news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الزوجة الثانية تقع في فخ ..."زوجتي الأولى لا تسعدني"!!...بقلم : ريما الزغيــّر

يقولون "من بدل مخدته بدّل محبته" لكن هذا المثل الشعبي لا ينطبق على تحقيقنا القادم، لأن "الزوجة الثانية" هذه المرة ليست الشخص الظالم الذي يخرب البيوت ويفرّق بين الأزواج، بل هي المرأة المظلومة التي هربت من ظلم المجتمع لتقع تحت ساطور الزوج، وكما تقول أبيات الشعر:   


نقلْ فؤادكَ حيثُ شئتَ منَ الهوى                ما الحبُ إلا للحبيبِ الأولِ

كمْ منزل في الأرض يألفهُ الفتى                  وحنينه أبداً لأولِ منزلِ

 

عن كل ما عانته وتعانيه الزوجة الثانية كان لنا التحقيق التالي....

 

طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان

لم تكن "مروة" البالغة من العمر 13 عاماً تدري ما الذي تخبئه لها الأقدار، كانت تلعب مع صديقاتها بالطائرات الورقية في الشارع، في اللحظة التي تم فيها الاتفاق بين والدها والعجوز المتصابي، على صفقة زواجها، التي تمت بأسرع مما توقع الأهل، فالعريس مستعد لتنفيذ كل شروط الزواج، ولا يهمه المال لأنه يملك الكثير من العقارات والأملاك التي أثارت إعجاب الأهل ودهشتهم، وجعلتهم يرمون بأصغر بناتهم ثمناً لحياة الرفاهية التي يحلمون بها.

 

امتلأت عينا "مروة" بالدموع وهي تروي لنا قصتها، وبكت وكأنها كانت تحبس دموعها منذ سنوات هرباً من تذكر الماضي الأليم وأكملت قائلة: "سحبتني والدتي من الشارع وأنا ألعب مع صديقاتي اللواتي كن في المساء يرقصن في زفافي، كنت عروساً مزينة بأبهى زينة أمام رجل غريب رأيته مرة واحدة يدخل بيتنا لا أعرف كيف قضيت الليلة الأولى معه كنت طوال الوقت خائفة وأتمنى العودة إلى منزلنا الصغير لأختبئ في حضن أمي وأنام بين ألعابي وعرائسي لكن الأيام التي تلت زواجي كانت كافية لتجعلني أستيقظ من هذا الحلم الجميل، ووجدت نفسي مطالبة بتنظيف منزل كبير من طابقين أعيش فيه أنا وزوجته الأولى.

 

مرت شهور وأنا لا أستوعب ماذا يجري!! مجرد آلة تنفذ الأوامر وتطيعها خوفاً من غضب الزوج! لا أعرف لماذا باعني أهلي لهذا الرجل المتوحش الذي كان يضربني في النهار، ويحتضنني في المساء، طلباته لا تنتهي وصوته لا يهدأ. الشعور بأنني أعيش في سجن كان هو قدري المحتوم الذي رضيت به رغماً عني، لقد اختارتني الأقدار لأعيش هذه الحياة، ولم يسألني أحد في يوم من الأيام ماذا أريد!!

 

مرت السنوات وامتلئ بيتي بالأولاد رغم أن زوجي كبير بالسن وصرت في أحيان كثيرة أضحك وأنا ألعب مع أولادي عندما أتذكر أنني والدتهم كنا نتقارب في العمر لدرجة مدهشة، ومحزنة في نفس الوقت.

 

ورغم أني رضيت بما قسمته لي الحياة إلا أن زوجي رضخ لطلب زوجته الأولى وطلقني بعد عشرين سنة زواج، وطردني من المنزل، وحرمني من أبنائي ليس لأنه يحبهم إنما ليكونوا خدماً لزوجته الأولى بعد أن حرمهم من إكمال تعليمهم، وأنا الآن أعيش وحيدة في غرفة استأجرتها بإحدى الأحياء الشعبية أعمل في تنظيف البيوت في النهار وعندما أعود لغرفتي أحضن صور أولادي وأنام، والدموع تبلل مخدتي... كم هي الحياة ظالمة وقاسية"!!

 

ضحك اللوز وخلص اللوز وحبيبي ما لفي!!

شاهدت عيناه تلمع من بين كل العيون المحيطة بها، وبلمح البصر أقبل نحوها يسألها عن الساعة.. نظرت إلى ساعتها وهي تبتسم وأجابته بسخرية.. همس في أذنها لماذا تضحكين؟ قالت له: لاشيء.. لكنه استدرك السبب ورد مبرراً ساعتي لا تعمل.. ثم سألها إلى أين تذهبين؟ أجابته بسرعة إلى المنزل.. فقال بجرأة لا تخلو من الغرور: هل نشرب القهوة معاً؟ قالت: طبعاً. ثم تسمّرت في مكانها وهي تسأل نفسها؟ لماذا وافقت على طلبه بهذه السرعة!! قال لها ما الأمر هل غيرت رأيك؟؟ نظرت إليه باستغراب ثم قالت لا هيا لنذهب. كان المقهى أجمل من أي وقت مضى تراقصت عباراته في أذنيها وكأنها تسمع كلمات الغزل للمرة الأولى من رجل، وقالت له: لم يمض على لقاءنا سوى ساعات فهل يعقل أن تقول لي كل هذه العبارات الجميلة!! قال لها: أنا أحب الشعر، ويصبح شعري أجمل عندما أصادف فتاة بجمالك.. دعيني أعبّر لك عن إعجابي الشديد بك أنت امرأة مختلفة عن كل النساء. أجابته: وبماذا أختلف قال:

في صفاؤكِ أفقٌ مفتوحٌ على كل الصباحات

 

وفي عينيكِ ليلٌ دامسٌ يهمسُ بكل الحكايات

تبقى الدنيا بعدكِ وقبلكِ قاحلة من كل الذكريات

 

أنتِ يا أنتِ الفاتحة لأزمنةِ كل النساء

نبضكِ يعزفُ إيقاعِ صخب الضياء

 

ضوءكِ ينيرني فأنكمشُ داخل عتمتي مكدساً في تلافيف الخوف

ضوءكِ يسحبني من خوفي فأنهمرُ عليكِ وأتوحد

 

وتكونينَ ضوءاً متحداً يعلو في الكون

أراكِ هنا وأراكِ بيني وبيني وأراكِ في عيني وعيني

 

وتكونينَ سحابة يومكِ ويومي

فيهطلُ ماؤكِ عذباً مغتسلاً باندلاعات الفجر مغتسلاً

 

نظرت إليه مستغربة فقال لها أحببتك منذ اللحظة الأولى.. هل توافقين على زواجي منك؟ أنا أبحث عن امرأة تشبهك منذ زمن طويل.. تزوجت منذ سنوات لكنني لم أكن سعيداً أبداً مع زوجتي، لم تعرف كيف تجعلني أعيش معها بسعادة، فانفصلنا بعد سنتين من الزواج.. أعمل في هندسة الالكترونيات.. وضعي المادي جيد والحمد لله..عمري 32 سنة.. ماذا قلت هل تقبلينني زوجاً؟ قالت بسرعة: نعم، وفي نفس اليوم اتصل بها مساءًً وسألها مسرعاً كعادته هل أخبرت أهلك؟ قالت: نعم وهم بانتظارك غداً، وبعد أن قال لها "أحبك" ألف مرة أقفلت الخط، ونامت وهي تشعر بالدوار يملأ رأسها، وبالخفقان يرقص على دقات قلبها، وقالت لنفسها: هل يعقل أن يعشق الإنسان بهذه السرعة ماذا جرى لي لماذا اجتاحني هذا الرجل بهذه القوة!! يا له من رجل غريب.

 

حاول أهلها أن يسألوا عن هذا الشاب الذي تقدم لخطبتها مع أخته وأخاه لأن والديه يقيمان خارج سورية "كما قال" لكن "سمر" قالت لهم لقد أعجبني هذا الشاب وأريد الزواج منه مهما كانت ظروفه. وبالفعل تمت الخطوبة بأسرع من البرق وعاش العاشقان أياماً مليئة بالسعادة كان يشبهها بشجرة اللوز، وكانت تلقبه بالطاووس المغرور، وكلما ضحكت يغني لها أغنية "فيروز" ضحك اللوز وخلص اللوز وحبيبي ما لفي.. ولع الصيف وخلص الصيف وحبيبي ما لفي.. فتسأله بعصبية هذه الأغنية حزينة جداً لماذا تغنيها؟ فيصمت وهو يبتسم!!

 

بعد أشهر قليلة تزوج العاشقان، ومرت شهور دون أن يزورها أحد من أهله مما أثار استغرابها هي وأهلها، وجعل الشكوك تسيطر على الجميع، وكلما حاولت سؤاله عن أهله يتذرع لها بالكثير من الحجج الغير منطقية. مرّت سنة كاملة وهي لا تعرف شيئاً عن أهله!! أما الآن فهي لا تعرف شيء عن زوجها، أو كما يقولون "خرج ولم يعد"!! بحثت عنه في كل مكان ولم تجده لقد ترك عمله وسافر إلى "أمريكا" هذه هي المعلومات التي استطاعت الوصول إليها، وبعد أيام جاء من يخبرها أنه هاجر مع زوجته الأولى التي لم يطلقها كما ادّعى، وأنه لن يعود أبداً إلى "سورية".

 

"سمر" موجودة الآن في مشفى للأمراض العقلية، وكلما زرتها أجدها تجلس وحيدة، وتغني.. "ضحك اللوز وخلص اللوز وحبيبي ما لفي"...!!!

 

شايف البحر شو كبير.. كبر البحر بحبك!!

منذ اللقاء الأول كان واضحاً معها وصارحها بأنه متزوج ولديه ابنة تبلغ 15 عاماً لكنه لا يحب زوجته، وتزوجها بناءاً على رغبة أهله وبعد أن زادت الخلافات بينه وبين زوجته قرر الزواج مرة أخرى عله يعوّض الأيام الطويلة التي عاشها في المشاكل مع زوجته الأولى.

 

وهرباً من العنوسة أو نظرة المجتمع وافقت "غرام" على الزواج من "خالد" وقبلت أن تتزوج نصف رجل على أن تعيش حياة الذل في منزل أهلها، ومعاملة زوجات أخوتها القاسية لها بعد وفاة والديها، وبعد الزواج بفترة بسيطة بدأت مشاعر الغيرة تراود الزوجة الثانية، رغم أن "خالد" لا يذهب لمنزل زوجته الأولى إلا مرات قليلة في الشهر وصارت مشاعر الحب القوية تتدفق إلى قلب "غرام" رغم أنها لم تتزوج عن حب، وعندما صارحته بمشاعر الغيرة التي تسيطر عليها انتفض في وجهها وقال لها: لن أطلق زوجتي الأولى أبداً لأنها أم ابنتي وحفاظاً على مشاعرها، ثم أن الطلاق أبغض الحلال عند الله، وأمام ثورته العارمة، صمتت "غرام" وكتمت مشاعرها في قلبها إلى أن جاءت الأيام التي صار فيها الزوج يذهب يومياً إلى منزل زوجته الأولى، وقد حاولت "غرام" مراراً أن تقول لزوجها أنها أحبته بصدق وأنها أصبحت تغار عليه من شدة حبها له إلا أنه كان في كل مرة يزداد تعلقاً بزوجته الأولى، وكأنه يتقصّد إغاظتها وبعد عدة أشهر اكتشفت "غرام" أن زوجته الأولى حامل، وأنه لا يريد مزيداً من الأولاد، أي أنه يريد أن يحرمها من الإنجاب، لأنه غير قادر على تحمل أعباء ومصاريف جديدة، وأمام طلبه هذا عاشت "غرام" أياماً من العذاب لا تطاق وقد حاولت أن تجعله يشعر بما تحسه من رغبة في الإنجاب وأن مشاعر الأمومة تجتاحها لكنه هددها بأنها إذا حملت سيطلقها وها هي "غرام" تعيش الآن أقسى أيام حياتها من العذاب، وكأنها هربت من ظلم المجتمع لتعيش تحت ساطور الزوج!!

 

رأي القانون وعلم النفس: 

المحامي الدكتور "محمد خير أحمد الفوال" استاذ في "جامعة دمشق"- كلية التربية اختصاص علم النفس، واستاذ في "جامعة السوربون الخامسة" تحدث عن رأيه في هذا الموضوع قائلاً:

 

"من شروط الزواج الثاني أن يكون قائماً على العقلانية والحب بعيداً عن المصلحة الخاصة أو إغاظة الزوجة الأولى أو لمتعة عابرة مالية أو جنسية ويجب أن يفكر الزوج جيداً قبل الإقبال على هذه الخطوة لأنه سيقع في قيد آخر لذلك يجب أن يكون زواجه الثاني عن قناعة كاملة".

 

وحول الأسباب المنطقية للزواج الثاني قال د. فوال: "يحدث الزواج الثاني إذا كان الزواج الأول غير قائم على المحبة أو القناعة أو لأن الرجل تزوج رغماً عنه لإرضاء أهله أو إذا كانت زوجته الأولى مريضة أو لا تنجب، والسبب الأقوى عندما يشعر الرجل بالحب تجاه امرأة أخرى ويقتنع بها وهنا ينجح الزواج الثاني على حساب الزواج الأول كما أن هروب الفتاة من قيد المجتمع يجعلها تقبل بأي زوج وهذا خطأ كبير".

 

أما عن نتائج الزواج الثاني فيؤكد د. فوال أنها تكون بمعظمها سلبية إن كان هناك أولاد من الزوجة الأولى، وأنها تكون إيجابية بصورة مؤقتة فقد يشعر الزوجان بالسعادة لكن بعد مدة يحدث الملل، وقد ترضى الزوجة الثانية بذلك التغيير أو لا ترضى، وإذا كانت الزوجة الأولى تستحق الاحترام يعود زوجها إليها، وهذا يحدث غالباً لأن العادة تكون في أحيان كثيرة أقوى من الحب.

 

وبقول الدكتور فوال: "نصيحتي للمرأة: إذا وقعت بحب إنسان صادق أن تبذل قصارى جهدها في أن تتمسك به، وتكون مخلصة له وألا تتغير، وتصبر عليه إذا تغير، وأن تتحمل ظروفه أما نصيحتي للرجل فأقول: قبل أن يقدم على الزواج الثاني يجب عليه أن يفكر بعقل ومنطق، لأن زواجه الثاني هو تقرير مصير حياتي يجب أن يحافظ عليه ويعدل بين الزوجتين قدر الإمكان".

2012-01-02
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد