news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
لماذا لا تتعجل السلطات السورية الحسم الأمني؟ ... بقلم : عدنان كامل شمالي

"قرأت هذا المقال على احد المواقع الالكترونية ولأهميته أحببت أن يقرأه معي الأصدقاء على موقع سيريا نيوز

فقمت بإعداده من جديد راجيا الاطلاع "

 


رغم كل النداءات التي يوجهها الشعب السوري للسلطة بالضرب بيد من حديد ضد هؤلاء الذين يعبثون بأمن الوطن ويخربون الأملاك العامة والخاصة  و رغم كل الفظاعة التي يرتكبها هؤلاء بقتل الأبرياء من مدنيين وعسكريين والتمثيل بجثثهم وابتكار طرق وحشية للقتل . وتلك المناظر الرهيبة التي لا يمكن أن تشاهدها عين إنسان ولا يمكن أن يتقبلها عقل بشري .

 

إلا أن السلطة لا تزال تحافظ على أقصى درجات ضبط النفس إلى الدرجة التي دعت الموالاة للتعبير عن الضيق من موقف السلطة وعدم اتخاذها موقف حاسم يردع هؤلاء المجرمين.

 

تعمل المؤسسات الحقوقية والدولية كمنصات دعائية من غير حيادية وتظهر فيها مبالغات وتناقضات كاريكاتيرية والأهم من كل ذلك أنها كانت تتحدث بالماضي بلسان مغاير فقد كانت دوما تحاول جهدها توزيع المسؤولية على الأطراف مبتعدة /ولو بتكلف وتصنع/ قدر الإمكان عن إظهار نفسها وكأنها تتبنى ادعاءات طرف دون آخر ..

فمثلا عند اندلاع الانتفاضة الفلسطينية دأبت المنظمات الحقوقية الدولية على حث الطرفين على ضبط النفس ونددت باستهداف المدنيين على الطرفين رغم أن الجانب الإسرائيلي كان في منتهى التفوق العسكري ومنتهى البطش والدموية

 

أما منظمات حقوق الإنسان هذه الأيام /القربي وزيتونة ورامي عبد الرحمن وو ..

وكل فقس الناشطين الحقوقيين/ فهي التي تزودنا بأرقام الضحايا والجرحى والمعتقلين والمعذبين والمفرج عنهم بعد اعتقالهم لكن هذه المنظمات لم تنبس ببنت شفة عن ضحية واحدة قتلها الثوار ولم نسمع أن هناك جرحا أو حتى خدشا واحدا تسبب به عنف الثوار..

ولم تفرج المنظمات الحقوقية عن نصيحة متوازنة تحث الطرفين مثلا على تجنب العنف.. مثل هذا المشهد من الثوار السلميين في حماة الذين ذبحوا بضعة رجال ورموهم في نهر العاصي

 

وبالعودة إلى السؤال المطروح  إذا..لم لا تبدو الدولة متعجلة بالحل الذي طالما كرره جهابذة الثورة ومولدو المصطلحات وهو أن الدولة اختارت /الحل الأمني/..

أي لم لم يدخل الجيش دخولا عنيفا مثلا إلى إحدى المدن ويلقن المتظاهرين درسا في احترام الدولة وهيبتها وكان ذلك مثالا لكل مدينة تريد التمتع بهذه الفوضى من الحرية ؟؟

دخول الجيش إلى كل المدن بما فيها جسر الشغور كان يعتمد الجراحة الدقيقة واستئصال البؤر الملتهبة عسكريا بالسيطرة على المسلحين تحديدا دون اعتماد العقاب الجماعي

والسؤال الذي يجب أن يطرحه هؤلاء هو: ألا تستطيع الدولة القمعية المتوحشة التي تتوجعون منها على حد تعبيرهم إرسال وحدات إعدام ميداني إلى الطرقات أو دك مدينة يعتصم فيها المسلحون بالحوامات والدبابات دون تمييز /قصف عشوائي/يقصد منه سحق معنويات المعتصمين والضغط نفسيا عليهم عبر عائلاتهم المحاصرة ؟؟

 

البعض سيجتهد ويقول إن الكاميرات والهواتف النقالة تصور كل شييء وستكون فضيحة وإدانة دولية بكل المقاييس ..

وهناك المحكمة الجنائية الدولية وهناك لاهاي وهناك وهناك ...

 

والرد هنا بسيط للغاية وهو أن الدول دون استثناء تمارس أقصى درجات العنف دون الاكتراث بالقانون الدولي والمنظمات الحقوقية والإدانات والمظاهرات الإنسانية عندما يكون الأمر متعلقا بأمنها الوطني وكل جرائم الحرب تمحوها الصفقات والأيام فمثلا قامت الولايات المتحدة أمام عيون العالم بقتل العراقيين علنا والفضاء الالكتروني مليء ومشبع ومثقل بتوثيقات جرائمهم في أبو غريب وفي مذبحة القلعة في أفغانستان والفلوجة

 

هناك موقع أمريكي فيه آلاف الصور الحقيقية عن العراقيين والعراقيات الذين تم ذبحهم أو الجثث التي تأكلها الكلاب في البيوت والنساء الذبيحات على أسرّتهن والأطفال المقطعين حيث لا تعرف لمن اليد ولمن الرأس ..

 

وكانت روسيا قبل ذلك قد فرمت الشيشانيين فرما موثقا بالصور والأفلام ولم تعبأ بأحد لأن مصلحتها فوق القانون الدولي وقبل عامين فتكت القوات الصينية بمسلمي الايغور بشراسة منقطعة النظير /وهم مواطنون صينيون/ عند تمردهم ولم تعبأ بكاميرا الجزيرة ولا بمقالات فهمي هويدي ..

 

وكانت قبل ذلك بعدة سنوات قد اقتحمت ساحة تيان أنمين بالدبابات وأعملت بالمعتصمين سلاسل الدبابات...  دون أن ينبس العالم ببنت شفة...

إلا بالإدانة الشديدة طبعا التي انتهت الآن بأن الولايات المتحدة لحست كلامها عن حقوق الإنسان واستدانت حتى المهانة من البنوك الصينية..

أمثلة أخرى كثيرة منها أن الجيش التركي مسح قرى كردية بكاملها في الثمانينات عن وجه الأرض، وتوجد صور لجنود أتراك يسيرون في الجبال وبيد كل واحد منهم رأس مواطن كردي مقطوع  .

 

وفي غزة أحرق أولمرت الغزاويين بالفوسفور الابيض وشوى أبناءهم بالقنابل الحارقة وتلقى كميات هائلة من الإدانة ..

وكان قبلها قد ألقى قنابل تعادل قنبلتي هيروشيما وناكازاكي الذريتين على مدنيي جنوب لبنان وكانت منظمات حقوق الإنسان تحاصره بالشجب والتأييد ولم تهتز شعرة واحدة على أطراف صلعته ..

 

وكان قبله بيريز وشارون قد سبحا طويلا واستحما في دم قانا وصبرا وشاتيلا.. ولم يقم القانون الدولي بعمل شيء أكثر من (الزعل منهما مؤقتا...

وفي أمريكا اللاتينية قام بينوشيه بذبح التشيليين بالآلاف وكان دائما معززا مكرما لدى الغربيين حتى أن بعض المثرثرين بحقوق الإنسان حاولوا اعتقاله عند زيارته لبريطانيا بعد تقاعده لكنه أمضى 80 يوما في ضيافة الانكليز في فنادقهم الفخمة وقصورهم إلى أن أصدر مجلس اللوردات قرارا بعدم تطبيق حكم المحاكم البريطانية عليه... وكان أن ودع بينوشيه بمثل ما استقبل به من حفاوة وتقدير...

 

سيقول القائلون بأن الأمثلة السابقة لدول قوية أو متحالفة مع الغرب وهذا صحيح ويدل بقوة على أن حقوق الإنسان انتقائية وتستعمل لغايات سياسية وأن كل صراخ الحقوقيين لا يستخدم إلا في حالات تمزيق سودان حسن البشير وبهلوانيات سعد الحريري ومماطلة سلوبودان ميلوسوفيتش وعراق صدام حسين..

 

والأمر الآخر هو أن الدولة السورية يبدو واضحا أنها قادرة جدا على الحسم العنيف وهي مسترخية لمعادلة دولية صارمة مدعومة بالكامل من روسيا والصين التي لم يبق لها في الشرق الأوسط إلا هذا المكان وستقاتل من أجله خدمة مصالحها وسيكون تأثير منظمات حقوق الإنسان ومحكمة الجنايات الدولية كتأثيرها على جورج بوش وتوني بلير..

ولولا هذه المعادلة الفولاذية التي لا تتزحزح لما تجرأ المعلم وقال: لن نعتبر أوروبا على الخارطة..

 

إذا لماذا لا تحسم الدولة وتخلصنا وتخلصكم /أيها المعارضون/؟

الجواب هو ............... إسرائيل

 ولكن كيف؟

 

أن المعادلة معقدة فمشروعنا كدولة سورية (أمّ لمشروع مقاوم) هو أن نحرض الجمهور على العداء تجاه إسرائيل وأن نبني حائط مواجهة نفسي مع إسرائيل وأميريكا، والحائط لا يكون منيعا إذا كان هناك شعور عام لدى الجمهور أن الدولة تريد محاربة إسرائيل فيما هي تتصرف بعدوانية كإسرائيل ... وهنا نلاحظ الملاحظة الهامة التالية:

إن المعارضين السوريين يروجون في الشارع عمدا شعار اللي بيقتل شعبه خاين -وتقصد الرئيس الأسد رغم أن المعارضة متورطة جدا بالقتل..

وشعار الأسد يستعمل الجيش لقتل شعبه بدل تحرير الجولان , ويستميت المعارضون لتصوير مشاهد مفبركة تصور جنودا من الحرس الجمهوري يمثلون بجثثهم في الحقيقة مقاتلون إسلاميون يرتدون زي الجيش فقط لغايات التصوير

 

كما ظهر في مجموعة جسر الشغور التي صورت تلك المشاهد ونكلت بجثث الأمن على أنهم مدنيون سويون كل ذلك من أجل إخراج مشاعر الناس من العدوانية تجاه إسرائيل نحو الحيادية تجاهها وكي يتراجع الإيمان بمشروع مواجهة إسرائيل الذي يحاول اللاعبون الرئيسيون المحركون لدمى المعارضة مثل هنري ليفي جعل مشروع قتال إسرائيل خاليا من المعنى الوطني وغير مدفوع بالوعي الجماعي لهذه المعركة أي سيصبح شعور الناس أن إسرائيل ليست القاتلة بل نظام الحكم السوري..

 

والإنسان لاستطيع أن يقاتل عدوه /إسرائيل/ إذا استؤصل منه هذا الشعور بالعدائية تجاهه ليحل محله شعور بالعدوانية نحو آخر..وهذا الآخر هو الجيش الوطني وحلفاؤه..

والملاحظ أن المعارضة تحاول باستماتة وخبث إقناع الناس أن حزب الله وجنودا إيرانيين يمارسون قتل المتظاهرين دعما للأسد بل وتعزز ذلك بإطلاق متظاهرين وشعارات ضد حسن نصر الله كما لو كان ضالعا في القتل..

 

والمراقب يلاحظ أن القوى العسكرية الرئيسية المرشحة لمواجهة إسرائيل هي السورية والإيرانية وحزب الله ولذلك لابد من إقناع الناس أن تحرف عدوانيتها من إسرائيل باتجاه ذه القوى الثلاث..

 

فليست هي الصدفة الإعلامية وحدها التي اختارت هذه القوى الثلاثة لتكون في مواجهة المتظاهرين..

فلماذا لم يتم اتهام ميليشيا أخرى تقمع السوريين؟؟ مثل الحزب القومي السوري  أو ميليشيا تيار التوحيد اللبناني لوئام وهاب أو تيار المردة لسليمان فرنجية أو جيش المهدي أو قوات الجبهة العامة لتحرير فلسطين /أحمد جبريل/ أو حتى حماس ...وهؤلاء كلهم حلفاء للأسد ..

 

والتفسير هو أن المطلوب تصوير الأزمة في سوريا على أنها طائفية بين العلويين (الشيعة) والسنة .

وكذلك لأن القوى العسكرية الرئيسية التي يجب تحويل غضب السوريين نحوها هي القوى التي تهدد إسرائيل فعليا وبجدية خطرة وباقي الحلفاء الصغار عسكريا لا داعي لإدخالهم في اللعبة النفسية لأن ذلك غير ضروري كما أنه قد يخرب الانطباع العام أنها تحالف شيعي ضد السنة أن انتزاع العدوانية تجاه إسرائيل مثلا هو بالضبط ما فعله فريق السادات بنجاح .

 

 ( أننا حاربنا في أكتوبر بدم أولادنا المصريين والذي حصل أن سعر النفط زاد بسبب الحرب فصار عرب الخليج أثرياء أكثر وترفهوا وأفسدوا على حساب دمنا..

ولما طلبنا بعد الحرب أن يساندونا اقتصاديا بعد التوسل والشحاتة \"كبس على نفسه ملك السعودية وأدانا 25 مليون دولار\" على عتبة الباب عندما ودعه السادات...الذي قال: (العرب باعوا دم ولادنا ب 25 مليون دولار ...إذا إحنا بنحارب ليه؟؟؟!!! )

 

وهنا وقعت القطيعة النفسية فرغم أن المصريين لم يتقبلوا إسرائيل فان مستوى عدائهم لها انتقل إلى مستوى اللاحرب فكيف يحاربون بدمهم فيما يتحول دمهم إلى رافعة لسعر النفط وتتدفق الثروة على العرب .

 

  العرب الآن أجدر بالعداء أو على الأقل لا دخل لنا بصراعهم مع إسرائيل وهذا لب القصيد من السلام مهما كان باردا..وحافظت إسرائيل بموجبه على حالة السلام التي تريد..

إنها نفس فكرة ترويج أن أسرة الأسد ومخلوف تسرق الشعب وتترفه على حسابه وهو يدفع الثمن والدم فلماذا يحارب السوري إسرائيل من أجل مجد هذه العائلة الفاسدة التي تقتل السوريين وتنكل بهم؟؟

 

والفكرة تلاقي استجابة من البسطاء لذلك تحاول إسرائيل عبر المعارضة السورية باستماتة استعمال السلاح بعنف وتصوير العنف والتباهي به على اليوتيوب لإجبار السلاح على الطرف  الآخر /الدولة السورية/ كي يفقد أعصابه ويقوم بحسم عنيف..يولد الشعور بالعدوانية ضد الدولة..

 

ولذلك نجد أن تحريك بعض الدبابات على أطراف  لفتح الطرقات وإفراغها من المسلحين استقبلته وكالات الأنباء الدولية باهتمام ووفرت التغطية الإعلامية السخية له وترك ممثلو المعارضة وحقوق الإنسان يمارسون التضخيم والتهويل والكذب والشحن من غير مقاطعة ولا حساب..وهنا امتنعت السلطات السورية عن الحسم السريع ولجأت الدولة إلى أسلوب الحسم بالقضم البطيء للمواقع المتمردة وأظهرت للمتمردين عزمها على استئصالهم بطريقة هادئة جراحية ناجحة جدا دون ارتكاب مذبحة مدنيين يستخدمهم السلفيون دروعا بشرية فتم قتل المقاتلين المتظرفين فيما بدأ الباقون بالفرار /كما حدث في جسر الشغور/ وهذا ما أرادته الدولة ..

 

إخلاء ناعما لإسقاط خيار الدعم الدولي لبؤرة ملتهبة عبر رفض اجتياح عاصف للجيش لها....

بعض السوريين يتصرفون بسذاجة ويعتقدون أن هيبة الدولة سقطت وأن حاجز الخوف سقط فيما أن الدولة قادرة على استرداد هذه الهيبة خلال 3 أيام عنيفة ..

 

ولكن هذا ليس خيارها بل خيارها القضم البطيء القاطع وأن يتشقق التمرد ويتآكل كما بدأ ثوار ليبيا يأكلون بعضهم حيث بدأت الوليمة بعبد الفتاح يونس قائد الربيع الليبي..وهي -أي الدولة- تدرك أن قادة المعارضة تواقون لرؤية مجزرة جديدة تزيد من الشرخ بين السلطة والناس الذين في غالبيتهم حافظوا على ولائهم للرئيس وانحيازهم لوجود الدولة القوية..

 

وقادة المعارضة مشدوهون من موقف الدولة من حماة ومشاغبيها ومحاولة السفير الأميركي استفزاز السلطة وإعطاء المشاغبين شعورا مطلقا بالغطاء الواقي الأمريكي لتحركهم وبلطجتهم وتحديهم للدولة ليمعنوا في الاستفزاز لاستدراج الدولة إلى معركة عنيفة منتهية لصالحها سلفا لكن تبدأ منها الشروخ .. وهذا لن يحصل

 

2011-08-14
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد