news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
خريف القمقم ... بقلم : باسم عبدو

ازدحمت قاعات الأمم في اجتماعات القمم، في تشرين الثاني قبل انتهاء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وكانت قمة الأطلنطي (الناتو) وقمة الدول الـ ،20 والقمة الإفرو-أوربية الثالثة، والقمة الخليجية الـ 13. ولا يزال الحديث يتكرر عن القمة الثقافية العربية منذ عقدين.


وتكاثفت غيوم هذه القمة في النصف الثاني من هذا العام، ولكن هناك من نزع مسمار الأمان، وفجَّر القنبلة. والمثقفون العرب ينتظرون هذا الإنجاز العظيم،ليس بفارغ الصبر، فانكسرت الجرة، ولم يبقَ فيها نقطة صبر! ولم يعد أحد يثق بالنظام العربي، ولا ببعض وزراء الثقافة العرب الذين اختلقوا الاختلاف على مكان انعقاد المؤتمر، ولم تعد هناك ثقة بالجامعة العربية التي تأسست قبل 65 سنة، ولا بدورها لتجميع الطاقات الثقافية المبعثرة هنا وهناك.

الإمبريالية تسوّق ثقافتها، وتلاقي آذاناً مصغية، ولعاباً يسيل من شريحة مثقفة، ترسم خطّاً من سواحل الأطلسي إلى جزر الطمب، وتنتظر(جرس بافلوف) كي تتهافت على الفتات.

 

ويتساءل المثقفون هل هي قمة للمثقفين أم قمة للأنظمة السياسية العربية ؟

إنها قمة للأنظمة طبعاً.. قمة (وزراء الثقافة)، الذين التقوا واختلفوا وتفرَّقوا، وعاد كل واحد إلى وزارته. ربما اختلفوا كما يشاع على المكان، أو على نسب المشاركة، وغيرها من القضايا التي لا تزال تحتفظ بسريتها.

 

إن عقد القمة الثقافية العربية، ولو تأخر، هو أفضل بكثير من ألاَّ يعقد، خاصة في هذه الظروف التي تلقي ظلالها الداكنة على الشرق الأوسط. وخاصة بعد قمة الناتو التي من قراراتها نشر الدرع الصاروخية وتهديد المنطقة و(بلاد الشام) بالذات!

 

السؤال لماذا لا تكون قمة المثقفين العرب، من استراتيجية الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب على نطاق الأمة، وبمشاركة وزراء الثقافة، تحت إشراف جامعة الدول العربية.

 

ويطالب معظم المثقفين العرب أيضاً، بأن تكون إحدى مهام القمة القادمة، إذا (انعقدت)، الحفاظ على اللغة القومية، وعدم التعصب القومي، واحترام لغات الأقليات القومية، وتاريخها وتراثها وتقاليدها، باعتبارها أقليات مندمجة في النسيج الاجتماعي، وضمان حقوقها الاجتماعية والثقافية، كما في العديد من الدساتير والقوانين العربية، التي أقرت مشروعية التعايش والتنوع القومي والثقافي. ولها حق المواطنة الكاملة في الحقوق والواجبات، أسوة بالمواطنين العرب. ومن المهام الأخرى، إيجاد علاقة سليمة مع الجماهير العربية التي تتغنّى بها الأنظمة السياسية والأحزاب، إن كانت في السلطة أو خارج السلطة،على عدد أيام السنة، وتخليصها نهائياً من كوابيس الماضي المتخلف البليد. وإيجاد الوسائل الفاعلة للارتقاء بالثقافة والوعي، وتجاوز مفهوم(النُخب الثقافية) وردم الفجوة الواسعة بين المثقفين عامة، وجيل الشباب الذي يحلم بأن يمتلك المستقبل، وهو أول من يتفاعل مع الجديد.

 

 لقد أصيبت الأجيال منذ أربعة عقود بالملل، من تكرار أسماء أخذت دورها ولا تزال تتزاحم، على فواتير المسابقات والمؤتمرات والندوات وغيرها. وملّت الساحة الثقافية منهم بعد أن نضبت ينابيعهم. وإذا فسحوا المجال لغيرهم، فهذا لا يعيبهم، بل تكريم لهم!

 

وآخر القضايا القابلة للبحث الجدي في مؤتمر المثقفين العرب، ردم الهوة بين(السياسة والثقافة، أو بين السياسي والمثقف)، هذه الهوة التي تزداد اتساعاً، كلما ازدادت الأنظمة الشمولية تحكّماً وتسلّطاً واحتكاراً وتقسيماً للثقافة والمثقفين.. وذلك بهدف صناعة ثقافة عربية مستقلة إنسانية، ثقافة غير مغلقة ولا منعزلة، ثقافة منفتحة على كل الثقافات، من أجل حماية الثقافة الوطنية وتعزيزها وحمايتها. ومن أجل ثقافة ديمقراطية تقدمية، تقف بقوة ضد الموجة السلفية التي تنتشر بقوة وتجمع أتباعها لخنق الفكر التقدمي والعودة بالأوطان ألف عام للوراء.

 

2011-11-19
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد