news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
السياسة بين الأيديولوجيا والإعلام... بقلم : اسماعيل فارس مكارم

يشير الأستاذ خلف المفتاح في مقالة له نشرت بجريدة "الثورة" تحت عنوان (الإعلام التحريضي)  يشير الى أهمية وسائل الإعلام ودورها المتزايد في هذا الزمن حيث يقول: " أصبحت تلك الوسائل تكتسب أهمية استثنائية وتضطلع بدور غير مسبوق في رسم خرائط جديدة للعالم".


حقا إن الأحداث الجارية في مشرقنا العربي اليوم تطرح أكثر من سؤال حول الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام العربية منها والأجنبية لقد ابتعدت وسائل الإعلام عن ميثاق الشرف والمصداقية والمهنية إذ أن المهم الآن قبل كل شيء – خدمة الهدف دون النظر الى الوسيلة. فإذا كان الهدف قذرا فلماذا يجب أن تكون الوسائل نظيفة.

 

لقد خرجت علينا وسائل الإعلام بأن ما يقوم به البعض هنا وهناك في الفضاء السوري  هي أمور مطلبية ولكن بعد أن ذهبت القيادة في سورية الى تحقيق أكثر مما طلب(بضم الطاء) من تلك المطالب استمرت وسائل الإعلام في بث الفتن والاستفزاز والكذب, ترى هل توجد في التاريخ جذور لمثل هذا السلوك ؟

 

إذا وافقنا على  أن ما يجري تحركه مراكز في واشنطن في البنتاغون و المخابرات المركزية الأمريكية  ولجنة الأمن القومي  نفهم من ذلك أن كل ما يجري هو لخدمة مصالح هذه الدولة العظمى ولخدمة      حلفائها ولقد أجمع المؤرخون أن هذه الدولة العظمى تحلم أحلام روما لذلك فهي استعملت في الآونة الأخيرة ليس قدرتها على الاستقطاب فقط  بل ذهبت الى المواجهة العسكرية التي راح ضحيتها الملايين من الأفغان والعراقيين والصرب وكذلك من رعايا هذه الدولة نفسها. ومن أجل تلك العظمة والسيادة على العالم أجمع استعملت كافة الوسائل العسكرية من سجون مثل سجن أبو غريب والمعتقلات مثل معتقل غوانتانامو وبنت لأجل ذلك السجون السرية التابعة لمخابراتها في أوروبا وآسيا وأفريقيا بعد أن احتلت أراضي دول ذات سيادة

 

 ألا يذكركم هذا بما قامت به ألمانيا الهتلرية فتلك الدولة أيضا كانت تحلم بزعامة العالم وبنت لذلك المعتقلات والسجون وزجت بالملايين من كل القوميات روس وأوكرانيين وفرنسيين وبولونيين وصرب وكورفات وبلجيك وغيرهم زجتهم بالسجون والمعتقلات.

 

لقد ورثت أمريكا من ألمانيا النازية بعد سقوطها ليس فقط الأدمغة أي تلك الأعداد من علماء ألمانيا الذين رحلوا الى أمريكا وقاموا ببناء القدرة العسكرية لأمريكا ومنها صناعة الصواريخ والتسلح النووي. لقد استفادت أمريكا من التقدم العلمي والصناعي لتلك الدولة وخاصة صناعة القنبلة النووية وأمريكا هي الدولة الوحيدة التي قامت باستخدام هذا السلاح بقصفها لمدينتي هيروشيما وناغازاكي وكانت قد ارتكبت وخلال لحظات أكبر جريمة ضد الإنسانية راح ضحيتها الآلاف من  سكان المدن الآمنين. لم تتوقف  هذه الاستفادة عند هذا الحد بل ورثت الإرث الأيديولوجي وتسلحت بمدرسة غيبلز في الدعاية والكذب والاستفزاز.

 

تعالوا  نقرأ معا العبارتين التاليتين:

"نحن لا نحارب الشعب العراقي بل نحارب الدكتاتور صدام حسين"  هذا ما رددته وسائل الاعلام الأمريكية قبل وأثناء غزو العراق من قبل أمريكا وحلفائها.

أما عن يوغوسلافيا فقد قال بيل كلينتون عندما كانت طائرات الناتو تقصف صيربيا :" نحن لا نحارب الشعب اليوغوسلافي بل نحارب قائده الدكتاتور"

لو عدنا الى تاريخ الحرب العالمية الثانية سنجد عبارات مماثلة صرح بها جوزيف غيبلز عند غزو الجيوش النازية لبولونيا والاتحاد السوفييتي.

 

لقد استثمر ورثة غيبلز الدعاية والكذبة الكبيرة وتفننوا بذلك فهاهم يجدون ذريعة لشرعنة سلوك الادارة الأمريكية عند اتهامهم العراق بامتلاك سلاح الدمار الشامل!!! قبل ذلك كانت الكذبة الكبرى – كذبة تدمير ناطحتي السحاب في نيويورك من قبل رجال من القاعدة في الحادي عشر من شهر أيلول/ سبتمبر, وكانت قبل ذلك قد طلعت علينا وسائل الإعلام الأمريكية باسطورة الرسائل البيولوجية المفخخة التي  ترسل من أفغانستان أو من رجال متحالفين مع القاعدة وكان ذلك بمثابة تمهيد إعلامي لغزو أفغانستان واحتلالها, وبقدرة قادر اختفت هذه الرسائل بعد احتلال أفغانستان من قبل حلف الناتو.

 

هناك مثل روسي يقول( إذا صادقت أحدا سلكت سلوكه) لذا يمكننا القول بأن البعض من القائمين على العمل الأيديولوجي في واشنطن وتل أبيب ليسوا خجولين من استغلالهم للإرث الغيبلزي خير استغلال.

من هنا جاءت إدعاءات اسرائيل حول تسريب الصواريخ الى حزب الله من قبل سورية, التي سرعان ما وجدت تأييدا لها  في واشنطن وسارعت الأخيرة لتمديد قانون معاقبة سورية وكانت قبل ذلك اسرائيل قد ادعت بأنها بقصفها لمركز البحوث الزراعية قرب مدينة دير الزور السورية إنما قصفت مبنى يقام كمفاعل نووي, وجاءت الأبواق الغربية لتصادق على هذه الادعاءات وتصدقها دون أي دليل يثبت ذلك.

 

وعودة أخرى الى التاريخ أقول أن الحملات الصليبية على الشرق لم تقم قبل الاعداد الاعلامي والأيديولوجي لها فقد ادعى المفكرون ورجال الكنيسة الغربيون بأن المسلمين يعبدون الأصنام ويقومون بالإساءة الى المقدسات المسيحية في القدس والأراضي المقدسة, وأن صلاح الدين يرسل القتلة  وقطاع الطرق لمحاربة الإفرنج!!!

اليوم أصبح معروفا من يستعمل أصحاب السوابق ومن يهاجم السجون لإخراج القتلة والمجرمين للتخريب بأرض سورية أليس من تسميهم أمريكا بأنصار الحرية والديمقراطية. ومن تمولهم وتدربهم وترسم لهم الخطط ومنهجية العمل. وتمدهم بالسلاح والعتاد وترسل لهم أحدث وسائل الاتصال.

 

وأخيرا أقول من ميكيافيلي الى غيبلز ومن غيبلز الى العربية والجزيرة.. أسرار المهنة أي مهنة الكذب أصبحت واضحة ومكشوفة !!!! فتشوا عن أساليب جديدة لتنفيذ أغراضكم القذرة.

 

23 /05/2011

2011-06-19
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد