news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
ترقق العظام.. مرض العصر بقلم : ريما الزغيّر

موضوع طبي


ترقق العظام هو ما كان يسمى سابقاً :"تخلخل العظام"، وهو ظاهرة مرضية، وليس مرضاً بحد ذاته. كثر حديث الناس عنه في السنوات الأخيرة، وأسباب ذلك كثيرة منها الوعي والثقافة العامة من جهة، بالإضافة لكثرة انتشاره بسبب ما يعيش به الناس من رفاهية ووسائل نقل حديثة وقلة الحركة إضافة لزيادة معدلات الأعمار عند الناس والتي "تصل في بعض المجتمعات إلى 84 سنة" وخاصة في المجتمعات المتحضّرة وفي العرق الأبيض بالذات.

 

الدكتور محمد ضيغم المفتي - اختصاصي جراحة العظام والمفاصل- العمود الفقري وخياطة الأعصاب- الروماتيزم وتأهيل المعوقين- مجاز الكلية الملكية البريطانية- لندن- يوضح أن المقصود بـ"ترقق العظام" هو نقص كتلة العظم في الجسم بسبب نقص كثافته وتراجع مقدار الكالسيوم وإلى حد ما الفوسفور في العظم ما ينتج عنه ضعف بنية العظم وانخفاض مقاومته للوزن أو الثقل أو الرضوض وما يسببه من ألم في المناطق التي تتحمّل هذا الوزن وما يسببه لاحقاً من كسور قد تمر بشكل عفوي ودونما أعراض واضحة كما في انهدام الفقرات عند المسنين أي "نقص ارتفاعها.

 

أسباب المرض:

أما عن أسباب هذه الظاهرة المرضية فيقول: "إذا استثنينا ظاهرة "ترقق العظام" كعارض مرافق للاضطرابات الغددية "الغدة الدرقية، غدة مجاورات الدرق والغدة النخامية" فإن أهم الأسباب لحدوث "ترقق العظام" هو نقص تناول الكالسيوم في السنين الأولى من العمر وفي مرحلة البلوغ كما أن كثرة تكرار الحمل والولادات وسن اليأس عند المرأة وما يرافقه من اضطرابات هرمونية ونقص الهرمونات النسائية "الأسرتوجين" كلها تسبب "ترقق العظام" ولا ننسى أن الميل إلى عدم الحركة وللراحة وعدم مزاولة التمارين الرياضية يسبب نقصاً في كتلة العظم وأكبر مثال على ذلك أن استلقاء أي شخص لمدة أسبوع في السرير يسبب له نقصاً في كتلة العظم بنسبة 1%. وهناك أسباب تساعد أو تسرّع "ترقق العظام" مثل الإكثار من الكحول والتدخين وشرب المياه الغازية التي تحتوي على الكافيين ونقص تناول الكالسيوم الموجود في "الحليب ومشتقاته" بالإضافة للبيض والأسماك بأنواعهما".

 

من هم المرشحون للإصابة بترقق العظام؟ وما هي علامات البدء بظهور هذا المرض؟

من علامات ترقق العظام التعرّض إلى كسر ورك "عنق الفخذ" بعد رض خفيف ويرشح للترقق من خضع لمعالجة مديدة وربما غير مراقبة بالأدوية الستيروئيدية "الكورتيزون ومشتقاته" لفترة 6 أشهر أو أكثر والذين يشربون الكحول بشكل مفرط أو يدخنون أكثر من 20 سيجارة في اليوم كما علينا ألا ننسى أن المصابين ببعض الأمراض العظمية تتظاهر لديهم عوارض الإسهال المزمن مثل "المرض الزلاقي" وغيره وقد يكونون مهيئين للإصابة بـ"ترقق العظام". وبالنسبة للنساء نقول إنه إذا حدث سن اليأس قبل عمر 45 سنة أو صادف توقف العادة الشهرية لمدة سنة أو أكثر لأسباب غير الحمل وسن اليأس فهن معرضات للإصابة بـ"ترقق العظام" بينما الرجال المرشحون للإصابة بهذا المرض هم الذين يعانون من عجز جنسي أو نسبة منخفضة من هرمون "التستوسترون" ومن المهم ذكره في هذا المجال أن "ترقق العظام" يصيب امرأة من كل ثلاث نساء ورجلاً من كل خمسة رجال بعد سن الخمسين.

 

أما عن الأعراض فقد أوضح الدكتور "ضيغم" أنها كالتالي: " قد يصاب الإنسان بـ"ترقق العظام" ولا ينتبه لذلك وقد تتظاهر الأعراض بألم في العمود الفقري والورك وبأعراض تعب ولكن العلامة الظاهرة المزعجة والكارثية من العوارض هي كسر عنق الفخذ بعد رض خفيف مثل هذا الكسر قد أصبح كثير الحدوث مع زيادة الأعمار عند الناس وهو يقدر بـ 300.000 حالة سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية، أما المناطق الثانية المرشحة للكسر في جسم الإنسان فهي "الفقرات"، وتكون على شكل "كسور انهدامية" أو كسر المعصم "النهاية البعيدة للكعبرة" بعد رض خفيف وهذا يمكن معالجته بتثبيت الجبس لمدة 4 -6 أسابيع بعد التخدير بينما "كسر الورك" يحتاج إلى مداخلة جراحية كبيرة ونصف المرضى بعد هذه الإصابة يحتاجون إلى عكاز وربعهم إحصائياً لا يستطيعون المشي إلا بصعوبة كما أن هناك نسبة وفاة خلال السنة الأولى من الإصابة بالمرض تقدر بـ 10% وإذا رجعنا إلى كسور الفقرات فهي قد تحدث بعد حمل ثقل أو انحناء شديد أو سقوط على الحوض وتؤدي إلى آلام شديدة مع إعاقة شديدة في الحياة اليومية وتؤدي مع تكرار كسور الفقرات إلى قصر في القامة قد يصل إلى 4سم".

 

التشخيص:

يقول د. ضيغم: "يتم بجهاز قياس كثافة العظم ويجب أن يكون هذا الجهاز من النوع الجيد ويفضّل أن يشمل الفحص كامل الجسم وخاصة الفقرات، الورك والمعصم، ولا يحتاج لوقت أكثر من 5-10 دقائق ودونما أي إزعاج".

 

العلاج:

"العلاج بداية وقائي يعتمد على تغذية جيدة غنية بالبروتينات والخضار الخضراء والمكسرات بالإضافة إلى الكالسيوم حيث يحتاج الإنسان لمقادير تتراوح بين 500 ملغ يومياً من 1 إلى 3 سنوات و 1000 ملغ في الثلاثينيات من العمر، و 1200 ملغ بعد سن الخمسين وهناك حاجة أيضاً إلى تناول معادن مثل الفوسفور والمغنزيوم والبوتاسيوم وممارسة الرياضة وتقوية العضلات لأنها تحافظ على قوة العظم والتوازن وتخفف من كسوره مع أهمية التعرّض لأشعة الشمس صباحاً نحو ربع ساعة في اليوم. أما العلاج الدوائي فيكون هرمونياً حسب جنس المريض وحاجته، إن كان عنده ثمة قصور هرموني، هذا بالإضافة إلى تناول كميات مناسبة من "فيتامين د" الذي يمكن إعطاؤه عن طريق الحقن أو عن طريق الفم وهو يتوفر بكميات جيدة في زيت السمك والسلمون وغيرها، إضافة إلى أدوية يصفها الطبيب مثل الباي فوسفونات أو الكالسيتونين".

2011-10-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد