عالم اليوم هو عالم الأزمات لأسباب تتعلق بالتغييرات الكثيرة التي حدثت في مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والسكانية والبيئية والتي أثرت في حياة الإنسان داخل الكيان الاجتماعي والتنظيمي
فقد أصبح من المعروف بأن التحدي الكبير الذي يواجه الأفراد والمنظمات والدول يتحدد بسلسلة من الأزمات التي تختلف في طبيعتها وحجمها وعوامل تحريكها مؤدية إلى خلق الصعوبات والمشكلات وإحداث الانهيارات في القيم والمعتقدات والممتلكات , لذا فإن مواجهة الأزمات والوعي بها يعد أمرا ضروريا لتفادي المزيد من الخسائر المادية والمعنوية تعرّف الأزمة بأنها :
( تهديدا خطرا أو غير متوقع لأهداف وقيم ومعتقدات وممتلكات الأفراد والمنظمات والدول والتي تحد من عملية اتخاذ القرار ) .
أما إدارة الأزمات فهي :
( فن إدارة السيطرة من خلال رفع كفاءة وقدرة نظام صنع القرارات سواء على المستوى الجماعي أو الفردي للتغلب على مقومات الآلية البيروقراطية الثقيلة التي قد تعجز عن مواجهة الأحداث والمتغيرات المتلاحقة والمفاجأة وإخراج المنظمة من حالة الترهل والاسترخاء التي هي عليها ) .
لقد وضع الفكر الإداري الحديث عددا من الخطوات يمكن إتباعها عند حدوث الأزمة , وهي كما يلي :
• تكوين فريق عمل لوقت الأزمات وإمداده بأفضل الكوادر والتجهيزات والأدوات .
• تخطيط الوقت أثناء الأزمات والاستفادة من كل دقيقة في تخفيف أثر الأزمات .
• الرفع من معنويات العاملين وقت الأزمات مما يشعرهم بالحماس والحيوية والالتزام بالعمل .
• الإبداع والتجديد في المواقف العصيبة وإشعال روح الإبداع لدى العاملين لتقديم حلول وآراء غير مسبوقة
• حل المشكلات وقت الأزمات بتحديد المشكلة وإجراء المشورة ومن ثم اختيار الحل الأنسب من الحلول المتاحة .
• تقبل التغيير وقت الأزمات .
• العمل على حصر الأزمات التي من المتوقع أن تحدث في الحاضر والمستقبل والعمل على دراستها ووضع بدائل للحلول المناسبة لها .
صفات مدير أو فريق إدارة الأزمات :
أن يتولى إدارة الأزمات فريق أو قائدا يتمتع بصفات تؤهله لإدارة الأزمات وحل المشكلات , ومن هذه الصفات ( العلم – الخبرة – الذكاء – سرعة البديهة – القدرة في التأثير على الأفراد – التفكير الإبداعي والقدرة على حل المشاكل والسيطرة على الأزمات – القدرة على الاستفادة من علوم الآخرين وخبراتهم – القدرة على الاتصال الفعال بالآخرين وتكوين العلاقات الإيجابية – الرغبة والحماس ) , يقول تعالى : { إن خير من استأجرت القوي الأمين }
تجنب الغضب وقت الأزمة :
لأن الغضب يؤدي إلى تشويش التفكير وعدم التركيز وبالتالي قرارات عشوائية , فعن أبي هريرة أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ! فقال صلى الله عليه وسلم : "لا تغضب " فردد مراراً؛ قال: "لا تغضب
فقد قيل : العاجز يلجأ إلى كثرة الشكوى ، والحازم يسرع إلى العمل ؟!
• توسيع نطاق المشاورة لأنَ المستشار الرشيد ذي الرأي السديد هو مربط الفرس وهو القادر على رسم معالم وخارطة طريق لحل الأزمة :
يقول تعالى : { وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله }
• التعاون بين الأفراد داخل فريق إدارة الأزمة للعمل على حل المشاكل والأزمات التي يمكن أن تواجههم وقد قال تعالى :
{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }
الاستعانة والتوكل على الله :
فالمسلم بعد أن يختار من الحلول ما يراه ملائما لحل الأزمة عليه أن يتوكل على الله ويستعين به , لقوله – صلى الله عليه وسلم – : ( اعقلها وتوكل ) , ويقول تعالى : { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز }
• العزم والعمل وعدم التخاذل والتردد: يقول تعالى :
{ فإذا عزمت فنوكل على الله } ( آل عمران : 159 )
أهداف السيطرة على الأزمة ومن أبرزها :
أولاً: وضع نهاية فورية للأزمة.
ثانياً: جعل الخسائر في حدها الأدنى .
ثالثاً: إعادة الثقـة.
ُيعدّ التخطيط أحد الشروط الهامة للسيطرة على الأزمة، وإن ذوي الآراء الطائشة هم الذين يلحقون الضرر الأكبر بالتخطيط لمواجهة الأزمة وكأنهم يقولون "إن ذلك لا يمكن أن يكون "
المستشار الرشيدْ ذو الرأي السديد ! خير معين لإدارة الأزمات
أتحدى الحكام العرب لو أنهم أجروا إختبار لمعاونيهم ومستشاريهم والمقربين منهم بأنْ يسألوهم عن إجادتهم لإستخدام الحاسوب وإستعماله للإستفادة من ثورة المعلومات وتسخيرها في تعزيز حكم الحاكم وتجنيب البلاد والعباد من خطر الأزمات والجوائح بمختلف صنوفها بل إني على يقين من أنهم لا يحفظون جدول الضرب ولكنهم يجيدون الضرب بمختلف صنوف أدوات التعذيب للتعساء ممن يقعون تحت أيديهم !
أما ما هو آخر كتاب قرأه مستشار الحاكم أو أحد قادته الموثوقين ! في السياسة , أو الاقتصاد أو بتخصصه العسكري والأمني حتى ؟ لكان العجب !
بل لو سأل أحد الحكام العرب لمستشاريه وقادته عن ماهية الأزمة المالية العالمية الحالية وما هي أسبابها ومن يقف وراءها وهل لها تأثير على الأزمة التي تعيشها بلاده ويكتوي بنارها مواطنيه لعجزوا وتبرطموا ولاكن لو سألهم عن البنات والحفلات الماجنة وطرق النصب والفساد لكانوا أساتذة وخبراء فيها وكم خجلت من رؤية غرفة نوم وزير داخلية مصر السابق وفيها كان ألبسة نسائية ومعدات ترف لنزواته !
وصدق من قال :
الرجل المناسب في المكان المناسب ؟ قوله صحيح والأصح أيضا " في الزمن المناسب وفي برنامج تطوير دائم ومناسب لقدراته ومؤهلاته طالما هو على كرسي المنصب !
لأنً ما كان صالح قبل عشرات السنين عفا عليه الزمن وأصبح في خبر كان بزماننا المتغير بالثانية بعد ثورة المعلوماتية , والكيَس من كاس نفسه وأعدً للأمر عدته قبل أنْ أوانه !
وصدق من قال :
ما خاب من إستشار ؟ وما ندم من إستخار ! قلت ما تقدم والله من وراء القصد