كل البشر عبروا او لازالوا على الطريق او سيعبرون سبيل الحياة في المستقبل على حقب زمنيه مختلفة ولكل منهم مقوماته العقلية وشخصيته وتركيبته النفسية ونظرته إلى الحياة وأسلوب تعامله مع الشجر والحجر
وباقي البشر وهناك من عابري السبيل من يزرع الشوك والعليق وغيرهم يزرع الورد والعنب وفئة تحاول إدخال الفرحة الى نفوس الآخرين بعمل الخير والبناء والترفيه وتخفيف الآلام عن الناس وفئة اخرى لا تترك حجرا في مكانه حتى تؤذي باقي العابرين للسبيل ولا شجرا سالما حتى لا يستفيد غيرهم وانتقاما من الشجر لأنه جميل ويمنح الظل والثمر ويحول مخلفات أنفاس الإنسان الى هواء نقي , ولا يتركون بشرا من أشقاءهم في الأوطان او في الإنسانية ويستطيعون التسبب لهم بالأذى النفسي والجسدي إلا وفعلوا
وهنا يجب على كل عابر سبيل ان يقف مع نفسه ويفكر بما يفعل وأين موقعه في هذا السبيل ومع أن من يزرع الورد والعنب يمكن ان لا يتمتع بجمال الورد او بطعم العنب وكذلك من يهدم الجدران لم يقم هو ببنائها ومن يقطع الشجر لم يكن هو من زرعه ومن يقتل الحياة التي منحها الخالق للغير كما منحها له ويدمر ما لم يبني ويأكل مما لم يزرع ويحرم الآخرين من هذه النعمة لأنانيته وجشعه ويقتلع ما لم يزرع عن جهل او حقد او طيش لن يكون أنساناً عاديا بل وباء على الإنسانية وعلى جميع عابري السبيل لأنه يشوه التاريخ ويدمر الحاضر ويضيع أي فرصة لحياة حرة وكريمه وآمنه للأجيال القادمة