news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
كبرى الكبائر لدى شعبنا السوري هي طلب التدخل الأجنبي ... بقلم : أسامة الماغوط

يقول احد المفكرين الماركسيين الغربيين المعاصرين إنّ من بديهيات الثورة : حيثما يوجد دعم الناتو فلا ثورة.فالثورتان الشعبيتان في مصر وتونس كانتا مفاجئتين للإدارة الاميركية ومعها كل الناتو, وخسروا فيها اثنين من اكثر عملائهم وفاء وتبعية , ودهاء في محاربة حركة التحرر الوطني العربية .


والآن وبغض النظر عن مآل هاتين الثورتين, فإن واقع الحال يقول إنّ رأسي النظام في مصر وتونس قد سقطا ومن الواضح ان أمام القوى الوطنية والتقدمية في كل من تونس ومصر طريقاً طويلاً طويلاً, خاصة بعد أن اتضحت معالم تلك الصفقة التي عقدتها واحدة من اخطر الحركات العربية رجعية اي الاخوان المسلمين مع اخطر عدو للبشرية اي الامبريالية الاميركية.

 

وبالعودة الى مقولة المفكر الماركسي وبالاسقاط على الواقع السوري , كيف لنا ان نقول ان ما يحدث اليوم هو ثورة ؟ كيف يمكن للثوار ان يكونوا في خندق واحد مع الناتو و مع حركات رجعية ظلامية ايديها ملطخة بدماء الشعوب ليس في سورية فحسب بل في كل عالمنا العربي وايضا مع اعتى القوى الاقليمية رجعية مثل تركيا والسعودية ودول الخليج تحولت لقواعد عسكرية امريكية و التي فيها امراء يحكمون شعوبهم بالنار والنفط والتخلف والدولار, لا حضارة ولا ثقافة ولا قيم , مجرد "مدن ملح" يتربع عليها امراء من فخار(رحمك الله يا اديبنا عبد الرحمن منيف). وبعد ذلك تسألوننا لماذا لا نسميها ثورة؟ أية ثورة تلك التي يمكن ان تودي بكامل حريتنا وكرامتنا الوطنية لتلقيها صاغرة في احضان الناتو .

 

 وبالتالي بدل ان يكون نضال الشعب السوري من اجل تحسين وضعه المعاشي وتطوير حرياته الديمقراطية نعود بأشواط النضال الى ساحات التحرر من ربق المستعمرين وأعوانهم . هل يمكن لوطني حر, أياً كان, ان يستعين بالناتو على خصومه الداخليين ؟وهل يقبل أي رجل وطني شريف أن توضع معاناة الناس حتى من حكامها ذريعة لاستدعاء الناتو أو الأجنبي مهما كانت المبررات والدوافع؟ إن كانت ثورة فعلا فما الذي دفع قادتها وزعاماتها وشعاراتها ليكونوا في هذا الخندق الآسن.  

 

ولابد لنا ان نتساءل لماذا لم يحرق في اي تحرك علم اسرائيل كما حدث في مصر وتونس واليمن والبحرين وحتى في احتجاجات وول ستريت ؟وبدلاً عنها تحرق اعلام المقاومة وترفع اعلام المستعمرين واعوانهم, وبأضعف الايمان لم نر من يتنكر لذلك او يستنكره. إن الشعب السوري يؤكد على الدوام ان كبرى الكبائر لديه هو طلب التدخل الاجنبي لانها الخيانة عينها. وهاهو الصهيوني الفرنسي برنارد هنري ليفي , مهندس مجازر الناتو في ليبيا , وفي زاويته الأسبوعية بمجلة «لوبوان»، في مقالة بعنوان «نهاية اللعبة في سوريا»، يكشف تفاصيل مثيرة عن لقاءاته ومفاوضاته مع العديد من رموز المعارضة السورية في الخارج، ويختمها بما يشبه إعلان حرب رسمي على سورية.ويتفاخر بأنه اقنع غليون بالتدخل الخارجي , هذا وكنا قد اوردنا في عدد سابق مقاطع حرفية مطولة تدل على قناعة الاخير بالتدخل الخارجي. ولمن لا يعلم فقد اعلن برنار هنري ليفي في المؤتمر الوطني المنعقد في باريس والذي نظمه المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا   "ان مشاركته بالمغامرة السياسية الليبية كانت بصفته يهوديا، وأنه كان حاملاً لواء الوفاء لإسمه والإخلاص للصهيونية ولإسرائيل. وقال ليفي في محاضرته: " إن مشاركتي بهذه المغامرة السياسية، ومساهمتي بتحديد جبهات النضال، وبصياغتي استراتيجيّة وتكتيكيات لبلدي ولبلد آخر كانت بصفتي يهوديا". وأضاف بأنه: "ما كان باستطاعته القيام بهذا لو لم يكن يهودياً" وتابع ا قائلاً: "إن ما أقوله لكم الآن، قلته في طرابلس وفي بنغازي أمام الحشود العربية، نعم قلته في خطبتي التي القيتها في 13 نيسان الماضي في الساحة الكبيرة في بنغازي أمام 30 الف شاب مقاتل يمثلون مختلف القبائل الليبية".

 

ويتفاخر ليفي هذا بأنه كان وسيطا لإقناع فرنسا بتزويد المعارضة السورية المسلحة بصواريخ أرض جو من نوع «ستينغر» جاء بها من مخازن الثوار الليبيين الى احد المطارات في منطقة الاسكندرون في تركيا لتمكين هذه الأخيرة من ضرب الحوامات السورية، وتفاخر بأنه يتولى عملياً «هندسة» مشروع تغيير النظام في سورية ..

 

ومن منا ينسى هيلاري كلينتون وهي توعز للمجموعات الارهابية بسورية كي لا يرموا السلاح وهذا ما انعكس على الارض زيادة في المجازر والقتل والتدمير, بطرق تعود براءة اختراعها الى مجاهل تورا بورا وقندهار. وهاهي وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندليسا رايس، في مقابلة مع قناة "سي ان ان"، تقول وبلغة واضحة لا مجال للشك فيها: "االرئيس الاسد ليس صديقا للولايات المتحدة والاطاحة به سيكون عملا عظيما للشعب السوري ومصالح اميركا واي شخص يريد السلام في الشرق الاوسط". ودعت الى دعم اميركي اكبر للمعارضة السورية". ولننتبه جيدا الى عبارتي "مصالح اميركا" و"السلام في الشرق الاوسط"-طبعا على الطريقة الاميركية- وليس ذكر عبارة الشعب السوري الا ديكوراً لتمرير مقاصدها.

 

ويعود شعبنا ليسأل مستنكرا مشمئزا ,أية مصلحة وطنية بأن يأتينا من يعمل تحت أمرة هذه القوى التي خبرتها شعوبنا ورأت أي مصير يأتي به هؤلاء السفاحون وليبيا والعراق وافغانستان أمثلة حية مازالت تنزف؟

 

وقد قال صراحة نائب مراقب "الاخوان المسلمين" السوريين محمد فاروق طيفور وهو القيادي في "المجلس الوطني"، لوكالة "أسوشييتد برس"، إنّ "التدخُّل الدولي يمكن أن يحصل خطوةً تلو أخرى. في الوقت الحاضر، نعتقد أن إقامة منطقة عازلة كاف مرحليا.

 

ومن إسطنبول، أصدر المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد رياض شقفة مواقف قمة في الخيانة والخساسة حيث قال أن "الشعب السوري سيقبل تدخلاً عسكرياً تركياً لحمايته " تصوروا أنه يطلب حماية الشعب السوري من بلد يحتل أراضي سورية ويتفاخر أنه الكلب الوفي للناتو , وفوق هذا وذاك يذيق شعبه الامرين قمعا للقوى اليسارية وفتكا بالشعب الكردي حيث أباد قرى بأكملها ويستمر بجرائمه والتي قد لا تكون آخرها التلكؤ بنجدة منكوبي الزلزالين الأخيرين لأن المتضررين كانوا كردا , فأي انسانية تنتظر شعبنا على أيدي أحفاد السفاحين العثمانيين.

 

وهذا كله يجعل صورة المؤامرة أكثر وضوحا لمن يريد أن يرى, وهذا ما جعل استاذين كبيرين قد تتفق مع آرائهما او تختلف لكن فظاظة المشهد أخرجتهما عن صمتهما فهاهو الأستاذ محمد حسنين هيكل والإعلامي الشهير حمدي قنديل يعلنان وبعد مهزلة تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية :أن على الأمة والجماهير أن تخرج للشارع من أجل حماية سورية من المؤامرة التي تستهدف تقسيمها وتركيعها وإلحاقها بقطيع الولايات المتحدة الأمريكية والمطبعين مع العدو الصهيوني.

 

إن سورية التي كانت وما زالت في خندق المقاومة رافضة المشاريع الاستعمارية للامبريالية الاميركية ورافضة أن تطبع أو تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني بأي شكل كما يفعل كل من صوت على قرار تعليق عضويتها.لن ترهبها التهديدات واثقة أن رصيدها تضامن الاحرار في كل العالم و شعب خبر الصعاب وتمرس في الصمود ويدرك :

"أن اغضاب الاستعمار اسهل من ارضائه".

2011-12-06
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد