news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الإصلاح و قميص عثمان... بقلم : د. قيس عدره

 لم يعد خافيا على أحد أن المطالبين بالإصلاح ممن لا يزالوا ينزلون إلى الشوارع أيام الجمعة قد انقلبوا على مواقفهم بعد أن بدأ الإصلاح بطريقة متسارعة لم تشهدها سورية في تاريخها المعاصر، خصوصا بعد الإجماع من الدولة و المواطن على ضرورتها، سيما بعد أن أصبحت حجة و شماعة لمحاولة الاستعمار القديم التدخل و احتلال سوريا مرة أخرى لكن هذه المرة ليس بحجة الانتداب و إنما بحجة حقوق الإنسان.


 لقد كشفت تلك الفئة عن عورتها بأن هدفها الحقيقي ليس الإصلاح و إنما في الانقلاب على هذا الإصلاح لا بل و تدمير كل مكتسبات الدولة منذ الاستقلال و حتى اليوم، و الدليل الحي هو دمار جسر الشغور الذي يلزمه شهور و ملايين الليرات لإصلاحه، إضافة طبعا لدماء الشهداء التي لم تنشف بعد و التي هي أغلى من كل الملايين و المليارات، على أن أعراض السيدات التي انتهكت من قبل هؤلاء المجرمين هي جريمة بحق السوريين و تاريخهم و فعل إجرامي و وحشي لن ننساه، و لا نريد لقانون أو عفو أن يحرف طريق هؤلاء عن الإعدام الذي هو ابسط عقوبة لتلك الجرائم مجتمعه.

 

 لقد طالب هؤلاء مع أسيادهم في الخارج بضرورة رفع حالة الطوارئ كمطلب تعجيزي يستحيل على الدولة تنفيذه فكان مرسوم رفع حالة الطوارئ الذي فاجئنا كسوريين قبل غيرنا و فوت و افقد من الذين يدعون المعارضة ورقة لطالما اتخذوها سلاحا في وجه الحكومة السورية لا بل صدر مرسوم كان فوق سقف مطالبهم و أمنياتهم و هو إلغاء محاكم امن الدولة فعادوا و طرحوا الإفراج عن المعتقلين السياسيين و ظنوا أن تحقيقه أيضا سيكون من المعجزات السبع و سيؤدي إذا تم إلى انهيار البلد و نزول أنصار هؤلاء الذي ظنهم سيد المعارضين السوريين ساركوزي و محركهم في الخارج أنهم بالملايين و سيعبؤن الساحات ليفاجئهم سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد بكرمه و نبله بالعفو عن السياسيين و معهم الإخوان المسلمين  ليتفاجئ هؤلاء و معهم خادم الأمريكان المطيع  ساركوزي بأن شعبية هؤلاء ليس لها مثال إلا حجم شعبيته اليوم بين الفرنسيين، و شكلت هيئة للحوار الوطني برئاسة السيد فاروق الشرع نائب السيد الرئيس و لم نسمع لا بترحيب و لا باستعداد للمشاركة  من معظم من يدعون المعارضة لأن لبن العصفور أصبح هو المطلوب.

 

 و بالعودة إلى المتظاهرين من المخربين إن دم الشهيد الذي يدعون له في مظاهراتهم لم يقتله إلا قناصتهم الذين اختبئوا بين المتظاهرين أو على أسطح المنازل و هو ضحية كذبهم و نفاقهم فيدعون لدم الشهيد و هم من قتلوه كمن كان يحرض على قتل عثمان رضي الله عنه و راح يطالب بعد قتله بدمه و الثأر له.

إن الإصلاح و دم الشهيد هما قميص عثمان الذين يدعون له و في باطنه هو تدمير البلد و حرقها و تقطيعها و من ثم تقديمها لأسياد خدام و العرعور و صورة جسر الشغور أيام المخربين كان و لازال يراد لسوريا كلها أن تكون جسر الشغور. 

 

 و في الختام ألف سلام و تحية لشهداء الجيش و الأمن و الشرطة الذين عمدوا بدمائهم الطاهرة طريق الحرية و العزة الذي أحببناه و أردناه، و ألف سلام و تحية إلى جيشنا الباسل الذي عاهد و صدق، إن تلك الملاحم و تلك الأخلاق التي سطرها ذلك الجيش السوري هي مفخرة لنا كسوريين، هذه الأسطورة حرّي بقوات الناتو و خصوصا الجيش الأمريكي أن يدرسها في أعلى أكاديمياته الحربية ليتعلم أخلاق المقاتل.  

2011-06-21
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد