news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
لقاء مع الكاتب والأديب عيسى فتوح ..أديبات مبدعات يرسمن مصائرهن ... بقلم : زينب نبّوه

 احتاج الأمر أكثر من مئة سنة كي يكون الأدب والإبداع والعمل شأناً نسوياً، بعد أن كان ذكورياً بامتياز. وبعد أن استعادت المرأة قوتها ومكانتها. وقد تغيرت هذه الرؤية في منتصف القرن العشرين.. لتؤسس لتطلعات فكرية بناءة يتنامى أثرها يوماً بعد يوم.


ونحن نعلم أنه ليس من السهل أن تكون المرأة متحررة، هذه حقيقة تعيشها النساء العربيات، ومفارقة تجسِّدها معركتهن لكي يصبحن ذواتهن، ويكسرن القوالب ليكتشفن جوهرهن ويرسمن مصائرهن.

 

كاتبات وأديبات ومبدعات يتصدين عبر كتابة الرواية والمسرحية والشعر. غير أن إبداعهن ملتصق بخوف لا نعرف وزنه، خوف ينتشر في كل مكان ويدخل في ثنايا النصوص.

 

أديبات يحاولن تحطيم الممنوعات، ويجعلن من الإبداع مادة حيوية للبقاء، يُحدثِنَ ثقباً في جوار (التابوات). طموحهن أن يضعن حداً للحصار التاريخي الذي يطوّقهن، إنهن يتحررن من الخوف الكامن في الأحشاء. والمطلوب أن نقرأهن أولاً، ونضيء على كتاباتهن ثانياً. فالمرأة الأديبة والباحثة عموماً لم تؤكد فقط قدرتها على التصدي لمختلف مجالات البحث والدراسة وحرصها المذهل على الجهد البحثي وعلى الدقة. ففي الأكثرية الساحقة من الأبحاث أكدت ما هو أكثر أهمية من هذا كله، أعني انحيازها إلى الحداثة في توجهات البحث وفي مرجعياته، وفي اعتماد المفاهيم الجديدة والنقد الأدبي بمختلف اتجاهاته.

نسوة كانت لهن بصمات في القرن العشرين، ولذلك استحققن توثيق إبداعهن. وفي لقاء مع الكاتب والأديب والمؤرخ عيسى فتوح جرى الحديث حول الأجزاء الخمسة من مجموعته (أديبات عربيات).

 

فمنذ الستينيات يعمل الكاتب والأديب عيسى فتوح جاهداً من أجل إبراز وجوه نسائية أدبية لعبن دوراً في الحياة الأدبية والثقافية وتطورها، وقد أنجز حتى الآن خمسة أجزاء من دراسات لأديبات عربيات، وعن الأسباب التي دعته للاهتمام بموضوع المرأة يقول

(إن هذا الاهتمام عائد أولاً إلى اهتمامي بالأدب، فأنا مدرّس للغة العربية وآدابها.

 

وثانياً بعد زواجي من امرأة مثقفة تستحق الاحترام والتقدير كانت شريكتي في رحلة العمل والإبداع، فهي تشكل امتداداً لحياتي وفي مقاربتي كرجل ضمن علاقات إنسانية أصيلة. فالمرأة هي أساس الإبداع والحياة. ولا شك أن امرأة بكل صفاتها كيان مؤثر وجميل. وهناك ما يسعدني يتمثل في المناخ الذي تفرضه ولادة بنت في البيت، ووجود أربع بنات بحد ذاته له سحر خاص في صميم العائلة، أردت أن أقدم لهنَّ عملاً، أن أبقى في ذاكرتهن ونفوسهن فأهديتهنّ أعز ما أملكه.

 

وثالثاً إلى معرفتي أن أدب المرأة في الوطن العربي لم يأخذ دوره، وعدد الأديبات لا يقارن بعدد الأدباء الرجال. وهناك ظروف أبعدت المرأة عن الساحة الأدبية، فهي لا تجرؤ اجتماعياً على البوح عن مكنونات نفسها، وإذا فعلت فالموقف الاجتماعي سيكون صعباً ومعقداً.

 

وكثير من الأديبات اللاتي كتبت عنهن من الراحلات. وأشكر بهذه المناسبة الأديبة السيدة كوليت خوري التي لفتت نظري إلى ضرورة الكتابة عن الأحياء منهن في الجزأين الرابع والخامس. وقد كتبت حتى الآن عن 180 أديبة سورية، وعدد أقل طبعاً عن أديبات عربيات، إضافة إلى كتاب صدر عن دار الحكمة عن الصالونات الأدبية النسائية.

 

لم يذكر التاريخ بعد صالون سكينة بنت الحسين، وصالون ولاَّدة بنت المستكفي في الأندلس، أي خبر عن صالون امرأة عربية. فقد توقفت هذه الظاهرة الحضارية الجريئة، بسبب انكماش المرأة، وتقوقعها خلال عصور الانحطاط (العصور العثمانية المظلمة). وظل الأمر كذلك حتى بداية عصر النهضة الأدبية الحديثة، إذ خرجت المرأة العربية من عزلتها الخانقة واختلطت بالرجال، فكان هناك صالون الشاعرة مريانا مراش في حلب. ومي زيادة، ونازلي فاضل، ولبيبة هاشم، وهدى شعراوي في القاهرة، وألكسندرة الخوري في الإسكندرية، وماري عجمي، وزهراء العابد، وثريا الحافظ، وكوليت خوري، وحنان نجمة في دمشق، وحبوبة حداد في بيروت، وصبيحة الشيخ داود في بغداد). ويضيف الأديب عيسى (إضافة إلى الصالونات الأدبية، كتبت الكثير من الموضوعات المتعلقة بالمرأة، المرأة والصحافة، نهضة المرأة العربية في القرن العشرين، أديبات من المهجر، صفحات مطوية من مجلة العروس. النادي الأدبي النسائي، المرأة في حياة جبران.. إلخ).

 

 من هنّ أبرز الأديبات السوريات اللاتي كتبت عنهن؟

 ماري عجمي كتبت عنها أكثر من مرة، نازك العابد، وداد سكاكيني، ألفة الإدلبي، غادة السمان. ماريانا مراش، وكوليت خوري وناديا خوست، وسلمى الحفار الكزبري، وغيرهن كثيرات.

 

وأعمل الآن على إصدار الجزء السادس من مجموعتي ليصبح العدد 200 أديبة. وهذا عمل موسوعي يتطلب الكثير من الجهد والمساعدة.

وعند سؤاله عن الأسلوب الذي يتبعه في إعداد كتبه؟ أجاب

أولاً- بإلقاء الضوء على حياة الأديبة ونتاجها، وهذه عملية صعبة، من خلال السيرة الذاتية، وكيف عاشت هذه الأديبة ومنطلقاتها وإنتاجها. مع ذكر المؤلفات المنشورة لها شعر، قصة، رواية، ترجمة.. إلخ.

 

وثانياً- بدراسة نقدية لهذا الإنتاج وتقييمه وإبراز الجوانب الإيجابية، والمراجع المعتمدة والابتعاد عن السلبيات.

 لماذا الابتعاد عن السلبيات؟ ألا يساعدهن ذلك على تحسين إنتاجهن؟

 معظم من كتبت عنهن كن راضيات عن ما كُتب، إلا أن بعضهن شعرن أنهن لم ينلن حقهن. إضافة إلى أن كل من كتبت عنهن لم يكن في مستوى واحد، فهناك تفاوت كبير بين أدبية وأخرى. لم أستبعد واحدة استطعت أن أصل إلى سيرتها الذاتية. وحاولت ضمن الممكن إعطاءهن حقهن.

 ما هي أهم الانطباعات التي خرجت بها عن كتابات الأديبات اللاتي كتبت عنهن؟

 

 من الطبيعي أن تكون الانطباعات مختلفة، بعضها يحمل النزعة الرومانسية فهي السمة الأبرز في حياتهن، وهن على إيمان أن حياتهن ملكهن وحدهن، ولكنهن لم ينجحن تماماً في امتلاك ذلك، أكدن الطابع النسوي للأدب.

 

بعضهن تأثر بأدب السيرة، والدور الذي تلعبه المرأة يكتسب أهمية بالغة في خلق مجتمع مدني ومتحضر.

تتجلى صورة المرأة عند الأديب عيسى فتوح في مقاربة قضايا المرأة وتحقيق المساواة والكرامة والحرية، إذ شكل هذا الحضور مضمونه ورمزيته في نصوص وأبحاث عديدة كتبها عن أوضاع المرأة شخصياً، ونصوص عديدة خطتها مبدعات في حقول التأليف القصصي والشعري، وكشف عن نقاط مضيئة في هذه الإبداعات.

 

2011-12-13
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد