أولاً: مقام الحضارة و الوحي: العرب و الترك ج1
1ـ مهد الحضارة والإعراب: تعليل و تحليل و استنتاج.
لا أريد الحديث عن كيف كان العرب، قبل الإسلام شعوباً وقبائل وعشائر وبطون، متحضرة مسالمة متجاورة متعاونة ،أو متفرقة متناحرة يغزو بعضهم بعضاً ، أو يشعلون حروباً مجنونة بلا مبرر ولأسباب تافهة، كداحس والغبراء وحرب البسوس، وربما يستعينون بالأجنبي على بعضهم البعض، كل ذلك لم يمنعهم، من أن يبنوا حضارة إنسانية عريقة، الآثار المنتشرة في الوطن العربي، من مصر الأهرامات إلى سورية الأبجدية، فبلاد الرافدين بلاد حدائق بابل المعلقة...الخ، شواهد حية حقيقية على ذلك، وبالتالي أقول أن الأرض العربية مهد الحضارات وآخرها الحضارة الإسلامية الإنسانية الرائعة والخالدة ...!!لكنهم لم يتخلصوا من الإعراب،فكراً وممارسة ودوراً مؤثراً سلباً على أصالتها وروعتها، وعلى السعي الحثيث والجاد لإحياء رسالتها الخالدة، في الحق والعدل والحرية والمساواة،وفي الكفاية والتقدم والازدهار الإنساني... قال تعالى(وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات 13
فأين التقوى لدى هؤلاء الأعراب ، وخاصة أعراب اليوم،عبيد أسيادهم...؟! إن العبيد لأنجاس مناكيد... ، الذين قال فيهم الباري أيضاً إن /الأعراب أشد كفراً ونفاقاً / التوبة97والمفارقة الأغرب والأعجب ، أن هؤلاء الأعراب يشترون أسيادهم الأمريكان والصهاينة وبدولار شعوبهم...، وهذا ما أعنيه...، وليطمئن هؤلاء الأعراب ، من حكام الخليج ، بأنه لن تكون هناك انقلابات عسكرية ضدهم تسقطهم وتسقط أنظمة حكمهم العائلية، بل ستكون هناك ثورات شعبية حقيقية ، تطيح برؤوسهم ورؤوس عائلاتهم الحاكمة ومن معهم وإلى جهنم و بئس المصير جميعاً، وتنتهي إلى الأبد، أسطورة أنهم يملكون الأرض ومن عليها ،وما فوقها وما تحتها ،بتفويض إلهي مزعوم إنهم بهذا كاذبون ومنافقون كما تعلمون، وسترمي سيدتهم أمريكا ببقاياهم في البحر، لانتهاء صلاحيتهم...، وهذه ليست نبوءة، بل بالتحليل البسيط...، تبين أنه من المستحيل استمرار وجود أنظمة حكم من القرون الوسطى في القرن الواحد والعشرين بالتأكيد ، وأن غداً لناظره قريب ويبدو لي انه قريب، وقريب جداً جداً،وأسيادكم يدفعونكم إلى هذا المصير الأسود دفعاً، شئتم أم أبيتم،علمتم أم لم تعلموا شتان و الله أعلم.فاستبشروا يا عربان المضارب
وبالمقابل تحية إجلال وإكبار للأشراف والأحرار من هؤلاء غير الموسومين بالعبودية للأجنبي ،ولم يوصموا بهذا العار أبداً ...،وأعتقد أنهم قلة،لكنهم الأمل بتصحيح الأمور،بما يجب أن يكون الأصوب والأفضل...، قبل قدوم العاصفة لا بل الإعصار المدمر...لعل وعسى...؟
2ـ:مهبط الوحي و العرب:
ولا أعني بالحديث عن هذه الأرض المقدسة والطاهرة ،التي هي مهبط الديانات السماوية ،والذي يستدعي السؤال الكبير، لماذا لم يبعث لا نبي ولا رسول إلا في ارض المشرق العربي، منذ أول الأنبياء، إبراهيم الخليل عليه السلام،إلى خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، مروراً بموسى وعيسى عليهما السلام ، وبنحو مئة نبي ورسول عليهم السلام جميعاً؟!
وللعلم النافع وببساطة نقول،أنه ليس كل نبي رسولاً، و إنما كل رسول نبياً حتماً،لذلك كان حجم الأنبياء كبيراً جداً و حجم الرسل قليلاً جداً، فهل لأنها أرض طاهرة ومقدسة ،أم لان أهله أهل للإيمان و حمل رسالات السماء،أم للاثنين معاً... ؟! و الله أعلم ، و لا اعني أيضاً أن الإسلام قد وحد العرب المشتتين في دولة واحدة ، قوية وجبارة وحضارية وإنسانية...، حررت شعوباً وجماعات كثيرة من الظلم والطغيان والحرمان ،و نشرت الخير والرفاه والمحبة والسلام في ربوعهم ،وبسطت قيم الحق والعدل والمساواة فيما بينهم وحسب،بل تفاعلت وتلاقحت الحضارة الإسلامية مع حضارات تلك الشعوب العريقة،وأصبحت الدولة العربية الإسلامية بفضل الإسلام،و قادة المسلمين الراشدين العقلاء العادلين...، دولة عظمى وحضارة أسمى ،ومنارة إنسانية مثلى للناس أجمعين ، ورغم كل هذا ، فالعرب قبل الإسلام يعتزون بأنهم حملة الرسالات السماوية إلى البشرية كلها، و يفاخرون بدياناتهم الإبراهيمية و المسيحية والموسوية وغيرها...، التي تفتحت في أرضهم ،ولا يفرقون بين الأنبياء والرسل جميعاً أبداً...،قال تعالى /آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير/البقرة /285/،وهذا ما أعنيه أننا أمة واحدة وإخوة في الله ، وبالتالي لا يجوز لأحد أن يكفر أحداً بالمطلق أياً كانت ديانتهما ،وبالتالي من كفر مؤمناً فهو كافر ! وهذا معنى الحديث "أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" و الحديث ومن رمى مؤمناً بالكفر فهو كقتله صدق النبي (ص)