news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
بيان رقم (2) الى الشعب السوري البطل ...بقلم : اسماعيل فارس مكارم

أيها الأخوة في بلدنا الحبيب سورية


إن بلدنا الغالي ووطننا الحبيب يتعرض منذ  أواسط آذار إلى مؤامرة كبيرة تشترك في صنعها والتخطيط لها وتنفيذها جهات عدة تقف في مقدمتها إسرائيل وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وتشارك في خدمتها مع الأسف الشديد جهات ناطقة بالعربية ودول إقليمية مجاورة.

 

إن تلك الجهات  تقلقها وتزعجها مواقف سورية الوطنية والقومية : موقفها من المقاومة الفلسطينية  , تحالفها مع المقاومة الوطنية اللبنانية, ورفضها لمشروع احتلال العراق الشقيق من قبل أمريكا وبريطانيا وثمة أمر هام آخر عدم إنصياعها لتعليمات الغرب  . أرادت  أمريكا إملاء الشروط على القرار السيادي في سورية وإلغاء حق سورية في سيادتها على ترابها لدرجة وصل بها الأمر أن سفير أمريكا في دمشق أخذ يتجول في المدن السورية كأنه في فلوريدا أو واشنطن. لا حاجة للإنسان لأن يكون مراقبا سياسيا بارعا  ليدرك ما هي الأسباب التي تقف وراء هذه الحملة الشرسة. إن جذور هذا المشروع  تعود إلى أواخر الستينيات حين قامت دولة إسرائيل بعدوانها المعروف ضد سورية ومصر والأردن وأكملت   احتلالها   لكل التراب الفلسطيني واحتلت جزءا  غالياً من الأراضي السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية.  وكان من حق العرب لا بل من واجبهم القومي الرد على تلك الحرب وقد  خاض العرب حرب التحرير في أكتوبر عام 1973

 

 وحققت الجيوش العربية في مصر وسورية بمشاركة فصائل من الدول العربية الشقيقة  انتصارات رائعة .

وقامت الدول العربية المصدرة للنفط باتخاذ قرارات حازمة تجاه الغرب. هذا ما كان ليثير إعحاب الغرب وإسرائيل فأخذوا يدبرون الخطط لإضعاف شوكة العرب ولكن هذه المرة بأساليب جديدة فجرّوا السادات إلى مباحثات كامب ديفيد ومن ثم الى توقيع اتفاقية سلام بالشروط الإسرائيلية وتبعتها  (اتفاقية وادي عربة) وتبع ذلك مسلسل التطبيع  مع إسرائيل  هنا وهناك فوق الطاولة وتحتها وخرج الفلسطينيون من لبنان ثم تم توقيع (اتفاقية أوسلو) التي أخذت من الفلسطينيين أكثر مما أعطتهم.

 

ورغم كل هذا  حققت المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان والفلسطينية في قطاع غزة انتصارًا كبيرا بفضل صمود رجال المقاومة ودعم القوى الوطنية على الساحة العربية لها وفي مقدمتها سورية التي ما توانت يوما عن تقديم العون المادي والعسكري واللوجستي لقوى المقاومة تلك. هذا ما زاد حنق وغضب القوى الغربية وإسرائيل فجربوا بعملية اغتيال الحريري جرجرة سورية الى المحكمة الدولية وفشلوا, وجربوا اختلاق مشكلة ما يسمى بالمفاعل النووي وفشلوا  لذا وجدوا أن القلاع لا تؤخذ إلا من الداخل وجاءت هجمتهم المسعورة هذه.

 

كلفوا بهذه المهمة كل خصوم سورية التقليديين والمعروفين  ممن هربوا من الوطن واحتضنتهم دوائر غربية مثل  خدام   وجماعة الأخوان وغيرهم وأضيفت إليهم جماعات تكفيرية مرتبطة وغارقة حتى أذنيها بالارتباط  بالغرب مثل جماعة القاعدة وحزب التحرير الإسلامي وجماعات أخرى...

 يدعي أولئك الذين أسسوا ما يسمى ( المجلس الوطني)  خارج حدود الوطن بأنهم هم  وحدهم  من يحق له التكلم باسم الشعب السوري ولهم وحدهم يعود  حق تقرير مصير هذا الشعب بالتعاون طبعا مع حلفاء لهم من حلف الأطلسي تماما كما جرى في ليبيا.

 

  نحن معشر المغتربين السوريين من مثقفين  ورجال أعمال وطلبة لا نعترف قطعا  بما يسمى بالمجلس الوطني الذي تأسس بأموال غربية وعربية وبمساعدة دول مجاورة لها مشاريعها وأجندتها.

 

 هذا المجلس  لا يخدم سورية ولا شعب سورية ولا مستقبل هذا البلد. نحن  ندين هذا المجلس وكل من شارك في تأسيسه ووقع على بيانه..إن أولئك الذين أسسوا هذا المجلس المزعوم أنما قاموا ببادرة سوء  لم تحصل  سابقا  في تاريخ سورية  القديم و الحديث.

 

لقد قدمت سورية الى  هذا التاريخ أكثر من ألف شهيد من رجال جيشنا العربي السوري من الضباط والجنود ومن رجال حفظ  النظام  إنهم خطايا  في رقاب أولئك الذين يناصبون سورية العداء ويشاركون في إراقة الدم السوري.

 

نذكر السادة في ( المجلس الوطني المزعوم) وغيرهم من الذين يتعاونون مع المؤسسات الغربية المختصة في تخريب المشرق العربي  نذكرهم أن الوضع في سورية  يختلف عن الوضع في ليبيا إن ما استطاع الغرب القيام به  هناك نتج عن عدم فهم الشعب الليبي للمؤامرة التي حيكت ضده. نحن نحذر ونبلغ إن إضعاف سورية وجيشها واحراق مؤسساتها وزرع  بذور الفتنة  والضغينة في مجتمعنا إنما هو خدمة مباشرة لإسرائيل ولأعداء الأمة العربية.

   

لقد تبين الأبيض من الأسود وتبين من يريد الخلاص للشعب السوري وسورية والخروج من هذه الأزمة ومن يجرنا الى الحفرة!!

من يطالب بالإصلاح نقول له الطريق إلى الإصلاح لا يمر عبر تخريب المؤسسات  الحكومية و الإدارية و الشرعية بل يكون بتعزيز دور تلك المؤسسات. ومن يطالب بالإصلاح لا يمكن له أن يوافق على قتل جنود وضباط الجيش العربي السوري وعناصر من قوى حفظ النظام. ومن يطالب بالإصلاح لا يمكن له رفض الحوار وإلغاء الآخر فقد سمعنا عن (جمعة قلتم بها لا للحوار).  ومن يريد الاصلاح لا يمكن له إلغاء مفهوم السيادة على التراب السوري فالحوار يمكن ويجب أن يتم على التراب السوري. أننا نحذر كل الشرفاء في سورية من أحابيل  أولئك الذين سلموا ليبيا لحلف الناتو وسلموا العراق لقوات التحالف دون قول  كلمة (نرفض) أو (نستنكر) لا بل شعبنا يذكر الى اليوم  أسماء الدول التي بدأ من أراضيها  زحف الدبابات  البريطانية والأمريكية  نحو الأراضي العراقية وهو يعرف أسماء القواعد التي انطلقت منها الطائرات الأمريكية المحملة بالموت المتجهة الى العراق,  ويعرف شعبنا أسماء الدول  التي فتحت على أراضيها  ورش الحدادة  لتدعيم  درع  ناقلات الجنود  الأمريكية  وسيارات  هامر العسكرية.

 

وأخيرا من يريد الاصلاح لا يوافق على التدخل الأجنبي بالشأن السوري ولا  يطالب بهذا التدخل لأننا نعلم الى ماذا أدى هذا التدخل في العراق وفي ليبيا إذ أن ذلك لا يمكن تفسيره إلا بمثابة  جريمة كبرى بحق سورية كدولة ذات سيادة, بل هو إلغاء للدولة.

 

نعم إن طريق سورية الى الخلاص هو الحوار وقد قامت القيادة ا لسورية بخطوات لا بأس بها في هذا الاتجاه. إن باب الحوار مفتوح. من أراد الحوار ومن في رأسه لا تزال النخوة العربية والغيرة على مستقبل ومصير البلد  فليشارك بالحوار ومن يشعر أنه مرتبط وغارق حتى أذنية بالارتباط  بالطبع سوف يرفض الحوار ويجد الأسباب  لرفضه في سلوك الآخرين فهو تارة يقول أعيدوا الجيش الى ثكناته وتارة أخرى يقول النظام يحاور نفسه!!

 

لقد زار سورية  أكاديميون وإعلاميون ودبلوماسيون  وقدمت سورية لهم الوثائق والصور عن  وجود مجموعات إرهابية مسلحة خارجة عن القانون تقوم بترويع السكان وقتل ضباطنا وجنودنا و عناصر حفظ النظام من أبنائنا وتقتل أطباءنا ومهندسينا فكيف لنا أن نترك لهذه المجموعات حرية الحركة بأخلاء المدن وبعض المناطق المتواجد فيها الجيش ورجال الأمن! هل نقول لتلك المجموعات عربدي كما يحلو لك!!

 

  لماذا لم نسمع من أي فصيل أو مجموعة من المعارضة( باستناء البعض القليل) لماذا لم نسمع إدانة للعمل الاجرامي والأعمال البربرية  ضد جنودنا وضباطنا ومهندسينا وأطبائنا التي تنفذها المجموعات الارهابية المسلحة. من يريد الخلاص لسورية ومن يختار الحوار طريقا للخلاص عليه البدء بإدانة أعمال الارهاب من قبل المجموعات الارهابية المسلحة ومن يرفض ذلك  يعني أنه لا يريد الحوار وقد اختار طريقا آخر طريق المنازلة والقوة والعنف ونحن نحمله  المسؤولية الكاملة عن عواقب هذا الخيار وما يمكن أن يؤدي اليه.

 

أيها الأخوة السوريون نحن أبناء وطن أعطى البشرية أول أبجدية وابناء جغرافيا قدمت للعالم أجمع رسالتين

أصبحتا جزء  من الضمير الانساني رسالة السيد المسيح عليه السلام  ورسالة الدين الحنيف ونبوة المصطفى

 

الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. هذه الجغرافيا علمت البشرية التعامل مع الأرض وكيفية بناء المسكن وزراعة القمح وبناء التجمعات البشرية الأولى. من دمشق  انطلقت جيوش الفتح متجهة الى شمال افريقيا والى الأندلس, على  هذه الأرض نظمت الخطط  لتحرير القدس من الإفرنج. من دمشق انطلقت قوافل التحرير في حرب تشرين  وفي سماء دمشق تساقطت طائرات الصهاينة كالغربان  فهل لنا أن نؤيد من يريد إضعاف هذه القلعة -  قلعة العرب الأخيرة! وهل لنا أن نوافق على مشاريع الغرب؟ لا نعتقد ذلك.

 

أجل إن دعم سورية  للمقاومة ورفضها لاتفاقيات الذل  وتأسيسها مع قوى المقاومة في لبنان وفلسطين  ومع   الدولة الإسلامية الإيرانية محور المقاومة  والممانعة  جعل دوائر الغرب تفتش عن طرق جديدة لإركاع سورية وإجبارها على التنازل.

 

إن سورية أيها الأخوة تدفع ثمن خطها الوطني ومواقفها  القومية, ثمن سيادتها في قرارها السياسي والاقتصادي.

*على الجميع اليوم  في سورية كما في بلاد العرب الوقوف خلف سورية وقيادتها الحكيمة والوطنية بقيادة السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد. أجل إن  سورية لن تركع مهما حاول الأعداء.

*إننا ندين بكل حزم المؤامرة التي  تنفذ  ضد سورية.

 

* إننا نرفض رفضاً قاطعاً التدخل الدولي أو الإقليمي في الشؤون السورية.

* إننا ندين تشكيل ما يسمى بالمجلس الوطني ونطالب الجميع بتعريته ورفضه.

* إننا ندعو كل مكونات المجتمع السوري من سلطة ومستقلين و أحزاب الجبهة الوطنية ومن المعارضة داخل سورية  و الشخصيات الوطنية المعروفة,  ندعو الجميع  للحوار الوطني  تحت سقف الوطن وعلى تراب الوطن.

*إننا على قناعة تامة أن الحوار الوطني يمكن له أن ينجح ويعطي نتائج  فقط  في ظل سلطة مركزية قوية

تبسط   سيادة القانون  وسلطة الدولة على كل التراب السوري.

 

* أيها الأخوة علينا أن نرص صفوفنا يداً بيد وكتفاً بكتف لنقف كالطود المنيع  أمام هذه الهجمة الشرسة على بلدنا  و نحمي سورية من عملاء الغرب وجنود  الاستعمار الجديد. ليس محض صدفة أن توعز أمريكا لعملائها ممن سمتهم بالنشطاء عدم تسليم أنفسهم للسلطات المختصة تطبيقاً لما جاء في إعلان وزارة الداخلية في الرابع من الشهر  الجاري. هذا يعني أن لأمريكا عملاء يعملون لصالحها وينفذون مشاريعها. إن أحداث المنطقة من أفغانستان إلى إيران  فالعراق وليبيا ثم سورية تثبت  أن أمريكا التي تعلن أنها راعية للحرية والديمقراطية إنما هي راعية ممتازة  للإرهاب وسفك الدماء  فهي تمد عناصر الإرهاب بالمال والسلاح فالمال لشراء  النفوس الضعيفة  والسلاح لقتل السوريين.

*إننا ندعو الأمين العام للجامعة العربية  السيد نبيل العربي أن يقف الى جانب سورية وقوى المقاومة والقوى الشريفة في الوطن العربي.

 

الخلود والرحمة لشهداء الوطن الأبرار

عاشت سورية حرة مستقلة وذات سيادة

نعم للإصلاح  نعم للحوار الوطني 

لا وألف لا للفوضى ولقوى الظلام  وللمجموعات الإرهابية المسلحة الخارجة عن القانون والشرعية.

لا ومرة أخرى لا  للتدخل الدولي والإقليمي في شؤون الشعب السوري.

 

كراسنودار -  روسيا الاتحادية               

  التاسع من تشرين الثاني عام 2011

مجموعة من الأخوة السوريين من مثقفين ورجال أعمال وطلبة في مدينة كراسنودا

 يلي ذلك تواقيع الأخوة السوريين :

 

    1 . د اسماعيل فارس مكارم – أستاذ جامعي

    2 . د زياد رشيد – طبيب جراح وأستاذ جامعي

    3 . د دياب خضور – طبيب جراح

    4 . د جان ميخائيل – متقاعد

 

    5 . الأستاذ عمار اسماعيل – باحث

    6 . مهند العلي – رجل أعمال

    7 . مروان القدسي – رجل أعمال

    8 . مصطفى نعوس – رجل أعمال

 

    9 . علاء دمسرخو – طالب

    10 . غانم دياب خضور – طالب

    11 . ماجد دياب خضور – طالب

    12 . أحمد خماش – دكتوراه  في العلوم السياسية

 

    13 . أحمد حلوم – ماجستير جيولوجيا هندسية

    14 . د علي السلمان -  طبيب أطفال

    15 . مصطفى البطران -  طالب

    16 . أولغا مكارم – معلمة مدرسة

    17 . سمير نجيب جبلي – رئيس الهيئة الادارية لاتحاد الطلبة السوريين في مدينة كراسنودار

 

    18 .  رشاد طلال سلهب -  طالب

    19 . أحمد عبد منصور – طالب

    20 . عبد الله محمد الدرويش – طالب

    21 . رامي حمو ليلى – طالب

 

2011-11-13
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد