أتوجه في هذه الرسالة وهي رسالتي الثانية إليكم يا أبناء شعبي العظيم, أرجو منكم أن تعيروني اهتمامكم في هذه الرسالة التي أتوجه بها إليكم على اختلاف أطيافكم وأحلامكم على اختلاف نظراتكم ومشاربكم .
أكتب إليكم من غرفتي في غربتي بإسمي وبإسم رفاقي في بلاد الاغتراب الذين امتلأت عيونهم بالدمع يامن أسكنتم في قلوبنا الغصّة حتى كادت تقتلنا , يا أهلي لمن لم يقرأ رسالتي الأولى ,أتوجّه إليكم في هذه الرسالة مبتدئا الكلام بإلقاء التحية والسلام على أهلي في درعا ,هذه المدينة صاحبة التاريخ العظيم , بلد العزة والأصالة ,فشهادة مغتربي الخليج من أبناء سوريا مجروحة فيكي , أنت الأم التي تستقبلنا بصورة السيد الرئيس بشار الأسد ونحن قادمون من بلاد الخليج العربي , طعامك الزاد الذي يدخل بطوننا الجائعة ونحن عائدون لأرض الوطن , أنت البركان الذي أنعش في نفوسنا الأمل بالعدل والمساواة ,أوصلتي صرختنا حيث عجزنا عن إيصالها .
إلى أهلنا أبناء وأحفاد سلطان باشا الأطرش, سكان الجبل الأشّم ,إليكم يا أهلنا في القنيطرة والجولان يا أبطال سوريا الشجعان ,إليكم يا أهلنا في دمشق وريفها يا أبناء وأحفاد يوسف العظمة , يا من تسكنون مملكة الشرق , وادي التين و مدينة الياسمين , عاصمة الأمويين , منارة العلم والدين من الأندلس إلى حدود الصين .
إليكم يا أهل حمص يا رجال خالد بن الوليد يا شباب مدينة الأبواب من باب السوق إلى باب عمرو ,إليكم يا أهلي في الساحل السوري أحفاد الشيخ صالح العلي أبناء الجبال الشامخة ,إلى أهلي في حماه مدينة النواعير ومدينة أبي الفداء أهل العزة والإباء ,إلى أهلي في الرقة و دير الزور الأبيّة أقدم مواطن البشرية مدينة الأوابد الأثرية , إلى أهلي في محافظة الحسكة وكافة المناطق الشرقية أصحاب الزنود السمراء القويّة , يا أهلي في إدلب من حارم إلى معرّة النعمان مدينة أبي العلاء ,يا أهل النخوة والشهامة العربية ,إليكم يا إخوتي في حلب وماذا عسانا أن نقول فيكي يا حلب , قيل في اللغة العمورية أن حلب تعني الحديد والنحاس , ,قيل حلب تعني في اللغة الآرامية البياض , أما في اللغة الحالية السورية فإنها تعني الذهب والألماس ,تعني أصحاب القلوب الناصعة البياض المؤمنة الممتلئة بالوطنيّة والإباء , أنت يا حلب تلك الصخرة التي تؤرّق مضاجع الأعداء ,تلك القلعة التي تحمي سوريا من رجال الغدر والخيانة , أنت من افتخر في حبّك الشعراء منشدين
(نفيت عنك العلا و الظرف و الأدبا و إن خلقت لها إن لم تزُر حلبا
لو ألّف المجد سفرا عن مفاخره لراح يكتب في عنوانه حلبا) .
أخاطبكم يا أهلي من درعا إلى حلب بصفتي ابن لأكبركم ,بصفتي أخ لأصغركم , بصفة الفقر الذي عشته أكثر مما عاشه أو يعيشه بعضكم ,بصفة الظلم التي تعرضت له أكثر مما تعرض أو يتعرض له قسم منكم , بصفة الحب الذي يملأ قلبي تجاه بلدي كما يملأ قلبكم ,بصفة الغربة التي تحرق قلبنا حنينا وشوقا لوطننا . أقول لكم ولله على ما أقول شهيد أن كلامي لكم من منطلق الحفاظ والحرص على مصالحكم من شرما سمعته وما أزال أسمعه في غربتي من قبل من يخطط للنيل من بلدنا , ما يحزننا اليوم أن بعض المتطفلين وصغار النفوس استغّل صرختكم الحقّة ليحقق مأربه الخبيثة ,ليصفي حساباته وحسابات أسياده مع السلطة لينشر الخوف والدمار في شوارعنا .
أتوجه في كلامي إلى كل الوطنيين الشرفاء أصحاب العقول , الذين يستطيعون أن يدركوا ما خفي من الأمور وما بطن , إلى الشباب المتعلم المتطلع إلى مستقبله العلمي وليس التخريبي , إلى الوطنيّ الذي يخاف على شرفه وشرف أهله وإخوته من جيوش الهمجية , إلى من يريد أن ينعم بجمال سوريا دون خوف أو قلق .
إلى من يدرك أن الوطنية ليست دخول السجون, وعقد المؤتمرات أو سرد الكلمات, ولا حمل الشهادات أو التكلّم بالشعارات, إلى من يدرك أن الوطنّية هي الترفّع عن المصالح الشخصية والجراحات في سبيل مصلحة بلده وشعبه المهدد من كافة الجهات.
إلى الرجال والنساء الذين لا يريدوا أن تتحول ابتسامات أطفال سوريا وأهلها إلى بكاء. إلى الشباب في مقتبل العمر الذين يفضّلون ابتسامات صبايا سوريا على ابتسامات أصحاب الذقون الصفراء , إلى من يريد أن يكمل المطالبة بحقه عن طريق الحوار والأقلام لا عن طريق السباب والشتائم على الأرصفة والطرقات, إلى رجال الدين الشرفاء الكرماء العظماء من أبناء بلدي الذين رفعوا رؤوسنا ,جمعوا شملنا وأثبتوا للعالم أجمع أن سوريا ستبقى منبع الدين السمح ومهد رسالات السماء , إلى كل إنسان شريف معارضة كان أو موالاة , يدرك أن الغرب يعمل جاهدا على سرقة أحلامنا وأملاكنا باسم الديموقراطية وحقوق الأنسان .
نتوسلّ إليكم يا إخوتي أن تكملوا الصرح الذي بدأتم في بنائه بالحب والتسامح ,بالحوار مع سيد الوطن تحت سقف الوطن ,ولتعلموا أن الحوار الآن هو الأمل الوحيد الذي يمكّننا من الحصول على حقنا بأقل الخسائر , واعلموا أن الأشياء النافعة قد تنقلب إلى ضارة إذا وضعت في غير موضعها ( ووضع الندى في موضع السيف بالعلى .. مضر كوضع السيف في موضع الندى ).
يا أهلي إن أعداء أجدادنا هم الآن من يعمل على إشعال الفتنة فيما بيننا, , من يحاول تقسيمنا , هم من أسمعهم الآن يتحدثون في مجالسهم بابتسامات ممزوجة بالدماء عن فائدة التظاهر واستفزاز الجيش في تدمير اقتصاد بلدنا ,هم من يراهنون على إسقاط النظام عن طريق تجويعنا ,هم من يرسل لنا الرسائل الوطنية باسم الدين بكلام هو كالسمّ الزعاف ,يوجهوننا للقتل والتدمير بينما هم يمرحون في الملاهي والبارات .
أقول لكم بإسمي وبإسم الكثيرين من شباب الوطن المغتربين , أن استمرار التظاهر يعني إبعادنا عن الوطن وإضعاف الاقتصاد , يعني أنكم ستزدادون فقرا والفاسدون الحاقدون سيزدادون غنا لأن أموالهم في الخارج إن أعداءنا يا أهلي سواء كانوا دولا أم أشخاص يحالون أن ينشروا الجهل والفقر في نفوسنا ونفوس أطفالنا لنبقى بحاجتهم ورهن أموالهم , إنهم يتحدثون أن انهيار الاقتصاد سوف يشفي غليلهم ويضخم ثروتهم ويمكنهم من امتلاك أرض أجدادنا بالمال الحرام , ,يحاولون أن يكسروا كبرياءنا , بينما نحن نغلق أعيننا ونصمّ أذاننا ونفتخر بالتكبير على أسطح المنازل والحمامات .
أليس من سخرية القدر يا إخوتي أن المراوغين بكلامهم كالثعالب الذين يوهمون شبابنا بأحلام كاذبة محاولين أن يظهروا بمظهر المدافع عن مصالحنا وكرامتنا , هم أنفسهم من سرق الوطن منّا ,من شارك في قتل خيرة شبابنا وعلمائنا ,هم بأدواتهم من أخفى الحقد في ترابنا ,هم وأذنابهم من الفاسدين في وطننا من سجن أبي والكثيرين من الشباب الوطنيين لأكثر من ثلاثة عشر عاما لأنهم حاولوا تعرية أجسادهم الإبليسية هم أنفسهم من زرعوا الفساد فينا ,والأن يريدون أن يستخدموا أطفالنا وقودا ليطفئوا نار حقدهم الدفين في مسامات جلدهم المهترئ ,هم أنفسهم خدّام أسيادهم من الصهيونية والدول المارقة
وأذكركم يا إخوتي وخصوصا أهلي في حماه أن تلك الدول التي تزوركم وتظهر بمظهر المساند لكم متشدّقه بالحرية والكرامة وحقوق الإنسان , هي التي تحاصرنا وتحاول أن تسرق لقمة عيشنا ,هي من منعت عناّ البرامج الحاسوبية الحديثة والتطور العلمي ,لا لشيء إلا لنبقى قابعين في الجهل عبيدا لهم ,هي نفسها من أغلقت الجامعات في وجوهنا ,ومنعت عنّا الطائرات التي تقلّنا لبلدنا , هي نفسها من قتل أهلنا في العراق وشرّدهم , من جوّع أهلنا في غزة وقتلهم ,من قصف أهلنا في جنوب لبنان لكسر عزّتهم , من يقصف أهلنا في ليبيا ويسرق أموالهم , هي التي زرعت في جوارنا الإبليس الأكبر , هي نفسها من تمدّ فاقدي العقول في وطننا بالسلاح لنقتتل طائفيا ومن ورائها أدواتها الإسرائيلية صحفيي الجزيرة والعربية وغيرها من قنوات الظلام والتبعية, هي نفسها من أرسلت العاهرات إلى حدود وطننا بحجة القلب الحنون والخوف على أطفالنا , هي نفسها من ترسل أصحاب القمصان البيض التي تخفي سواد قلوبهم تجاه العرب من مسلمين ومسيحيين ,هي نفسها التي ستتاجر في دمائكم للوصول إلى مأربها الخبيثة .
بعد كل هذا يا أهلي , أليس من واجبنا أن نكون أكثر يقظة وانتباها للمشروع الذي يسعى لتقسيمنا , ألا يجدر بنا أن نستخدم عقولنا التي وهبها الله لنا في هذا الوقت الحرج من تاريخ بلدنا ,ألا يجدر بنا أن نستذكر قول سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم:( من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
نتوسّل إليكم ,أن تعيدوا الفرحة إلى وجوهنا في سوريا وخارج سوريا ,أن تزيلوا الغصّة التي تكاد تقتلنا في غربتنا ,أن تحافظوا على رئيسينا الذي يعمل جاهدا ليبقى رأسنا مرفوعا بين العرب والعجم ,الذي أخذ عهدا بأن يجعل بلادنا مثالا للعزة والكرامة بعيدا عن الخراب والدماء حافظوا على ممتلكات بلدنا و تاريخ أجدادنا واعلموا جيدا أن من كان عدوا لأجدادنا لن يكون ودودا لأحفادنا. كونوا بجانب قائدنا رمز عزّتنا وشرفنا , انتشروا في الساحات والشوارع حاملين صور القائد الشاب ,افرحوا وغنّوا ,اجعلوا أيام الجمعة وغيرها أياما للمسيرات والرحلات بين المحافظات ,انتشروا في المطاعم والحدائق ,سمّوا كل جمعة باسم محافظة من محافظات بلدنا الحبيب , واعلموا أن عملكم هذا يحمي الاقتصاد ويبعد شر الخراب , يحافظ على لقمة عيشنا ممن يحاولون سرقة بلدنا , ونحن أبناؤكم في الغربة نعدكم بأننا قادمون وسنستمر في دعمنا المالي والعلمي لكل الشرفاء من أبناء بلدنا الحبيب , و ننتظر أن نراكم على شاشات التلفاز وأنتم تهتفون في الساحات باسم القائد على أصوات الوطنيين من فنانين وفنانات , الذين لم ولن يبيعوا ألّ التعريف من أسمائهم بجنيهات .
إلى من قد يجد هذه المقالة بعيدة عن أهوائه وأهواء أسياده ,إلى من يتحرك بالكونترول على أيدي الشياطين الذين يسكنون في غرف الظلام أو شرفات الفنادق ,أقول له هذه المقالة ليست لمن لا يستطيع أن يفهم معانيها ممن امتلأ قلبه بالحقد تجاه وطنه ,ممن يبحث عن تصفية حساباته وحسابات أسياده فوق جثثنا , من يريد أن يغلق عينيه ليسمع صوتا قادما من خارج الحدود ,من يظنّ نفسه أنه يعيد لنا الحق المسلوب عندما يكبّر وهو يقتل أخاه , من يظنّ نفسه وطنيّا ثوريا بالقتل والتدمير , بحرق المدارس والممتلكات , من يظنّ أنّه يعيد حقوقنا عندما يذبح أخاه المسلم على أرصفة الطرقات , عندما يضرب أخاه المسلم بالساطور ,من يظنّ نفسه قائدا للثورة أمثال أبو نظير " قائد الثورة التحشيشية والتخريبية في اللاذقية " نقول لكم, إن الحديث معكم يكون عن طريق جيشنا العظيم , جيش الشرف والعزة والكرامة ,الذي سيقتلعكم من الجذور ويرميكم خارج الحدود ونخبركم بأننا لن نسمح لكم بأن ترهنوا بلدنا وعرضنا لأسيادكم , وسنهزمكم ونقتلع حقدكم ,أما أسيادكم الذين يسكنون خارج الوطن وداخله الذين يحرّضون على العصيان المدني والقتل والتخريب ومن ورائهم قنوات الظلام , فلهم منيّ في القريب مقال لعلّنا نذكّرهم ببعض الأمثال .
ولنجعل المسك في الختام ,نرسل التحية إلى كل رجالنا الشرفاء من أبناء جيشنا العظيم الذي يعمل جاهدا على حمايتنا وحماية عرضنا وممتلكاتنا , وعلى رأسهم رجل البلاد السيّد ابن الأسياد , حامي العرض والشرف ,إليك يا سيدي يا سيد الوطن ,نرفع لك بإسمي وبإسم أصدقائي في الغربة في كل بقاع الأرض أسمى آيات الحب والعرفان , ونقول لك بأننا سنبقى جندك الأوفياء وأننا قادمون بالعلم والمال لنبني معا سوريا الحديثة سوريا الأسد , التي ستكون مدرسة لتجّار الحرية والديموقراطية ,علّهم يتعلمون معنى الأخلاق و الوطنية.
رحم الله شهداءنا الأبرار صغارا وكبار وحمى الله الوطن وسيد الوطن من شرّ كل حاقد غدار.