news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
لأحلام أطفال وردية.. الوقاية خير من العلاج ... بقلم : ريما الزغيــّر

أرسل لي السيد "أبو أيمن" يسأل عن أحلام الأطفال ومدى ارتباطها بالعمر والحالة النفسية للطفل حيث قال: "ابني يبلغ من العمر ست سنوات يستيقظ بشكل يومي في الليل وهو يبكي ويقول إنه يرى أشكالاً مرعبة في نومه وأشخاصاً يضربونه ويصرخون في وجهه. ما سبب هذه الأحلام وهل يحتاج إلى طبيب"؟


الدكتور "أحمد عصام الدبسي" الأستاذ المساعد في المناهج وطرائق التدريس في كلية التربية – جامعة دمشق يقول: "نحن نعيش في وقت صعب لأننا عاجزون عن السيطرة على البرامج التلفزيونية التي تعرض  على الأطفال، وتكون مملوءة بالعنف حتى أصبح هناك قنوات خاصة للعنف، والكثير من الأطفال سواء بوجود الأهل أم خلسة يتابعونها، والبعض يصنفها بأنها "فانتازيا علمية"، لكنها بالحقيقة "فانتازيا تشويه لخيال الطفل". القنوات الفضائية مشرّعة أبوابها على كل ما هب ودب، وبنفس الوقت الأهل يجدون صعوبة في أن يراقبوا دائماً ما يشاهده الطفل، لهذا يكون من الطبيعي أن ينعكس ما يراه الطفل من برامج على أحلامه، فهو يختزن في ذاكرته وخياله كل تلك المشاهد المرعبة التي يفرّغها أثناء النوم باللاشعور. هذا ما يعانيه أغلب الأطفال بالإضافة لوجود كمية ليست بسيطة من المعارف التي نحشو بها دماغ الطفل، والتي تسهم بمزيد من الخوف حيث نربي أطفالنا على التخويف، والإحاطة المطلقة به من باب الحرص، ما ينعكس على شخصياتهم. هذا بعيد عن أساسيات التربية التي تقول: "الطفل يجب أن يتعلم باللعب والحركة والنشاط". نحن نحجّم حركة الطفل، ونجعله يجلس أمام جهاز إلكتروني يبلور شخصيته على العنف والرعب، وأحياناً ترتبط أحلام الطفل بخلافات عائلية بين والديه ما يشكل له أزمة حقيقية فهو يكبت بداخله ما يراه من توتر ويفرّغ مخاوفه من خلال أحلامه التي تكون مرعبة.

 

ما هو الحل؟؟

الحل يكون بالحماية التربوية للطفل داخل المنزل، حتى لا نجعله يصل إلى مرحلة المرض النفسي، ويكون ذلك من خلال توعية الأهل بأهمية ما يراه ويسمعه وما يحيط به من أشخاص قد يسببون له شيئاً من الأذى والرعب.

 

ويضيف الدكتور "عصام": "الأحلام المزعجة عندما تكون حالة عرضية فهي أمر طبيعي، أما عندما تتحول إلى مسألة متكررة فهي تحتاج حتماً لعلاج نفسي عندها نبحث عن السبب داخل منزل الطفل، وحتى داخل حجرته لأننا بدورنا نسعى لأن تكون غرفة الطفل هادئة المعالم بعيدة عن الأشكال المزعجة للنظر والتفكير. أحلام الأطفال السعيدة، والوردية ترتبط بشخصياتهم، أما الأحلام المزعجة فهي مكتسبة، وتم إدخالها على شخصيته بتأثير من المحيط الخارجي لذلك ننصح بالرعاية السليمة للطفل والوقاية من الخطر، وهذا خير من ألف علاج".

2012-01-06
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد