news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
بخاخات ... بقلم : باسم عبدو

لم يبدأ فلكياً وجغرافياً الانقلاب الشتوي، ما زلنا في الشهر الأخير من فصل الخريف، لكن الأمطار لم تنتظر فتساقطت وبللت قرارات الجامعة العربية..


وبعد كل اجتماع لمجلس وزراء الجامعة تزداد الهطول، خاصة بعد الاجتماع الأخير في الرباط، إذ عمَّ المطر جميع المناطق في سورية ليطفئ حرائق المجاميع  المسلحة، وقلوب معظم وزراء الخارجية العرب، وفي مقدمتهم حراس آبار النفط.

 

ورغم الارتفاع المجنون للأسعار، وهستيريا الباعة وجشع الكثيرين،  وعدم الاكتراث بهموم المواطنين، تمَّ استكمال فاتورة الشتاء بفقدان المازوت، وظهور أزمة الغاز التي بدأت حديثاً، وترافقت مع قطع التيار الكهربائي لمدة ساعة أو أكثر كل يوم.. ولم يبقَ إلاَّ أن تعلن مؤسسة المياه عن تحديد ساعات الضخ مرة أو مرتين في الأسبوع.

 

ماذا يفعل المواطن الذي يؤكد، خاصة في الأزمة الراهنة، وقوفه إلى جانب الحكومة التي تواجه مخططاً كبيراً. . إنه ضد المخططات والتدخل الخارجي من أية جهة.. إنها قضية وطن وهي أكبر بكثير من أية مسألة أخرى! وعلى الحكومة أن تقدر وضعه وأن تضع خطتها قبل حلول الفصل البارد، إذا كانت فعلاً تعمل على تلبية حاجات المواطنين. وقد جفَّ حبر الحواسيب من كثرة القرارات، وبالتالي جفّ لعاب المواطنين وهم يصرخون ويطالبون بتأمين المازوت.

 

وانتشرت الشائعات بأن صفقة كبيرة من البخاخات ملأت الأسواق، بأسعار مخفضة، إذ يستطيع كل مواطن شراء البخاخ الذي يريده (صينياً أو يابانياً أو ماليزياً) يملؤه بالمازوت الأخضر. وعندما يشعر بالبرد يبخّ عدة بخات فيطرده مهما كان قارساً. ويمكن أن يستخدمه تلاميذ المدارس أيضاً.. وكل مواطن (برّيد)! لقد كُذّبت هذه الشائعات فوراً وأن لا صحة لها، وسيعاقب القانون كل من يساهم في نشر مثل هذه الأكاذيب، تضرّ بسمعة الحكومة الحريصة دائماً على تأمين الدفء للمواطنين مهما كان الثمن غالياً!

 

وعلى هذا الأساس صرَّح السيد وزير النفط ، بأن  أزمة المازوت ستحلُّ قريباً.. وظهرت الابتسامات على وجوه المواطنين، وهم يقرؤون الخبر على شريط فضائية (الشام). وعاد المئات من (الكازيات) يحملون (البيدونات) خائبين وعلامات الألم بادية على وجوههم، بعد قرار منع تعبئة (البيدونات) من محطات الوقود.

 

واغتبط أحد المواطنين وتراقص شارباه  صعوداً ونزولاً، عندما رأى بائع المازوت في حارته، يحمل دفتراً صغيراً وقلماً. وبادر بالسؤال دون أن يعرف سعر الليتر: ألا تعبئ لي برميلاً واحداً؟ ضحك الرجل ثم قال ضاحكاً أيضاً: إن دورك سيكون في النصف الثاني من شهر كانون الأول..!

 

أسرع الرجل كما قال لي يهمهم ويتمتم، يحمل الخيبات واللوعات، وطمأن نفسه مكرهاً، وقرر أخيراً، وقد وعد أولاده، أنه سيشتري لهم بخاخات، من النوع الأول الممتاز تصلح للتبريد والتدفئة.. وتزيد نسبة الأكسجين في الرئتين وتقلل من نسبة غاز الكربون..!

باسم عبدو

2011-11-27
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد