مِن ديوان: جاهليّة بعد الإسلام
بالأمْسِ، أرْضٌ زُلْزِلَتْ زِلْزالَهــا
فيها انطَوَى غِرّيدُها وغُرابُهـــا
*
فالكلُّ..تحتَ قَضاءِ رَبِّكَ فتنــةٌ
ليَرَى حقيقَةَ عبدهِ بمُصابَهــا
*
إنْ كانَ مِنْ أهْـلِ التُّقَى، فَمَلاذُهُ
صَبْرٌ،صَلاةٌ، يُخْمِدانِ لِهابَهـــا
*
أمّا مَنِ اهْتَجَرَ الرِّضا في سُخْطِـهِ
فجَهَنّمٌ في النَّفْسِ تَفْتَحُ بابَهــا
*
لكِنَّ غُفْـلاً يَجـأرونَ تَسـاؤلاً:
أمِنَ العَدالَةِ أنْ نَنالَ ضِبابَها؟!(1)
*
يَنسَوْنَ أنّا كلّنـا تَحْتَـ القَضـا
ولَنا خَطايـا ...نَسْتَحِقُّ عِقابَها
*
والبَعْضُ خَـرَّ، وقَدْ أقَرَّ بذَنْبِـهِ
والنَّفْسُ تَسـألُ رَحمَةً. تَوّابَهـا
*
فَمَنْ اهْتدى فمماتُهُ كانتْ لــَهُ
شَهْدَ الشَّهادَةِ، يَسْتَطيبُ عِذابَها
*
ومَنْ استَقامَ علَى الضَّلالَةِ مَوتُهُ
رُحمى لَهُ مِنْ أنْ يَطولَ عَذابَها
*
واللّهُ يَومَ حِسابِهمْ رَحْمانُهُـمْ
والنَّفْسُ في البَلْوَى تَنالُ ثَوابَها
ــــــــــــــ
(1) الضِّباب: الحِقْدُ الخَفِيّ.