ثانياً: رأس حربة التدخل الدولي في سوريا: تعليل و تحليل واستنتاج
ولا اعني بالحديث أيضاً عن تركيا ،التي حكمت العرب والمسلمين أربعة قرون من /1516/ إلى /1916/...،باسم الخلافة الإسلامية ، التي حلم أردوغان بالإمبراطورية العثمانية نفسها،المستحيلة التحقق أو الوجود بالمطلق...
هذه السلطة العثمانية،التي مارست إبائها سياسة التتريك في الوطن العربي ،فقتلت و ظلمت وأهانت و شردت،وضيعت أبناء الكثير من الناس في (سفربرلك) الشهير،وعلقت المشانق للأحرار من العرب في دمشق وبيروت ،واستبدلت دولة الحضارة والحرية والعلم والتقدم والازدهار،والإشعاع الفكري والأخلاقي الإنساني،بدولة التخلف والجهل والفقر والمرض والجوع والقهر...،وتركتنا نحن العرب خلف الأمم بعشرات السنين ...،بعد أن كنا في طليعتها ومنارتها..، فاخجل من نفسك أيها القائد الأرعن،و كفر عما اقترفته سلطتكم من آثام بحقنا عبر التاريخ ،وعما تفعله أنت بنا الآن...، بعد أن فتحنا صفحة جديدة مشرقة للعلاقة الأخوية بين سوريا وتركيا،وفتحنا لكم أبواب الشرق العربي والإسلامي على اتساعها ..،فتأتي اليوم،لتمارس الإرهاب والحصار والتهديد بالعدوان،على من مد لك يد المحبة والصداقة والأخوة والتعاون..، تنفيذاً لأوامر أسيادك الأمريكان والأبالسة الصهاينة...،فيا للعجب العجاب من هؤلاء الحكام العابدين لذواتهم المريضة بجنون العظمة،كالطبلة الفارغة..!!.
فهذا الحلم الإمبراطوري العثماني يا سيد أردوغان،أيقظه لديك القائد الامبريالي الصهيوني،لتكون قائداً قوياً في العالم الإسلامي من جهة أولى،و لتكون شريكاً ضعيفاً و تابعاً لهذا القائد الأمريكي الإسرائيلي من جهة ثانية،لتحقيق المصالح المشتركة للغرب الاستعماري،وخاصة إسرائيل في هذه المنطقة...، و لك من ذلك الفتات، فلماذا يا هذا ؟!
لا بل أن هذا القائد الحالم،مع الآسف،قد وافق على تركيب رادار للدرع الصاروخي الأمريكي في تركيا،الذي قواعده الصاروخية المضادة للصواريخ في إسرائيل وغيرها،وهذا لحماية إسرائيل أولاً، فكيف يفسر لنا هذا النفاق والدجل بالإعلان الممجوج عن وجود خلاف حقيقي مع إسرائيل ؟والذي اعنيه بالحديث في هذه المقالة هذا،وأيضاً لماذا جعل هذا الأفندي المخادع الغشيم ،من تركيا الجارة العظيمة،رأس حربة للحلف الأطلسي القاتل الإرهابي، الذي لا مبرر أساساً لبقائه لولا ذلك ؟ولولا انه بالتأكيد موجه ضد شعوب المنطقة ،وخاصة الآن ضد سوريا؟
والذي أعنيه أيضاً، هو لماذا يفعل الطيب أردوغان ذلك، بدلاً من أن يكون قائداً وشريكاً قوياً،مع قادة ودول وشعوب العالم العربي والإسلامي،في بيئته وفضائه وحاضنه الأرحب ،سورية والعراق وإيران وكل ارض العرب والمسلمين .. ،لما فيه خير وتقدم وازدهار بلده وبلدان هذا العالم الكبير؟! باقتداء هذا الفضاء بنموذج الحكم العلماني الديمقراطي الحر الإنساني الحضاري المتقدم ،الذي أرساه في تركيا حزب العدالة والتنمية في هذه الدنيا،أي في الواقع،ومحتفظاً بجذوره الحضارية و الأخلاقية و الإنسانية الإسلامية في الدين الأرحب أيضاً؟!
و الذي أعنيه و أحذر منه بشدة ثالثاً،أن ما يقوم به الأفندي أردوغان في بلده و البلدان الإسلامية الشقيقة، سيسهل المهمة على الصهيونية و الامبريالية،وهي تمزيق تركيا العظيمة وإضعافها، لا بل تدمير ما يمكن مما أشادته من تقدم حضاري وإنساني أيضاً...، لذلك انتبهوا أيها الأشقاء الكرماء ،وتصرفوا بسرعة وجدية وحكمة، لتحفظوا بلدكم موحداً أرضاً شعباً ، ولتصونوا حضارتكم وكرامتكم وقيمكم النبيلة ، فالمتربصون بكم كثيرون جداً، ولكم في التاريخ عِبرٌ مؤلمة من هؤلاء الأغراب الأشرار..؟
لذلك وبناء على ما تقدم ،فأنني أنصح بتقدير هذا القائد أردوغان،المتفاخر بجنون العظمة المضخم أمريكيا لديه ...، الذي كان يوجه النصائح للقادة بصيغة الأوامر الوقحة كأنهم ولاة عنده،وبالرغم من أنه متسلح بالعلم العصري وبالقيم الأخلاقية الإنسانية ،وبالغرور الفاحش والهوى الفاضح أيضاً ...،أنصحه باحترام أن يعود إلى أصله و ماضيه المشرق في العالم العربي والإسلامي ،خير له ولدولته و لهذا العالم أيضاً، أي أنني اعني بوضوح،أن يكف هذا الأحمق عن هذه الأعمال الصبيانية الخطيرة جداً وغير المسؤولة ،وأن يعود إلى قواعده الأصيلة والآمنة والدافئة والغنية هذه...، إذا أراد الاستمرار بالحكم،كما كان قبل انحرافه الكارثي الأخير ، فليرجع غانماً سالماً حراً قوياً و صادقاً،أفضل له وأجدى ....؟!.
لا بل أنصحه أكثر وباحترام أكثر،أن يتخلص من انفصام الشخصية التركية الموزعة بين الغرب و الشرق و يخلصها أيضاً،وأن يعيش بالتالي فيها ومعها موحد الإرادة والشخصية والقرار ،لذلك يجب أن يتخذ قراراً مبكراً و جريئاً بالانسحاب عاجلاً وليس آجلاً من حلف شمال الأطلسي ،الذي لم ولن يعد له مبرر لاستمرار وجوده أصلاً ...،لزوال موجبات هذا الوجود أيضاً،كما ذكرنا،فليس لتركيا العظيمة مصلحة تذكر،في بقائها في هذا الحلف المعادي،لها و لعالمها الإسلامي ،وللشرق عامة بالمطلق .
كما أنصحه بأدب جم أيضاً، أن يسحب طلب انضمام تركيا، التي هي ليست أوربية بالأساس و لن تصير، حتى لو ضمها للاتحاد الأوربي حقاً، فلن تكون إلا هامشية الحضور والتأثير عملياً، في هذا الاتحاد ،الذي ترفض بشدة الدول الفاعلة فيه انضمامها إليه ،كفرنسا وألمانيا وإيطاليا...، ولن يقبل الأوربيون بشكل عام بها دولة أوربية مسلمة بينهم ، فلماذا تقف على أبوابهم بمثل هذا الذّل غير الضروري لها وغير اللائق بها ، فكفوا عن إذلال أنفسكم بهذا الطلب الوهمي أكثر من ذلك، واحفظوا بلدكم وأمتكم العظيمة و كرامتكم الغالية،أفضل لكم ألف مرة من هذا الغرض الذي تسعون بالمطلق.
وأخيراً لا أدري من أين أتتني هذه الثقة ،بأن السيد أردوغان سيفعل الحق و الصواب،و يصحح كافة المواقف السياسية والاقتصادية..، التي أساءت جداً له ولتركيا الصديقة والشقيقة،ويعيد الأمور إلى نصابها، التي كانت سائدة قبل أزمة العلاقات مع سورية،المفتعلة والخطيرة،والتي ستذهب إن شاء الله إلى غير رجعة...؟! وربما جاءت من تحليل سليم لتسارع الأحداث و المواقف و النتائج المتوقعة، بما ينسجم مع المصالح المنشودة للطرفين ومع وعي المصالح؟! ربما هذا تمني لا تحليلاً ولا معلومة ...!!أرجو أن يتحقق بإذن الله...
ثالثاًـ الجامعة العربية وخلها الفاسد: الجامعة وفلسطين ج 2
1ـ الجامعة ومخازيها : تحليل وتعليل و استنتاج
ومن مخازي الجامعة العربية ومساوئها،أنها منذ إنشائها،تحمل في أحشائها بذور فشلها الحتمي...،فقراراتها بالإجماع في ميثاقها،ورفض دولة واحدة يسقط القرار،وهي غير ملزمة لدول أعضائها،وإذا أرادت ذلك فعلاً،فليس لديها الوسيلة لفرض تنفيذها .
وكان دورها بالأساس منذ النشأة،تعطيل الخطوات الصحيحة والإيجابية الممكنة أن تؤدي إلى قيام دولة اتحادية كبرى، تمتلك حضارة العصر،وتكون ومنارة مشرقة للأخلاق والقيم السامية الإنسانية.في العالم...
وإلا أين الوحدة الإقتصاديةـ السوق العربية المشتركة ـ المنطقة الحرة العربية الكبرى ؟! وأين البرلمان العربي المنتخب ومحكمة العدل العربية ....؟!وأين الكثير الكثير...؟! والأهم أين ميثاق نظام الدفاع العربي المشترك ،في الحروب الإسرائيلية العدوانية على العرب في 56ـ67ـ73ـ82(لبنان)ـ2006(لبنان)2009(غزة فلسطين)...ويكفيها خزياً دورها في رباعية العار:
ـ أولها:قرارها بالسماح لأمريكا وحلفائها وعملائها من العرب باحتلال العراق لا بل شارك بعضهم في ذلك ، وتحطيمه كدولة وحضارة،وتدمير قواه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية...، وتدمير كل ما هو عصري فيه أيضاً،لا بل وتخريبه،ومزقته وأشعلت فيه النزاعات العرقية والطائفية و المذهبية وغيرها الكثير...
ـ ثانيها: أنها دعت وسهلت وشاركت باحتلال ليبيا، وقتل الآلاف من شعبها وتدميرها كدولة وكيان ومؤسسات وبنى حيوية...، طمعاً بنفطها وثروتها ،وليس حباً بالحرية والديمقراطية كما تدعون كذباً وتضليلاً..
ـ ثالثها: تدخل مجلس التعاون الخليجي المسلح الباغي، ضد شعب البحرين المسلم والمسالم والمنتفض من أجل حقوقه المشروعة،في الحرية والديمقراطية و المساواة...!!
ـ و رابعها: العار كانت التدخل السافر والباغي لهذا المجلس عبر الجامعة العربية أداته...،في الشؤون الداخلية السورية،بكل أنواع الحروب الأمنية والاقتصادية والنفسية والإعلامية المسلحة القذرة ، ومعها نصف العالم،وما يملك من أحدث الأسلحة الحربية والالكترونية والمعلوماتية وغيرها،وهو هائل جداً، وأيضاً هجومها الشرس والجبان،بأدواتها ومرتزقتها المتوحشة والضارية على سوريا،نيابة عن أسيادها أمريكا والغرب وإسرائيل ، ولا تزال تعمل قتلاً و تدميراً و تخريباً لكل شيء فيها ، و تغض هذه الجامعة الموقرة النظر الأعمى البصيرة قصداً،عما يجري أمام عينيها أو بقربها أو أبعد من ذلك بقليل كما في البحرين الجرح النازف أبداً أو في الصومال المنكوب فاقئاً عينيها بالدم و المجاعة و التشرد....!!.
ومن مخازي الجامعة العربية ومآسيها وبالتخصيص أيضاً،أنها أقرت المبادرة العربية في بيروت 2002، و بالتالي أقرت بسلب فلسطين عام 1948، وستصافح بموجبها الغاصب والقاتل الصهيوني الإسرائيلي ...!!
2 ـ الصرخة الأخيرة :
و إنني لأصرخ بصوت عال جداً ، بوجه الحكام العرب و أمثالهم في العالم كأمريكا وفرنسا وتركيا وألمانيا المندسة...، بصراحة و قوة، من ندبكم لتعبثوا فساداً في سوريا؟!من دعاكم لتخربوا ما استطعتم من إرث سوريا الحضاري ،و معالمها الخالدة عبر التاريخ؟! و من فوضكم بأن تهدروا الدماء السورية الذكية،وتنشرون القتل العشوائي المجاني أبنائها الأبرياء،كائناً من كانوا و أينما كانوا،فأنهم سوريون دماؤهم أغلى ما في الوجود على سوريا وشعبها؟!أم أنكم تحركتم لفعل ما فعلتم...،و ما تفعلون،همةً منكم لنصرة أخوانكم السوريين...؟!نصرهم الله عليكم ، فإذا صح هذا فأين كانت نخوتكم عندما كانت إسرائيل تدمر لبنان في 2006؟!و أين كانت مروءتكم عندما كانت إسرائيل تحرق قطاع غزة براً و بحراً؟!أين ناموسكم عما يجري في البحرين ....؟!أين كانت فروسيتكم عندما سهلتم و ساهمتم بتدمير ليبيا دولةً و شعباً و مؤسسات وبنية تحتيّة...؟! بل أين كنتم و أموالكم التي تهدرونها في الإجرام والقتل والتآمر على أخوانكم العرب،و أين انتم بدلاً من أن تهبوا لإنقاذ الصومال من الصراعات الدموية،و إنقاذ أطفاله وسكانه من الموت والمجاعة،وأن تهبوا أيضاً لإنقاذ أطفال ونساء فلسطين وشعبها من الحصار المجرم ومن قتل إسرائيل وتدميرها للبشر و الحجر و الشجر...؟!فأين انتم من كل هذا ؟ بالله عليكم أين انتم من كل ما جرى ويجري من كوارث و مصائب في الوطن العربي...!! إنكم هنا في سبات عميق..،لكنكم تسرعون الخطى،لإنقاذ أسيادكم أمريكا و الغرب من الانهيارات المالية والاقتصادية.....أليس كذلك؟!!!
ارفعوا أيديكم وعقوباتكم عنا،وكفوا بلائكم و بلاء أسيادكم عن شعبنا،واتركونا وشاننا لا نريد منكم شيئاً،إلا أن تخجلوا إذا بقيت لديكم ذرة حياء ،فنصرتكم الأخوية بالحرب الشاملة والعقوبات الجائرة والحصار الظالم من أصابت بضررها وآذاها أعدائنا،والتوا بنارها إلا الشعب السوري المدعين نصرته،كذباً ونفاقاً وتضليلاً،فوالله نحن لن نركع ولن نساوم أبداً، لن نسلم ولن نستسلم إطلاقاً ،صدقونا دونكم بآلف خير وخير بإذن الله ...، ،فافهموها يا بغال الطنابر،وحلوا عنا ،والله معنا فلا خوف علينا ولامن يحزنون
فالآمر في النهاية لله و لشعوبكم.؟!!
فكل ما فعلتم و تفعلون،شئتم أم أبيتم،هو لمصلحة إسرائيل الإعراب ووجودها،و ضمان آمنها و تفوقها و تأمين هيمنتها على المنطقة،لتحقيق مصالحها ومصالح حلفائها،على حساب الشعب العربي والشعوب الإسلامية وثرواتهم المسلوبة جهاراً نهاراً..،كما نذكر مراراً و تكراراً.لماذا يا حكام العرب الأشاوس و الصالحين...؟!!
ولقد أثبتت مواقف وأفعال الجامعة ،أنها في الحقيقة والواقع ،ليست سيدة نفسها ،ولا تملك الإرادة الحرة ،ولا القرار المستقيل،ولا تملك إلا أن تكون أداة طيعة،سريعة الاستجابة لإملاءات سيدها الأمريكي،وأوضح الأدلة الحديثة على هذا ما تقوم به الآن هذه الجامعة تجاه سوريا ،التي تقول لها:من كان بيته من زجاج فلا يراجم الناس بالحجارة ...،وكفى... أصلحكم الله يا حكام الجامعة ويا جامعة الحكام السقيمة والآثمة،وجعلها الله القادر إتحاداً عربياً.قوياً بأنظمتها المختلفة ...،لتحتل مكاناً لائقاً بها تستحقه تحت الشمس إنشاء الله.
برسم الجامعة و فلسطين
وأورد بدون تعليق الوثيقة التالية المؤرخة في/21/تموز1941 وهي رسالة من عبد العزيز آل سعود إلى بريطانيا العظمى /بسم الله الرحمن الرحيم ،أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل السعود أقر واعترف آلف مرة للسيد برسي كولس مندوب بريطانيا العظماء لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم كما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة/
المصدر:/جريدة الوسط /على موقع جهينة نيوز / بتاريخ/2012/