news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
النقش والطَّرة في مسيرة أهل مرّة .. بقلم : باسم عبدو

قرر النظام الثيوقراطي في السعودية أخيراً منح المرأة السعودية شرف الترشح لمجلس الشورى، ولكن في عام ،2015 قبل أن يسمح لها بقيادة السيارة، أو بتأبّط ذراع زوجها والتنزه معاً في حديقة عامة مثلاً. وقبل أن يسمح للأستاذ الجامعي أن يقدم محاضرته في قاعة بجامعة البنات، بدلاً من أن يجلس وحيداً في (منفردة) وعبر الشاشة يلقي محاضرته (لا يُرى ولا يَرى).. هذه سياسة (الكشاتبين) أو سياسة (النقش  والطرة في شعاب أهل مُرّة..). ويدعي هؤلاء الساسة وأصحاب الفراسة، أنهم يبشّرون بالديمقراطية.. والقضية الأخرى المثيرة للتساؤل، أن البرلمان التركي في جلسته قبل أيام، وبعد عودة أردوغان من رحلة التبشير بالسلام، والدفاع عن الشعوب المقهورة، وضع على جدول أعماله مناقشة (السماح للمرأة التركية بارتداء البنطال..!).. لماذا تأخر حزب العدالة في اتخاذ مثل هذه القرارات؟


الخبر المفرح الذي نشر في الصحف بخط أحمر، عودة النواب الأكراد من (حزب السلام والديمقراطية) إلى البرلمان بعد احتجاجهم على إبعاد خمسة من زملائهم، وحرمانهم من تسلّم مناصبهم، بذريعة سجنهم على ذمة قضايا لم تبت بها المحكمة، فأدوا القسم الدستوري. والمشهد الدرامي أو الحلم في المنام في بلاد الأمان والاطمئنان، أن النائبة (ليلى زانا) التي قبعت في زنزانة مدة عشر سنوات، لأنها في دورة برلمانية سابقة أدت القسم الدستوري باللغة الكردية.. لغتها القومية. وعندما انتهت مدة السجن وعادت إلى البرلمان، أدت القسم هذه المرة باللغة التركية. ومن شطارتها وهي (ابنة القضية)، ومن خوفها أن تُنْعت بالانتهازية والوصولية، وكيلا يقولوا إنها عادت تائبة، أبدلت كلمة (الشعب التركي) أثناء القسم بـ (الدولة التركية).

 

مفارقات عجائبية وغرائبية في بلاد (الديمقراطيات) الأعجمية والعربية، التي تدافع عن المواطنة في سورية، وعن (الثورات المسلحة بالإيمان). ففي جسر (بروكلين) في نيويورك تظاهر الأمريكيون احتجاجاً على تبعات الأزمة الاقتصادية، التي أدت إلى التسريح من العمل، وازدياد عدد العاطلين. وجرى اعتقال أكثر من 1000 شخص منهم، بذريعة تعطيلهم حركة السير على جسر بروكلين، وبسبب فوضويتهم. واعتصم متظاهرون آخرون في منطقة (ليبرتي) في (حي المال) لمدة أسبوعين تحت شعار (لنحتلّ وول ستريت). ونشر على الإنترنت (نحن من كل الأعراق والأجناس والمعتقدات.. نحن الغالبية.. نحن نشكل 99 في المئة، ولا نريد أن نبقى صامتين..). وتدل هذه التظاهرات أن المحتجين لهم مطالب مشروعة، وليسوا من الفوضويين والمتسكعين، كما تدّعي الإدارة الأمريكية. وقام البوليس برشهم بالفلفل.. أما المتظاهرون فقالوا (يا ليتهم رشونا بالماء..!). وأوقف أربعة وعشرون شخصاً في بوسطن، في تظاهرة أمام مصرف (بنك أوف أمريكا). وصرح الناطق باسم المتظاهرين، الذين احتلوا ساحة في وسط (وول ستريت) في نيويورك، أن المتظاهرين يمثلون نقابات ومعلمين وطلاباً وعائلات وعاطلين من العمل.

 

هذه نماذج من دول (الديمقراطيات).. واحدة تُحرم على المرأة قيادة السيارة، وواحدة تدَّعي (العلمانية) منذ عام ،1923 ولكن برلمانها يناقش ارتداء المرأة البنطال.. وثالثة ترش الفلفل على المتظاهرين، والغاز المسيل للدموع.

 

إن حركة (وول ستريت) تخيّم منذ أربعة أسابيع، ويزداد قمع المتظاهرين، خاصة من السود الذين يحتلون الصفوف الأمامية.. ويطالبون بإسقاط النظام الرأسمالي..!

 

وليس من باب النكتة أو التهكّم والسخرية، أن المحللين السياسيين يرون أن المتظاهرين في المدن الأمريكية استفادوا من التجربة المصرية في التمركز بساحة محددة، ونصب الخيم وإمداد المعتصمين بالطعام والشراب. وأن البوليس المخصص لمكافحة الشغب، استفاد من دروس قمع الأنظمة العربية، وكأن الرأسمالية المتوحشة تدعو إلى السلام و(اللحمسة) على خدود السود والبيض..!.

2011-10-16
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد