قيل لأبيها: إنّ ابنتك تذهب كل ليلة إلى الغدير لتلتقي هناك بشابٍّ يحبُّها، فاستشاطَ الأبُ غضباً، وصرخَ بأولاده الفرسان الثلاثة: إن سيوفكم سترتوي الليلة، وموعدُنا الغدير بعد حلول الظلام.
وفي جنح الظلام تسرَّبت الحسناءُ إلى الغدير على حصانها الأبيض، فجلست وحبيبها المنتظر على ربوة، وراحا يتجاذبان أطراف الأحاديث والأشعار، ولا علم لهما بأن أباها وإخوتها الثلاثة بأسفل الربوة، يسمعان كلّ حرف، ومضيا في أحاديثهما الجميلة..
حتى قال الشاب لحبيبته: أعطني قُبلة يا حلوتي، فقالت له: يا ابن الكرام صار لنا دهرٌ طويل نجتمع في هذا المكان على الشرف والطهر، والآن تدعوني إلى الغلط؟! فقال لها: والله يا بنة الكرام كنت أجرّبك، ولو قبلت بذلك لقطعت رأسك بسيفي هذا.
فما كان من والد الفتاة إلّا أن ينصرفَ بصمت وأن يومئ لأولاده بأن يتبعوه بصمت وأن يخلوا بين الحبيبين.