لا شك أنني لا اقصد بنصف الكأس ذاك الكأس الذي يتصارعون عليه في كرة القدم .. وإنما أقصد بالكأس ذاك الذي يداهم أسماعنا عندما تواجهنا مشكلة أو نقذف بشيء من القنوط الذي أحياناً يسود حياتنا فعندما - نشكي حياتنا – لأحدهم يقول لك " لا تنظر إلى نصف الكأس الفارغ ..
هذه عبارة المثقفين كما يقال لكن ماذا لو أردنا أن نتمعن في هذه العبارة .. ودعنا من أنها قول أحدهم وتعال نجعلها منهج حياة .. فمن منا قادر على أن يعطل نظرية " لكل شيء وجهين .. " !
نعم صديقي !
لماذا عندما يخيم القنوط أو اليأس علينا فلا نرى إلا نصف الكأس الفارغ علماً بأن لكل مشكلة أمر إيجابي يعود علينا أقله التجربة .. ؟
لماذا عندما نتعرض لمشكلة بدلاً من أن نسعى لحلها نروح نتذكر كل ما سبق من أخواتها من مشكلات صعبة ومعقدة طواها الزمن أو غيبها؟
لماذا لا نتعرض للمشكلة بوجهها قبل أن نتعرض لها .. ؟
لماذا ننتظر حتى ينتهي ما في الكأس نهائياً .. ؟
- عبارة نصف الكأس الفارغ والمملوء هي حقيقة موجودة لطالما وجدت الأشياء الإيجابية ولطالما أن لكل شيء وجهين..
ودعني أقف أمام أكبر مشكلة تداهمني وتداهمك .. الموت !
الموت مصيبة و أمر سلبي لكن خذ عني إيجابياته : الموت يعلمنا كيف نحافظ على الشيء قدر ما استطعنا وكذلك يكسبنا التجربة ويقوي صلتنا بمن حولنا ويعلمنا الاشتياق لمن فقدنا ويدعوننا أن نصنع لأنفسنا قيمة وذكرى طيبة بعد فراقنا فهل تعلم أن الموت السلبي يعلم أسلوب الحياة الإيجابي .. ؟ وإليك ...
لطالما أنك تسمع أن فلان مات وقد ترك وراءه شيء يُذكر به.. وصيت عالياً يهز الأرض و عيشة كريمة لأبنائه بين الناس وكل ذلك لا يكون إلا لشخص كان قبل أن يموت إيجابياً ويعمل ويجتهد ويتقن .. بالله كل صفاته بعد مماته ألا تدفعني وإياك أن نكون عاملين ومجتهدين ..
ذلك هو الموت الذي نظنه النهاية .. لكنه النهاية عند من فقد ما في كأسه فلا يعرف نصفه الفارغ ولا حتى المملوء ..
وخلاصة قولي ..
أن أي مشكلة يجب علينا أن نمنع وصولها فإذا كانت قوية ووصلت فهنا نحن أمام هذا الكأس .. ولتختر لعينك جهة أما للمملوء فتضمن استمرارك وسعادتك وتكتسب وتزد في حسابك وأما أن تنظر إلى نصفه الفارغ وهنا أنت أمام مشكلة أكبر من الموت بأضعاف مضاعفة...
فيا حبذا من يسخر نفسه ليجعل من النهاية بداية ويعمل بتركيز حتى يملأ نصف الكأس الفارغ ..
