من المفارقات العجيبة الغريبة التي نسمع بها نحن السوريون منذ أشهر هي أن نجد أشخاصاً ينصحون ويوجهون وهم في الحقيقة موجهون عبر أجهزة الريموت كنترول الموجودة في البيت الأبيض وألا بماذا نفسر تلك التصريحات والنصائح التي جاءت بعد ساعات قليلة من تصريح كلينتون حول التنسيق مع دول عربية للضغط على سوريا.

وبما أن الأقربون أولى بالمعروف سوف أذكر جملة من المفارقات على شكل بنود ولعل أبرزها:

 1-     نصيحة الملك عبد الله بن عبد العزيز أل سعود للمسؤولين السوريين والتي تحثهم على الحكمة وتحكيم العقل وسحب الجيش والأمن من المناطق التي يوجد فيها مسلحين يروّعون الناس متناسياً وعن قصد ثلاث قضايا وهي:

          الأولى: وجود تنظيمات مسلحة إرهابية تقتل وتخرّب و... الخ وتقطع أوصال  عناصر الجيش والأمن والمواطنين الأبرياء و كذلك الطرق في المدن والقرى.

          والثانية هي: في نفس الوقت الذي يسدي فيه النصائح نجد جيشه يقمع مظاهرات سلمية على أرض دولة أخرى لم نر فيها حتى سكيناً واحدة تحت مسمى  ( درع الجزيرة).

          أما الثالثة وهي الأهم : أن جلالته نصح بتطبيق الإصلاحات فوراً في الوقت الذي تصنف فيه بلاد الملك في الدرك الأسفل من السلم الديمقراطي حيث لا حزب ولا نقابة ولا منظمة ولا انتخابات ولا حتى امرأة تقود السيارة ولا امرأة مسموح لها حق الانتخاب والترشح للمجالس البلدية , كما نجد بلاد الملك مرتهنة من بابها إلى محرابها لأسرة جلالته من الديوان الملكي  إلى الوزارات والقضاة وحتى أندية كرة القدم !!!!؟

2-     البحرين تستدعي سفيرها من دمشق للتشاور!!!؟

في الوقت الذي يقتل فيه الشعب البحريني ويطرد المواطنين من وظائفهم , علماً أن البحرين لم تطبق أياً من الإصلاحات التي طالب بها المتظاهرين بينما نجد أن القيادة السورية قد حققت المطالب وزيادة عليها أمور لم تكن تخطر على بال المتظاهرين,فكيف للبحرين إذاً أن تقوم بمثل هذا التصرف وهي تعيش حالة من الغليان الغير مسبوق .... فعلاً إن لم تستحِ فافعل ما شئت !!!؟.

3-     قطر والجزيرة تقفان إلى جانب الشعب السوري!!!؟

لعله من الأمور الطريفة هو أن تسمع بأن حمد بن خليفة الذي غدر بوالده وأخرج له تقرير طبي على الطريقة الهوليودية يدينه بالجنون وطرده من قطر وجعله يعيش على تبرعات الجمعيات الخيرية, وجاء بالقواعد العسكرية الأمريكية ( السيلية , العديد) التي انطلقت منها الطائرات الأمريكية لقتل الشعب العراقي , هذا بالإضافة إلى أنه يضع ثلاثة من أولاده والعديد من أفراد أسرة أل ثاني تحت الإقامة الجبرية وهو أيضاً من أخذ كلية ابنته من دون موافقتها وتحت الضغط كونه يعاني من فشل كلوي كما هو حال فشله السياسي, والأهم من ذلك هو أنه يترأس الهرم في ما يسمى بـ (دولة قطر) التي هي جزء من مشيخة البحرين لكن أل ثاني انقلبوا على أل خليفة واستقلوا عنهم بمساعدة الأم الحنون بريطانيا, وبعد كل ذلك نجد أن الجزيرة تنتقد كل شيء إلا قطر وكأن قطر تعرف كلمات مثل (حزب – منظمة – نقابة – انتخاب – ترشيح – صحافة حرة....) مع الأخذ بعين الاعتبار وجود طائرات قطرية تساعد دول الناتو في قصف الشعب الليبي الطيب الأعزل وقبل كل ذلك الشقيق!!!؟.

4-     ياسر عبد ربه المسؤول الإعلامي في منظمة التحرير الفلسطينية ينتقد ما أسماه (قصف) مخيم الرمل الجنوبي , الأمر الذي نفته سوريا جملة وتفصيلاً وبشهادة من أهله , إذ كان من الأجدى بـ (عبد كلينتون) أن يدين القصف الصهيوني اليومي لقطاع غزة!!!؟.

5-     أردوغان ينصح وأوغلو ينضح!!!؟

في الوقت الذي تصرح فيه الحكومة التركية بحرصها على حقوق الإنسان في سوريا نجد أن الحكومة التركية تخوض عمليات عسكرية وأمنية واسعة النطاق في جنوب شرق تركيا بحق المواطنين الأكراد حتى أن الأمر يصل بالقيادة التركية إلى ملاحقتهم إلى أراضي الدول المجاورة كما فعلت في العراق , فكيف لتركيا أن تنصح وتهدد في حال عدم تطبيق النصائح وهي وريثة امبراطورية دخلت التاريخ وكتاب غينس للأرقام القياسية من باب اختراع الخازوق  والتخلف والجهل!!!؟.

6-     الآن جوبيه وزير خارجية فرنسا يستفزه صدور قانون الأحزاب في سوريا!!!؟

فلو أن القانون لم يصدر لكان جوبيه صباح مساء يطالب بصدوره وبتعددية حزبية في سوريا, في الوقت الذي نجد فيه معلمه ساركوزي الأمريكي يطالب بالإصلاحات والحقوق للشعب السوري وهو من أصدر منذ اليوم الأول لتوليه سدة الحكم في فرنسا زيادة على راتبه الشخصي فقط دون عامة الشعب الفرنسي وهو من ضرب زوجته (طليقته) سيسيليا في الشارع على مرأى من الناس وحرمها من النفقة , أليس من الأفضل له أن يعطي زوجته حقوقها (يلي ما فيه خير لأهلو ما فيه خير للناس) وهو العنصري الذي قمع المهاجرين بعنف غير مسبوق في فرنسا عندما كان وزير داخلية في عهد جاك شيراك !!!؟.

7-     وليم هيغ وزير خارجية بريطانيا وعد بلفور يصرح بأن الرئيس الأسد يفقد بسرعة ما تبقى له من شرعية!!!؟

بصراحة إنه لشيء مضحك أن نسمع مثل هذه التصريحات التي لا تخرج إلا عن البلهاء الذين فقدوا أدنى درجات صوابهم, فأنا مواطن سوري درست العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة ولم أسمع في حياتي قط بأن الشرعية تجزّأ وتصرف كما لو أنها رصيد بنكي هذا من جهة, أما من جهة أخرى أستغرب من خوّل هذا المأفون من الدرجة مليون بحجب الشرعية ومنحها لمن يريد وكأن هيغ هذا يريد العودة بنا إلى العصور الوسطى حيث كان البابا يمنح صكوك الغفران لمن يريد مقابل مصالح مادية أو معنوية!!!.

ألم يرى هذا المعتوه المأفون ملايين الشعب السوري بشيبها وشبابها كيف خرجت إلى الشوارع لتعبر عن تأييدها لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس بشار الأسد؟.

8-     أمريكا ترعى مصالح الشعوب وحقوقها!!!؟

هل يعقل لدولة قتلت مليوني عراقي وهجّرت ضعفهم وسجنت ربعهم ويتّمت خمسهم هذا بالإضافة إلى جرائمها بحق المدنيين الأفغان وطائراتها التي تقصف باكستان وهي نفسها من ترعى قتل العرب في فلسطين وليبيا بعد أن أقامت حضارتها على أنقاض جثث عشرات الملايين من الهنود الحمر, بالإضافة إلى ذلك هي حليفة لأكثر الأنظمة توليتارية وشمولية عرفها التاريخ المعاصر.. بعد كل ذلك هل يحق لها الكلام عن حريات وحقوق وإصلاحات؟؟؟.

وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول  كما يقول توفيق أبو قعقور(باسم ياخور) زوجها لـ نفجة(ضحى الدبس) في المسلسل السوري " الخربة": افتحوا قوس (    مليون إشارة تعجّب !!!!!!!!!...                         

عشرة ملايين إشارة استفهام ؟؟؟؟؟؟؟؟.....   لسهه سكّروا القوس )....