news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
آلة الزمن والربيع العربي ... بقلم : مندهش الفكشة

بسم الله الرحمن الرحيم


أنا إنسان أعاني من مرض يسمى حساسية الربيع , فمع بداية الربيع العربي وما حل بي من إحتقان وأعراض تحسسية قررت أن أركب آلة الزمن للهروب من هذا الربيع والذهاب إلى فصل يناسبني أكثر من هذا الفصل  

 

استعنت بالله وامتطيت آلة الزمن المصنوعة محليا ( يعني صناعة وطنية ) وشرعت بضبط معايير الآلة على الزمن الذي أريد ولم أكن على دراية جيدة بقيادة هذه الآلة ( يعني ماني شوفير محنك ) ولكن كما يقولون   بنفد حالي/ بدأت بإدارة محرك الآلة وقلت بسم الله وانطلقت وما هي إلا لحظات حتى وصلت إلى زمن غير الزمن الذي كنت فيه فأطفأت محرك الآلة ووضعت المكابح ( شديت فرام الإيد ) لاحظت أن الآلة لم تكن معايرتها صحيحة كما ينبغي وترجلت من الآلة ورحت أتجول في المكان والزمان الذي قادتني إليه تلك الآلة وكانت المفاجأة الكبيرة لي أن وجدت نفسي في نفس الفصل الذي هربت منه ولكنه في الماضي هل تعرفون متى إنها أيام الثورة العربية الكبرى على الخلافة العثمانية التي فسدت ( الاحتلال العثماني كما يحلو للبعض أن يقول ) وهنا شعرت بالإحباط فقلت في نفسي: أيعقل أن أهرب من ربيع إلى ربيع ولكن لعل هذا الربيع الذي في الزمن الماضي أقل إزعاجاً لي مما كنت فيه فشرعت بالمقارنة بين الربيعين لعلي أفضل أحدهما على الآخر فعلى ما يبدو لي أن الربيع كتب علي فبت أضع عناصر المقارنة التالية:

 

1-      إن الثورة العربية التي قادها الشريف حسين كان يدعمها الغرب وخصوصاً أوربة ( وكافة دول الاستعمار ) ضد الدولة العثمانية بينما الربيع العربي تدعمه أوروبة ( وكافة دول الاستعمار ) ضد العرب أنفسهم ( يعني فرق تسد ).

 

2-      إن الدول الاستعمارية كانت تمد الثوار العرب بالسلاح لتساعدهم على التخلص من نير الإستعمار العثماني وتسلطه على مقدراتهم بينما الدول الاستعمارية تمد جماعة الربيع العربي بالسلاح لتساعدهم على التخلص من  إخوانهم وقادتهم وعلمائهم لأنهم  فاسدين.

 

3-      إن من أهم ما ساعد الدول الإستعمارية للترويج لفكرة الحرية و التحرر هو فساد الدولة العثمانية في أخر أيامها بينما إن من أهم ما ساعد الدول الإستعمارية للترويج لفكرة الحرية و التحرر في زمننا هذا هو فسادنا على المستوى الشخصي إضافة للفساد العام ( يعني انتشر الفساد بالبر والبحر بما كسبت أيدي الناس ).

 

4-      ان ما كان يخطط له المستعمر من مساعدة العرب على التحرر من العثمانيين هو تقسيمهم وشرذمتهم ووضع الوصاية عليهم ليمتص خيراتهم بينما إن ما يخطط له المستعمر اليوم من دعم الربيع العربي هو الإكمال على ما بدأه وذلك يتم بتقسيم المقسم وإعادة وضع اليد على ما قد تحرر من أيديهم .

 

5-       إن دول الإستعمار كانت توحي للعرب أنها تساعدهم بينما في نفس الوقت كانوا يعقدون في الخفاء إتفاقية ( سايكس – بيكو) بينما المستعمرون الآن يعدون الشباب العربي بالحرية والرفاهية ورغد العيش وهم يعقدون في الخفاء أتفاقية مضمونها ( لن يقوم للعرب قائمة بعد اليوم ) .

 

بعد هذه المقارنات بدأت أعراض الحساسية الربيعية تتفاقم لدي فقررت ان أوقف المقارنة وتبين لي أن الربيع ربيع في كل زمان وكل مكان ولا فائدة من الهروب ولكن الفائدة تكمن في تحسين المناعة وتناول دواء الحساسية فليس من المعقول أن نكون قد صنعنا آلة الزمن ولم نتمكن من تحضير دواء للحساسية .

 

ملاحظة : المقالة مشفرة تشفير خفيف يعني لا تحتاج إلا لإنسان عاقل حتى يفك تشفيرها ( عاقل وليس عبقري ).

 

 

والله من وراء القصد

 

2011-10-08
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد