهر المواطن السوري معاشيا والبدء في تشليح سورية أهم أسلحة صمودها وعافيتها وهي أن سورية بلا ديون و باحتياطي كافٍ من القمح .

اليوم ينكشف المتآمرون وتنفضح المخططات وستخرج سورية من هذه المحنة ,إنه منطق التاريخ وقدرة الشعب الأبي الذي يستحق كل الخير ويستحق كادحوه أن يكونوا بوصلة الأمان .لذلك من الهام ان نغذ الخطى في تلبية مصالح الكادحين وتوسيع الحريات الديمقراطية .فالشعب الحر السعيد ضمانة للوطن المنيع السعيد .ولنردد مع قائد حزبنا التاريخي الرفيق خالد بكداش الذي قرأ بعلمية وعمق سورية شعبا وأرضا وهواء, فرفع الشعار الكبير "سورية لن تركع".

 

2011-05-25
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد