news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
ليت التراب يصبح في يديك ذهباً يا ولدي ! ... بقلم : الشيخ عبد القادر الخضر

كانت آخر كلمات ينطق بها والد رجل الأعمال إسماعيل الموسى قبل أن ينتقل إلى جوار ربه، ألتقيته صدفة تعرف علي وخاطبني بقوله ألست فلان قلت نعم قال:


لم أراك منذ عدة سنين ؟ وتحادثنا في محاور عديدة واستطرد بسرده عن قصة نجاحه بعد أن أصبح رجل أعمال ناجح ولديه مزارع وأطيان عدا الأرصدة السائلة في المصارف أو العاملة في قطاع المقاولات ؟

 

وتحدث بداية عن مولده ونشأته، قائلاً: «ولدت في مدينة  "الرقة " عام /1958/ ونشأت في بيئة فقيرة جداً، وكنت ارمي حذائي الوحيد بعد عودتي من المدرسة وأمشي واعمل بدون حذاء ؟ وإذا أصيبت قدمي بقطعة زجاج كنت أداويها بوضع التراب على جرحي النازف ! ودرست في مدرسة  "عدنان المالكي " الابتدائية، وبنفس الوقت كنت أعمل لأساعد أهلي، وكان عملي عبارة عن بائع خضار بواسطة عربة يد، لكن عملي هذا أسس لأن تكون لي شخصية عصامية، فقد كنت معتداً بنفسي وفخوراً بعملي الذي يساهم بشكل أو بآخر بمساعدة أهلي المعوزين.

 

وكانت أحلامي تبدأ بما يقيم أَوَدَنا، والحلم بشراء الحذاء الرياضي، حظيت بزيارة العديد من البلدان العربية والأوربية خلال ممارستي الرياضة، ولم أحرم نفسي من فرصة التمتع باكتشاف هذه الأماكن الساحرة، وكان لي شرف التكريم كأحسن رياضي سوري  في سباق 200 متر عام /1984/، وهي من أسعد اللحظات في حياتي، فمن الروعة أن تكون الأفضل والأميز في وطنك في مجال الرياضة».

 

مرض والدي المسن مرضاً شديدا وتخلى عنه إخوتي وكنت قد إدخرت مبلغاً من رواتبي بعد أن توظفت في معمل مسبق الصنع بالرقة ومن جوائزي في الرياضة وصرفته على والدي في رحلة علاجه الطويلة ولم أكن آسف على ما صرفت عليه بل إني كنت أعتبر نفسي مقصراً في حقه .

كانت فترة مرض وعلاج والدي طويلة وكنت أقوم على خدمته بنفسي شخصياً ولم أكن أتحرج من تنظيف فضلاته لعجزه عن خدمة نفسه وغسله بيدي مما علق به من أوساخ أو فضلات ؟ كان أبي من كنت أخدمه دون منة أو رياء .

 

وقبل وفاته رحمه الله بيوم واحد دعاني إليه وقال لي :

سأدعو الله لك فأمَن على دعائي ورفع يديه النحيلتين إلى السماء وقال :

اللهم ارض عن ولدي إسماعيل فإني قد رضيت عنه، اللهم إجعل التراب الذي تحويه يديه ينقلب ذهباً، اللهم توجه بالصحة والعافية واجعله رضياً مرضياً بين أهله وأقرانه آمين ؟

 

وفي فترة العزاء زارني أحد أصدقائي الرياضيين من عائلة حميدة في حلب وكان زميل رياضة وصديق معزياً وسألني عن أحوالي المادية وشكوت له ضيق اليد وصرفي لمدخراتي على علاج أبي التي ذهبت دون جدوى فقال صديقي أريد ان أشاركك في صنف من التجارة وهو بيع تراب بقايا الإسمنت في عربات القطار لتبيعه في الرقة ولم أكن قد حدثته عن دعاء والدي لي ؟

 

أرسل لي صديقي كميات من تراب الإسمنت وبقاياه وراجت تجارتي فحصلت خلال ثلاثة أشهر على أرباح طائلة وصدق والدي بدعائه لي واستجاب ربي لدعائه فحققت ثروة كبيرة بفضل بري لوالدي بدون منة أو رياء !

 

وصدق رسول الله بقوله :

من أراد أن يوسع له في رزقه فليصل رحمه ! وبر الوالدي ما بعده صلة رحم ؟

 

 

 

قلت ما تقدم والله من وراء القصد !

2012-02-09
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد