news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
هذا ابن عمي منورْ !.. بقلم : الشيخ عبد القادر الخضر

بالأمس كنت برفقة المهندس على الحسين من الخدمات الفنية في الرقة  الذي كان بمهمة تفقد جسر أزاحه السيل من الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة مؤخراً  


وقطع الطريق الفرعي  مابين الزيدي والقنطري في محافظة الرقة وكان قد ترك الطريق المعبد والنزول على طريق ترابي شقته السيارات ومختلف الآليات المارة من تلك النقطة موازي للطريق العام تحويلة ترابية، ولاح لنا على البعد  زول موتور ملقى على جانب الطريق الترابي " التحويلة " وبجانبه جثة فأسرعنا ووصلنا مكان الحادث ونزلت قبل رفاقي لمعاينة الحادث وجثة شاب مغروس وجهه بالتراب والدماء التي نزفت منه كانت متجمدة وقد غطت البقعة من الأرض المغروس فيها وجهه وكان يصدر منه شخير ينبىء بنقص الأوكسجين والهواء فقمت بقلبه وتنظيف أنفه، وفمه من التراب والدماء المتجمدة وبمساعدة رفاقي رفعت رأسه عن الأرض وتفقدت أعضائه خوفاً من كسر ظهره أو رقبته ؟

 

 وهنا بدأ نفسه ينتظم وتحركت بعض أعضائه كنا نتدارس إسعافه لأقرب نقطة طبية  فكانت على مسافة لا تقل 60 كم وقدمت عربة شاحنة نزل من فيها إلينا وبقي سائقها خلف مقوده ؟ وظلوا بعيدين عن المصاب وتعذروا عن تقديم المساعدة في البداية ولكن في النهاية كانت مفاجئة عظيمة بعد غسل وجه المصاب بالماء  وبرزت محفظة من جيب المصاب وكان فيها بطاقته الشخصية وقرأ المهندس علي إسمه بصوت عالي وإذ بأحد ركاب الشاحنة هذا منورْ الحسن إبن عمي وبيته قريب من هنا بعد بضعة كيلو مترات وقد صدمنا برؤية الحادث فليس هناك من غيرنا وتجلط دم المصاب يدل على أنه كان ينزف ومكباً على وجهه منذ زمن لا يقل عن نصف ساعة وكان الطريق فرعي لكنه مطروق من السيارات المارة وتوقعت بأنه مرت سيارة على الأقل قبلنا من قربه ولم تسعفه وكنا ثلاثة أشخاص برفقة المهندس علي وبنزل شخصان من الشاحنة أصبح العدد خمسة وجاءت طريزنة وفيها ثلاثة أشخاص لم ينزل أحد منهم لمساعدتنا وكان فيها من الخلف مخدة بالية أخذتها بإستئذان صاحبها ووضعتها تحت رأس الشاب المصاب ونقلته بمساعدة الحضور إلى صندوق البيك آب الذي يقود المهندس علي وتحركنا بسرعة باتجاه بيت المصاب وسلمناه لأهله وأعطيتهم معلومات أولية عن تصوري للحادث وعنواني ورقم هاتفي مع إسمي الكامل وذهبت برفقة المهندس علي ثاني يوم للاطمئنان على صحته فأخبرونا ذويه بأنه يتلقى العلاج في مشافي الرقة وحالته مستقرة وشكرونا على معروفنا بإسعافه .

 

وبعد أن تجاوزنا الصدمة وأوصلنا المصاب لذويه وظهور التحسن الكبير على وضعه الصحي  بعد أن أعلمنا ذويه، وهدأت الاقتراحات من الجميع اتضح لي الأمور التالية :

 

   - على وسائل الاعلام حض المواطنين على تقديم المساعدة لمن يحتاجها وخاصة في حوادث الطرق المختلفة وعدم إحراج المسعفين أو المبلغين عن الحوادث بحجزهم واستدعائهم مرات ومرات إلى مخافر الشرطة ومختلف المحاكم التي تسير فيها قضية المصاب إن قيدت ضد مجهول بل يقتصر الأمر على اخذ أقوال المسعف أو المبلغ وأن تذهب إليه الجهة الرسمية المحكمة أو مخفر الشرطة لأضبط أقواله دون أن تسبب له أي إحراج أو حجز لحريته !

 

  - أن يتواجد في كل مخفر سيارة صحية مع طاقم تمريض مؤهل لتقديم الإسعافات الأولية ونقل المصابين بأفضل الشروط الوقائية التي لا تساهم في مضاعفة إصابة المصاب وخاصة كسور الظهر والرقبة !

 

- أن لا يفتح تحقيق جانبي مع المسعف مثل سيارته منتهية أوراق الترخيص أو هل يحمل رخصة قيادة ؟ او أية تحقيقات تلحق غرامات أو عقوبات بحق المسعفين بقضية بعيدة عن مجريات التحقيق في السبب الذي قام المسعف فيه بالتبليغ أو إسعاف المصاب لأقرب مركز صحفي أو مخفر أمني ؟

 

  - فرض عقوبات بحق من يتجاوز منطقة حادث ولا يقدم الإسعافات الأولية أو طلب النجدة وبقائه قرب المصاب لحين وصول النجدة وأن يقدم بيانات التعريف عن شخصه وكل ما يعرفه عن ظروف الحادث لحظة وصوله إليه

  - تجسيد المقولة العربية الشهيرة – عدم قطع المعروف بين الناس ويعبر عنها قول شاعرنا :

 

ومن يعمل المعروف لا يعدم جوازيه

                          ولا يضيع العرف بين الله والناس

 

فعلى الجهة الحكومية والعرف الاجتماعي بين الناس مكافأة المسعف أو باذل المعروف معنوياً ومادياً وأن يشاع هذا الأسلوب بين جميع شرائح المجتمع ؟

 

قلت ما تقدم والله من وراء القصد

 

2012-01-22
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد