news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
قطار الأزمة وعرب اليوم..! ... بقلم : باسم عبدو

يتسابق أقطاب المعارضة في الداخل والخارج، في التحليل والتفسير وتقديم الاقتراحات وتوزيعها في المحطات العربية والإقليمية والأممية


انطلاقاً من مركز الحدث ومركز الأزمة الرئيسي، ومحاولة ربط هذا المركز بمؤسستين هما جامعة الدول العربية ومجلس الأمن، على أساس أن قرارات إدانة سورية تصدر منهما، تحت حجة حماية المدنيين من قمع النظام، وتجاهل كل ما يجري من عمليات الاعتداء على المواطنين وخطفهم وقتلهم، خاصة الهجوم الأخير على المخابرات الجوية، الذي يشير إلى بداية حرب أهلية.

 

لقد وافقت الحكومة السورية على المبادرة العربية، وعلى إرسال مراقبين إلى سورية، وطالبت ببعض التعديلات على ما يسمى بـ (البروتوكول) المقدم من الجامعة العربية. ومن يتمعَّن ويدقق في قراءة البيان الختامي للاجتماع الوزاري في الرباط، يشم رائحة تهديدات مبطَّنة من وزير خارجية قطر، الذي ينفذ أجندة خارجية.فهناك دعوة تقدمت بها فرنسا وألمانيا وبريطانيا والنمسا، بموافقة بعض الدول العربية منها (قطر، السعودية، الكويت، الإمارات العربية..) للتصويت قريباً في الجمعية العامة على مشروع قرار يدين سورية.

 

لقد  تعددت المواقف بعد اجتماع (الرباط). فالموقف الروسي أكده وزير الخارجية سيرغي لافروف إذ قال (إن الهجوم الذي شنَّه منشقون من الجيش السوري على مجمَّع للمخابرات أشبه بحرب أهلية. ودعا مجدداً إلى إجراء محادثات بين الحكومة والمعارضة في مقر الجامعة العربية). بينما (جوبيه) وزير خارجية فرنسا يزداد رعونة وهجوماً، ولا يزال يكرر الموقف الفرنسي قائلاً (على المجلس الوطني الذي يضم عدداً من تيارات المعارضة أن ينظم صفوفه قبل أي اعتراف.. وقال أيضاً إننا نساعدهم ونتواصل معهم ونشجعهم على التنظيم).

 

ويتنقّل أردوغان بين (فركونات) قطار السياسة في اليوم الواحد مرات عدة، ويدّعي أنه (حامي الشعب السوري، وغيور على أمن سورية واستقرارها). مثاله الأوحد (الانتفاضة الليبية)، فهو من جهة ينتقد الغرب لعدم تعامله مع الأزمة السورية كما يجب، ويهدد بالتدخل العسكري وإقامة منطقة عازلة من جهة ثانية.. فالمنطقة العازلة التي أرهقت أردوغان منذ شهور، وهي دائماً في مقدمة بياناته السياسية المضطربة وتصريحاته، تطير في الهواء ولا قيمة لها. ألا يعلم أن المنطقة العازلة تحتاج إلى حماية أجنبية خوفاً من هجمات الجيش السوري الذي سيقاتل حتماً، لإعادة هذه الأرض إلى الوطن الأم؟ هذا أولاً. ويتطلّب أيضاً صدور قرار من مجلس الأمن على غرار القرار بشأن ليبيا ثانياً. وهذا مستحيل وغير متوقع في ظل الفيتو الروسي- الصيني ثالثاً. أو أن تتدخل تركيا عسكرياً بشكل منفرد لإقامة المنطقة العازلة، وهذا (بعيد عن سلوك وأخلاق الساسة الأتراك) رابعاً. وتحسب تركيا أيضاً قبل أن تفكر وتخطط على الورق الإقدام على (أي شيء يثير غضب الشعبين الشقيقين السوري والتركي،ويساهم في تفكيك عرى الصداقة التاريخية). والساسة الأتراك ليسوا أغبياء إلى هذه الدرجة، وهم يدركون أن هناك الشعب الكردي بملايينه وقواه السياسية، ولا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي، وهذا خامساً. وهذه كلها أمور لا يمكن تحقيقها إلاَّ في أحلام الإمبراطورية العثمانية الجديدة!

 

وعبرت الصين عن رغبتها في أن تساهم أية تحركات على مستوى الأمم المتحدة في إيجاد حل للتوتر في سورية، وتسهيل حل النزاعات عبر الحوار السياسي والحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

 

ولم تنسَ كندا أنها تشكل الجزء الشمالي من القارة الأمريكية (جغرافياً وسياسياً) وتشرّع بابها للترحيب، وهي (تؤكد وتتمنّى) على جامعة الدول العربية أن تعلّق عضوية سورية.

 

ولم ينتج عن زيارة وفد (المجلس الوطني السوري) إلى روسيا نتائج تساهم في الانخراط في حوار وطني. وقد طلبت المعارضة الخارجية من روسيا أن تكون أكثر تشدداً. وقال غليون إن لافروف لم يقدم مقترحات ملموسة. وأكد المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد. أما روسيا فأكدت موقفها البنَّاء لتجاوز القضايا المطروحة أمام سورية اليوم، وتنفيذ إصلاحات تخدم مصالح جميع السوريين، والحيلولة دون تدخل خارجي بالقوة في الشؤون الداخلية السورية. وقد تقدم الجانب الروسي تقدم بنداء إلى جميع مجموعات المعارضة السورية التي ترفض العنف، وسيلة لإحراز أهداف سياسية، للانخراط  فوراً في تنفيذ مبادرة الجامعة العربية لتسوية الأزمة الداخلية السورية، عن طريق إطلاق حوار بين السلطات السورية والمعارضة وتطبيق المبادرة العربية.

 

لقد فشلت اللقاءات الأخيرة بين طرفَيْ المعارضة (الداخلية والخارجية) أو أنها لم تتوصل إلى نتائج ترضي الجانبين، رغم وجود بعض خيوط التوافق بينهما من جهة، والتباعد في الشعارات أو اللاءات الثلاث التي رفعت في مؤتمر هيئة التنسيق (17 أيلول).  فالمعارضة الداخلية تؤكد، كما عبَّر عن ذلك الأستاذ حسن عبد العظيم، في تصريح لجريدة (الحياة) يوم الثلاثاء 15 الشهر الحالي (بإنهاء الاستبداد الداخلي، ورفض التسلح والعنف والشحن الطائفي والمذهبي، ورفض التدخل العسكري الخارجي، لأنه استبداد آخر.. وقال أيضاً كلنا متفقون على إسقاط النظام). أما راعي المجلس الوطني فلا يزال يشدد على الحماية الجوية، ويمتثل لتنفيذ أجندات خارجية.

 

إن قطار السياسة يسير ليس على سكة مستقيمة، بل في صعود وهبوط عبر محطات مثقلة بالقتل والدماء منذ منتصف شهر آذار حتى الآن.. ويزداد عدد القتلى الأبرياء من المدنيين، والشهداء من القوات المسلحة وحفظ النظام والأمن. وتزداد الأعمال المسلحة التخريبية والتفجيرات. وأكدت ذلك مؤخراً البعثة الإعلامية للمركز الكاثوليكي في بيروت.

 

لقد حدد حزبنا جوهر الأزمة، بأنه التناقض بين الصيغة السياسية التي تدار بها البلاد منذ عدة عقود، وبين متطلبات الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يحتاج إليها المجتمع السوري. كما أوضح الحزب في ذات الوقت، أن القوى الإمبريالية والمعادية استغلت هذا الخلل الداخلي كي ترفع من وتيرة تآمرها على سورية، وتنفذ منه لتحقيق غاياتها. وأكد الحزب هذا الموقف في جميع الوثائق والبيانات والمقالات التي صدرت عنه، وبضمن ذلك المداخلات التي ألقاها ممثلوه في اللقاء التشاوري الواسع الذي عقد في (صحارى)، وفي مؤتمرات الحوار التي جرت في المحافظات السورية. ودعا الحزب إلى حوار مخلص وبنَّاء بين جميع القوى الوطنية الشريفة داخل النظام وخارجه، بغية الاتفاق على برنامج إصلاح جذري وحقيقي. والعمل الجاد والحثيث على تنفيذه ضمن جدول زمني محدد، والتوصل من خلال ذلك إلى صياغة عقد اجتماعي جديد، يضمن قيام دولة ديمقراطية مدنية وعلمانية.

 

2011-12-02
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد