news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الماركسية والدين ... بقلم : النور

نظمت اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي لسوري (الموحد) بدمشق، لقاءً مساء 17/7/2011 حضره حشد من كادر المنظمة، وقدم فيه الرفيق محمد أمين أبو جوهر عضو اللجنة المنطقية، مسؤول المكتب الفكري المنطقي محاضرة بعنوان: الماركسية والدين.  


تمهيد:                                                     

حاول الإنسان وسيحاول دائما ً وأبداً معرفة ما يحيط به وتفسير ما يجري حوله ومعرفة أسبابه.

و لا مبالغة في القول إن الدين رافق الإنسان منذ وجوده على هذه الأرض, فقد عبد الإنسان ظواهر الطبيعة، كالقمر والشمس والبرق والرعد والمطر، وعبد بعض الحيوانات كالبقر وبعض   الحشرات كالخنافس.

 

و من أبرز آلهة منطقتنا: عشتار وحدد وبعل.                

وبخط موازٍ لوجود الدين ظهر خط آخر لا يقر ولا يعترف بتلك الأديان أو الآلهة, ويستمر وجود هذين الخطين إلى يومنا هذا.                     

    

الأديان والمذاهب في سورية:

 إنها: الإسلام, والمسيحية, واليهودية، واليزيدية (الأزيدية), وعبادة الشمس, والمرشدية, والبهائية, والأحمدية (القاديانية), وشهود يهوه.                        

 

  تتوزع تلك الأديان على مذاهب عديدة، وللعلم فإن البهائية وشهود يهوه ممنوعتان في سورية.

قال علي بن أبي طالب: هَلَكَ فيّ اثنان: مبغضٌ قالٍ، ومحب مغالٍ! (المبغض القالي هو الكاره بشدة، والمحب المغالي هو من يصل به الأمر إلى درجة تأليه علي بن أبي طالب).

 

ماركس وإنجلس:

أجاب البيان الشيوعي الصادر عام 1847 على الموقف من الدين قائلاً: عندما تتغير معيشة الإنسان تتغير أفكاره.

رأى ماركس في الدين اليهودي: (أن المال هو إله إسرائيل المطماع، ويعتقد اليهود أنه لا ينبغي معه لأي إله أن يعيش. إن المال يخفض جميع آلهة البشر ويجعلهم سلعاً). (ماركس والمسألة اليهودية - ترجمة محمد عيتاني - ص 3) .

 

وتابع ماركس قائلاً: (إن التحرير السياسي لليهودي وللمسيحي، وبتعبير موجز للإنسان الديني، إنما هو تحرير الدولة من اليهودية والمسيحية ومن الدين بصورة عامة. والدولة - في شكلها الخاص وفي النمط الخاص بجوهرها وبوصفها دولة - تتحرر من الدين بتحررها من دين الدولة,يعني بعدم اعترافها بأي دين، وإنما بتأكيدها ذاتها على نحو محض وبوصفها دولة فقط .

 

إن التحرر السياسي من الدين ليس هو التحرر بصورة مطلقة وكلية من الدين، ذلك لأن التحرر السياسي ليس هو النمط المطلق الكلي للتحرر البشري) (المصدر السابق- ص 18 - 17).

 

إن الفلسفة المادية الديالكتيكية هي أحد المكونات الثلاثة للنظرية الماركسية- اللينينية، وترى أن الفهم الصحيح للعالم يتم بمعرفة ما هو موجود في العالم دون إضافة أي شيء غريب عنه ، وترى أن وحدة العالم تقوم على ماديته .

وكتب لينين: (إن المبادئ لا تكون صحيحة إلا بقدر ما تتطابق مع الطبيعة والتاريخ). (المادية ومذهب النقد التجريبي - لينين - المجلد 4 ص 45 - دار التقدم موسكو 1978).

 

جاء في المعجم الفلسفي: (يتسم الحس الديني بالازدواجية: فهو من جهة يعبر عن ضعف الإنسان وعجزه وجزعه, وهو من جهة أخرى شعور بالأمل وبالاتكال يتحول أحياناً إلى لون من النشوة والعصبية الدينية). ويتابع المعجم قائلاً: (شكل الإيمان بعالم الغيب محور كل دين ولبه. ويظهر الدين حصيلة عجز الإنسان في مواجهة القوى الطبيعية والاجتماعية الغاشمة التي تضطهده). (ص227-228).

 

يمارس المتدينون شعائر وطقوساً معينة يتقربون بها إلى الله، ومن الطبيعي أن الماركسيين لا يحاربون ذلك، إنما الحرب الحقيقية جرت وتجري بينهم كمتدينين من جهة، أو أنهم يشنون حرباً لا هوادة فيها ضد منتقديهم ومعارضيهم وحتى ضد من يكتشف قوانين علمية.

 

ففي السعودية يقولون حتى اليوم: إن الأرض تدور، بعون الله,  والجميع يعرف قصة هارفي العالم البريطاني الذي حرقته الكنيسة حياً عندما أعلن اكتشافه للدورة الدموية. و في تاريخنا العربي الإسلامي أمثلة كثيرة عن قتل العديد من العلماء والمفكرين الذين قالوا بحرية الإنسان واختياره وقدرته على صنع أفعاله (غيلان الدمشقي, والجعد بن درهم, والحلاج, وعمر المقصوص....).

 

لم تكن الماركسية أول من دعا إلى فصل الدين عن الدولة, بل سبقها إلى ذلك قوى وحركات كثيرة عبر التاريخ، ففي (لغش) في العراق صادر أوركاجينا أراضي المعابد ووزعها على الفلاحين مجاناً.

و بعد عشرين سنة استطاع الكهنة بتحالفهم مع ملوك آخرين من القضاء  على أوركاجينا وإصلاحاته.

أقام القرامطة قبل نحو 1000 عام دولة في شبه الجزيرة العربية، لم يقوموا ببناء المساجد في بلادهم ولكنهم لم يمنعوا بناءها, كما أنهم لم يهتموا بالطقوس الدينية, استمرت هذه الدولة لمئتي سنة.

 

قامت الثورة الفرنسية سنة 1789، وفصلت الكنيسة عن الدولة، وقامت بمثل هذا العمل الغالبية العظمى من الدول البرجوازية والرأسمالية.

طبعاً ترى الماركسية أن كل إنجاز يحرزه شعب ما هو مكسب لسائر البشرية.

عمل الظالمون في كل التاريخ على تسخير الدين وخلق بعض الجماعات المتعصبة دينياً لخدمة مصالحهم. ففي أيامنا هذه نرى من هؤلاء جماعات عديدة، منها الإخوان المسلمون، وحزب التحرير الإسلامي، والوهابيون، والقاعدة, والتكفير والهجرة..إلخ.

 

يوجد للإخوان المسلمين مركز قيادي واحد ومصدر مالي موحد (بنك التقوى في جزيرة الباهاما في الولايات المتحدة الأمريكية)

وعملوا ويعملون على إقامة دولة لهم في مصر وفي سورية وفي الجزائر، ونجحوا في استلام الحكم في السودان.

أجدادنا الثوريون والدين:

 

قال علي بن أبي طالب: (القرآن خط مسطور بين دفتين, لا ينطق بلسان, ولابد له من ترجمان, وإنما ينطق عنه الرجال).

 

طبعاً إن المقصود بالرجال,هم الناس,وهم أصحاب مصالح متعارضة, ومتناقضة, وبإيجاز يمكن تقسيمهم إلى ظالمين ومظلومين.

و لما كان جوهر الأديان هو العدالة الاجتماعية, فهذا يؤكد انحيازه إلى المحرومين والمقهورين.

جاء في القرآن الكريم: (و أن ليس للإنسان إلا ما سعى) (النجم/ 39), وقوله: (و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً).(الإسراء/16).

 

وتكرر قوله تعالى في آيات عديدة خاطب فيها الأنبياء, والمرسلين, والمؤمنين, والناس كافة, بالقول: (كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله..) (البقرة/ 172).

 

وجاء في الأحاديث النبوية: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده في الملبس والمأكل والمسكن).

و جاء في الإنجيل: (أن يدخل الجمل في سم الخياط, أسهل من أن يدخل غني ملكوت السماء).

اعتمد أجدادنا الثوريون العقل, والمنطق, والتأويل في تفسير القران الكريم والأحاديث النبوية, ومصالح المنتجين, والكادحين..... كل ذلك لمقارعة المتزمتين والظلاميين.

 

خاتمة:

يتبين من كل ما سبق, أن الماركسية تتخذ موقفاً معادياً, من الجماعات الدينية المسيسة, وبخاصة من تلك الجماعات التي تتعاون مع أعداء الوطن والشعب وفي مقدمتها: الولايات المتحدة الأمريكية, وإسرائيل.

أعقب المحاضرة نقاش جاد ساهم فيه عدد كبير من الرفاق.

2011-09-16
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد