news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
المواطن الوهمي في مواجهة الفساد ...بقلم : عهد ابراهيم

إن موضوع الفساد والرشوة في القطاع العام من أكثر الأمور التي يريد الناس إيجاد حلول لها  وضوابط توقفها وتخفف منها ولا شك بأن هناك بعض الأشخاص إتخذوا من الفساد مصدر رزق  ويحسبون له ألف حساب لأنه دخل في حساباتهم الحياتية وفي تأمين بعض مستلزماتهم اليومية  والترفيهية وما يأتيهم منه يزيدونه على راتبهم الذي يقبضوه من الدولة وفي النهاية يجمع الإثنان معاً ومن ثم توضع الخطط لسد المصاريف والمتطلبات ..


والمفسدون لا يفكرون إن كانت هذه النقود التي تأتيهم من فسادهم هي حلال أم حرام وهل يجوز إطعام  أهلهم وعائلاتهم من هذا الحرام أم لا يجوز وحتى لو كانوا يعرفون ولكن لا مشكلة لديهم والمهم مصلحتهم  الشخصية وتأمين متطلباتهم دون اللجوء للشكوى والتذمر من وضعهم المادي الذي يشبه وضع أي مواطن  ولكن إلى متى سيستمر شجعهم وطمعهم وبمجرد أنه إكتشف أمرهم يندمون ويبكون ويبررون وحتى أنهم  يتعظون بلحظة واحدة ويقولون ما فعلناه كان خطأ ولا يجوز إستغلال المواطن ولا حتى خيرات هذا الوطن  وسبحان مبدل الأحوال ..

 

 ولكن كيف سيتم التعامل مع موضوع الفساد والرشوة وما هي الآليات التي ستتبع وتثبت فعاليتها لأنه أحياناً حتى المواطن يسلم لموضوع الرشوة ويقول لا أريد أن أنتظر كثيراً وتؤجل معاملتي بسبب الروتين فإذا  دفعت للموظف سينهي معاملتي بسرعة لأن الروتين وكثرة التواقيع والجولة المكوكية التي تقوم بها المعاملة  أو أية ورقة تأخذ مدة زمنية طويلة حتى تنتهي ..

 

 وعلى هذا فإن هناك إجراءات كثيرة يجب القيام بها قبل محاربة الفساد والحديث عن الرشوة لأن الوقت بحد ذاته  مهم جداً وعلينا معرفة أهمية الوقت في حياتنا وكم هناك من أمور تؤثر على وقتنا وتتراكم لتأخذ في النهاية  زمناً لا بأس به وفي العودة لموضوعنا فهل من الممكن مثلاً أن يتم تعيين أشخاصاً من طرف الحكومة ليقوموا  بجولاتٍ ميدانية على دوائر الدولة ولكن بصفة مواطنين عاديين وليسوا بصفة مفتشين ودعونا نطلق على الشخص  الذي سيقوم بهذه المهمة بالمواطن الوهمي أو الخفي وأكيد سيتم إختياره ممن لديهم إحساس عالي بالمسؤولية  والخوف على مصلحة الوطن والمواطن فهذا الأسلوب متبع حتى في بعض مؤسسات القطاع الخاص وهذا الأمر  يساعد في تقييم عمل الموظفين لديهم وتحسين مستوى الخدمة     للمواطن ..

 

 ولا يقول لي البعض بأنهم لا يثقون بهذا الموظف لأنه من طرف الدولة لأنه يجب أن نعطي الدولة كل المساحة  والفرص اللازمة لمحاربة الفساد والرشوة ومن يبقى متشبثاً برأيه إتجاه الخطوات التي ستقوم بها الدولة بخصوص  هذه الأمور ويرفض أية مبادرة منها بحجة إنعدام الثقة فهذا كمن يريد العنب وقتل الناطور وأقول له لا حول ولا قوة إلا بالله ..

 

 إن الله جعلنا نعرف الخير من الشر والصدق من الكذب والفساد والرشوة هما أيضاً من الصفات التي يجب علينا  أن نعرفها ونحس بها حتى نعمل على إصلاح ذاتنا ومجتمعنا وإلا سيكون هناك مرض في المجتمع في حال لم يقدر  الإنسان على تمييز هذه الصفات ومعرفة النواحي التي فيها الخير والتي فيها الشر ومن ثم يختار ويتحمل مسؤولية  إختياره ولا ننسى أن من يقوم بالفساد ويشجع على الرشوة هو في النهاية مواطن مثله مثل أي مواطن موجود بيننا  إلا أن نفسه الدنيئة وطمعه وإستغلاله لمنصبه وحتى عدم هداية الله له كل هذا يجعله ينجرف وراء الليرة الحرام ..

 

 وكما أن المواطن الذي يقوم بدفع الرشوة هو مشارك في الفساد ويشجع عليه لأن الموظف أو المسؤول الذي  يقبض الرشوة سيتشجع أكثر عندما يرى المواطنون يسلمون أمرهم له ويدفعون النقود لتمشي معاملتهم فلا داعي  أن نلقي اللوم دائماً على المرتشي والحديث عن فساده لأن المواطنون هم من يشجعون على الرشوة والفساد  ومن ثم يلقون اللوم على الدولة وكأنهم من كوكب آخر لذلك على المواطن أن يساعد الدولة في هذا الموضوع  وأن لا نجد بعض الأشخاص الذين يتكلمون عن وجود الرشوة والفساد وهم أيضاً طرفاً فيه ويدفعون للمرتشي  وهم سبباً في تفشي كل هذه الأمراض والتي في النهاية ستؤدي إلى إنتشار أمراض    أخرى ..

 

 وأتمنى فتح صفحة جديدة مع الدولة كلها ثقة وإيمان بخطواتها التي ستقوم بها والتي ستضع من خلالها كل  الضوابط اللازمة والمضمونة للقضاء على كل أنواع الفساد والرشوة ومحاسبة المفسدين حتى لا يشعر المواطن  الشريف بأنه مستغل من أي شخص مهما كان كبيراً أو صغيراً في منصبه ودمتم ودام وطننا بألف بخير ..

2011-07-31
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد