news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
محطات سورية مثيرة _ الجزء الخامس ... بقلم : نصر زينو

خامساً محطات سورية مثيرة:    هموم سورية ج 3


1ـ الأخوان والجماعات المسلحة:

   تحليل وتعليل واستنتاج .

 

 الذي أعنيه بالمقاربة من هذه الأزمة، هو أن الحرب الحقيقة المعلنة على سوريا ، من العالم الاستعماري كله والجوار الصديق ، وبعض العرب الأشقاء أيضاً يا حسافة....، ومن الداخل العميل الخائن والمجرم الإرهابي أيضاً...، بكل ما لديهم من الإمكانات والطاقات ،وهو هائل جداً ،هدفها الأساسي والوحيد ،هو ضمان استمرار وجود إسرائيل،وبقائها آمنة قادرة على الهيمنة على المشرق العربي،وعلى ما تستطيع من العالم الإسلامي أيضاً...، ونهب ثروات وخيرات الجميع....، تحقيقاً لمصالحها ومصالح الغرب المشارك بقوة في هذه الحرب القذرة...، وليس هناك على ما اعتقد هدف آخر بالمطلق...،لان الركيزة الأساسية المقاومة للمشروع الأمريكي الصهيوني في الشرق، هي بالتأكيد سوريا أولاً ومعها إيران والمقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية والعربية الأخرى، مدعومة من أحرار العالم ...

 

 فيا أيها المعارضون الشرفاء الوطنيون الأحرار، اتقوا الله بأنفسكم وأهلكم  وبلدكم ووطنكم،و تعالوا إلى الحوار الإيجابي البناء الشامل،الجاد والمجدي،لبناء سوريا الوطن العزيز، سوريا المحبة والتقدم والاستقرار،سوريا الحرية والديمقراطية والقانون،سوريا الحق والعدل والمساواة،سوريا الأمن والأمان والسلام....، تعالوا ولا تترددوا رجاءً...، فلقد انتصرتم جميعاً في سوريا،في معركة الإصلاح والتحديث والتطوير ، بالانجازات التي تحققت حتى الآن...، والآتي سريعاً على الطريق كثير، لاستكمالها بكل صدق وأمانة وعزم أكيد ..،واستعدوا لخوض انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، بإشراف هيئة الانتخابات القضائية العليا المستقلة، وبوجود مراقبين عرباً وأجانب ممن يرغبون بذلك،لإثبات صدقتيها ونزاهتها ،وفي هذا السياق نقول إنها ستجري حتى ولو في خِضَم المعركة،التي تخوضها سوريا... ،بأشراف شعبها العظيم،وبجيشها القوي الآبي ،وبقواها الأمنية البطلة والمضحية دائماً...، ضد العصابات الإرهابية المسلحة ...،و ليست التنظيمات المسلحة، لأنها لم تعد كذلك علمياً...، فالأخوان المسلمون الشرفاء غير الضالعين في الأعمال الإرهابية فمرحباً بهم وأهلاً....، فهؤلاء هم الأخوان المسلمون الحقيقيون المعتدلون والوسطيون،وهم الأغلبية الساحقة الكادحة في القواعد المقموعة بقوة و قهر كبيرين،بصخب الخارج وضجيجه، وهم الذين يؤمنون،بان المسلم اخو المسلم ، دمه وعرضه وماله .....حرام حرام عليه، والأخوان المسلمون هؤلاء...، عقيدتهم الإسلامية الحضارية الإنسانية الأرحم والأرحب،لا تسمح لهم إلا أن يكونوا وطنينين أحراراً وشرفاء،و النصر في النهاية لن يكون إلا للخير والحق و العدل ...بإذن الله؟

 

أما الأقلية القليلة في الخارج و امتداداتها الضئيلة في الداخل، هي الأغنى والأقوى والأعلى صوتاً ...، لأنها المدعومة والممولة من الخارج،بالمال والسلاح والمعلومات ،وربما المخدرات والنساء أيضاً،والتي تعيش في أحضانه، فلا بد لها إلا أن تكون عميلة وخادمة مطيعة له،تنفذ أوامر وتوجيهات أسيادها هؤلاء ،الذين لا يريدون إلا الشر بالوطن والأمة ،والتلاعب بمصيرهما ، ويتجلى هذا الشر المستطير على الأرض...،بأفعال المعارضة الخارجية العميلة،التي لجأت مؤخراً إلى أسلوب التفجيرات المتنقلة،بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والتفجيرات الانتحارية،وكما هو معلوم،ليس هذا إلا دليل على إفلاسها،وقلة حيلتها ،لأنها تعرف بالتأكيد وبالتجارب،أن هذه الأعمال لم ولن تسقط نظاماً بالمطلق خاصة إذا كان هذا النظام مع الشعب ومعبراً عنه،(ولا بد من القول هنا أيضاً إن الانتحاري هو إرهابي إذا قتل الأبرياء من الناس، و إلى جهنم وبئس المصير...،و الانتحاري هو مجاهد استشهادي،إذا قتل الأعداء بالحق ،فإلى الجنة و نعم المصير...،وهذه معادلة بسيطة جداً للتمييز بدقة وسرعة بين المجاهد و الإرهابي عملياً...؟)

 

 وهؤلاء الإرهابيون، حاقدون تكفيريون وقتلة مجرمون مأجورون...،ينفذون ما يأمرون به من أسيادهم ، الأعداء الحقيقيين لهم ولوطنهم ولأمتهم أيضاً، كمرتزقة بالتعاون مع أمثالهم الأجانب القادمين من بلدان مختلفة بما فيهـم ( الكوماندوس الإسرائيلي وغيره)، المنظمين والمدربين جيداً،على قتال الشوارع والمدن،وعلى حرب العصابات أيضاً،وعلى استخدام أحدث الأسلحة المتطورة التي يملكونها فعلاً، و على استعمال أجد أنواع الاتصالات عالية الدقة ،وعلى إدارة الأجهزة الهائلة القدرة على الأعمال الالكترونية المضادة أيضاً،وهكذا فهؤلاء فعلاً عصابات مسلحة ،وليسوا أجنحة عسكرية لقوى ومنظمات سياسية ،كما هو متعارف عليه عالمياً..!!.

 

فتبصروا وتفكروا وأعقلوا أيها الأخوة المواطنون،وعودوا عن غيكم،واتبعوا الحق والصواب، خير لكم ولأمتكم  بإذن الله، لأن هؤلاء الأسياد،هم الأعداء التاريخيون الأمريكان والصهاينة والغرب الاستعماري لهذه الأمة،كما تعلمون في الحقيقة والواقع والتاريخ...،

 

ورغم كل شيء ،يجب القول لهؤلاء السوريين المضللين،أعضاء تلك المجموعات ،إن كنتم عرباً سوريين ومسلمين حقيقيين ،فعودوا إلى رشدكم والى عروبتكم ودينكم ،دين الرحمة والحق والمحبة والسلام ،واتقوا الله ربكم ،أنه كان تواباً رحيماً، لعل وعسى تسمعون القول ،فتتبعون أحسنه، إلا إذا كابرتم و أنكرتم كل شيء، فالآمر لله عندئذ....

 

أما هؤلاء الأخوان المسلمون المزيفون،الذين هم من الأقلية كما ذكرنا،والذين يعلن مرشدهم العام في الخارج...!!،أنهم لا يريدون حواراً مع السلطة، ولا يريدون إصلاحاً ولا من يحزنون، بل يريدون إسقاط النظام ليس إلا،تمهيداً لتمزيق الدولة والكيان،كما،يريد الأمريكان ،فهؤلاء في الحقيقة والواقع،هم في خانة الخونة والعملاء للأعداء،ومعهم  المعارضون القابعون في استنبول الأكثر عمالة وخيانة،الذين ما فتئوا يطالبون بالتدخل الخارجي المسلح وغيره...، ولو كان الشيطان...، وإلا لماذا لا يخوضون جميعاً بأنفسهم،وعلى الأرض الحرب التي أشعلوها ولا يزالون إن كانوا صادقين..؟! و ليس من فنادق الخمسة نجوم أيها الضلاليون المضللون المنافقون الكاذبون الخائبون أبدأً..!!

 

فاحذروهم انتم الأخوان المسلمون الشرفاء أولاً، واحذروهم أنتم المواطنون العرب السوريون الأحرار الطيبون أيضاً...!!

 

وختاماً أقول،أخيراً أنه،بالتحليل العلمي المتكئ على الواقع،وصلنا إلى هذا الاستنتاج،فإذا لم يكن كذلك،فيجب أن يكون وفق ناموس تطور الأحداث...،أو ربما هذا ما أتمناه حقاً،وأرجو أن يتحقق جدياً ...،وإلا فاعلموا أن كل ما جرى ويجري من أجلك يا إسرائيل الأعراب ...!!

 

2ـ السفهاء المناكيد:

 

عاد المتنفذون المتسترون بعباءة ادعائهم ،بصدق التزامهم وولائهم وحرصهم البالغ على الدولة والنظام ،للانشغال أكثر، بتقييم الناس وتصنيفهم الهوائي بين موالٍ وخصم ،بين مع وضد ،وكأنهم هم القيمون الأُوَلُ على هذا النظام ،وربما على الوطن أيضاً .. ،أما بقية الناس ،فلهم أن يتلظوا قهراً ،بكتم غيظهم الشديد لسنوات طويلة،من هكذا مواقف وممارسات سلبية وضارة جداً ...،من هؤلاء وأمثالهم الكثير ،هذا من جهة ..،ومن جهة أخرى ،مع الأسف الشديد،والشديد جداً، فقد تخاذلوا تخاذلاً مزرياً،و أساؤوا إلى أنفسهم،وإلى الفئة التي ينتمون إليها إساءة بالغة،بتهرب بعضهم بالمخاتلة والمداراة وبحجج واهية،من المشاركة الفعالة في مسيرات التأييد،لنهج الإصلاح المعتمد ولبرنامجه الشامل والجذري المعلن،والمباشر عملياً بتنفيذه بجدية ومسؤولية وسرعة بائنة،بحزمة القوانين والمراسيم التي صدرت،وبالإجراءات الصحيحة و الفاعلة، التي تنفذ بإشراف مباشر من القائد الحكيم و البارع..،ونقول هنا انه إذا صح هذا الادعاء، ولا أحداً أنكره حتى الآن،فيكون هؤلاء جزء من شريحة فاسدة ومفسدة،لا يهمها إلا مصلحتها الشخصية ومنافعها الخاصة.. و الله أعلم ...،ومع الأسف الشديد والشديد جداً أيضاً،عودة هؤلاء الغطرسة والبطر والتعالي الفارغ على الناس ،حتى قبل أن تنتهي هذه الأزمة الأخطر...، لا بل والتباهي السخيف أيضاً،بأنهم هم أهل الثقة والمسؤولية،والتصرف بحرية المدعوم،وهماً كان ذلك أو حقيقة فهو يائس وبالغ السوء، ولن تسترد هذه القلة من الناس ما فقدت من هيبتها ومصداقيتها وقبولها بين الناس،إلا بالتوبة الصادقة   والتطهير الذاتي والاعتذار بتواضع جم، عن الأخطاء والإساءات المتراكمة.المرتكبة..، من الناس الذين تعيش بين ظهرانيهم ،واجزم أنهم سيسامحون بمحبة ويغفرون بمودة،لان هذا من شيمهم الأصيلة...،هذا على الأقل ما تناقله الناس في الأزمة الراهنة،و الذي يقتضي منا التزاماً بالحقيقة العلمية،والواقع الموضوعي القول،أن أمثال هؤلاء المناكيد السفهاء ،موجودون في كل فئات المجتمع ،وفي كل المجتمعات في العالم قاطبة...،و لا باس عليكم ولا من يحزنون....!!

 

ولولا أسياد الفساد،من الذين يدعون،أنهم محميون ومدعومون،ولا يطالهم...، حساب أو عقاب، ولا من انضوى تحت لوائهم ،ولا من شاركهم الغنائم أيضاً...!!لما تشجع غيرهم الأقل شاناً ومسؤولية،ولما انتشر الفساد بهذا الحجم والسرعة،حتى غطى كل شيء في هذا الوطن ،وخرب النفوس والرؤوس والأفئدة والضمائر،وعمم ثقافة الأنانية والانتهاز والوصولية،والاستهتار بالأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة،يصعب استئصالها من الجذور في المجتمع،ما لم يبدأ التطهير الجذري والجدي برؤوس الفساد،الذين اعتقد أن ملفاتهم كثيرة وجاهزة...،كخدام ورفعت وأمثالهما،وهم كثير...

 

فهؤلاء مسؤولون مباشرة بهذا الفساد عن توفير المناخ الملائم الفعلي للغزو الحقيقي المعادي لسوريا ،الذي هيأ ويهيأ أيضاً ساحة المعركة المناسبة لهذا العدوان السافر و الوقح ،الذي لا يزال جارياً على الوطن و الأمة، وهؤلاء بالتالي  يجب محاسبتهم تحت تهمة الخيانة العظمى(سنمر على ذلك لاحقاً)، ومن لا يصدق ذلك فليعد إلى الشارع ويلتقط نبضه ،وإلى الواقع ليلتقط الحقيقة أيضاً، قدر المستطاع...؟ نعم هؤلاء مخربون مدانون بالوقائع و الأدلة الحياتية المعاشة الدامغة، بارتكابهم الإثم الكبير المرتكب بحق سوريا الوطن والإنسان، وأعانها ونصرها على أعدائها في الداخل والخارج ، والحقيقة انه  لولا الداخل العميل، لما كان هناك خارج،بهذا القدر من الوقاحة والشراسة والتطاول المباشر،على قائد الوطن،وعلى سوريا الموقع والدور والمواقف الوطنية والقومية الصائبة والثابتة..،سدد الله خطى كل الشرفاء المخلصين الطيبين كائناً من كانوا،وأينما كانوا جميعاً العاملين ...،على انتصار سوريا وشعبها وقائدها،وهو خير الناصرين

فتبصروا واعتبروا واعذرونا للصراحة ،اللهم اغفر لنا و للسفهاء منا ،ورب اغفر لهم لأنهم لا يعلمون...

 

3ـ الإعصار الإنساني المدمر:

عطفاً على ما سبق نقول بصراحة مؤلمة،أنه و للآسف الشديد جداً فقد يتداول حديث الشارع ،أن المتنفذين الفاسدين و المفسدين و المتسلقين،راكبي الموج الرابح دائماً،قد عادوا وعاد معهم وبهم،عدم الاعتماد على مبدأ الكفاءة والنزاهة،وعدم وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب ، وعاد معهم أيضاً،الذين ينضمون تحت لوائهم،ويحتمون بمظلتهم،كما يدعون...،وهؤلاء هم من كل فئات الشعب،لكنهم لا يمتون بأي صلة بالمطلق،إلى قيم و شيم و أخلاق الشعب العظيم،الذي نعتز و نفتخر.. ،فلولا هؤلاء لما وجد الفساد بهذه الطريقة المرعبة،و لما انتشر بهذه الشمولية و السرعة الفائقة ،كما قلنا،و لما وصل الى هذا الحد من العلنية الفاحشة،و الاستهتار الفاضح بالقانون و النظام و الأخلاق..،باعتبارهم فوقهما،و فوق المساءلة و المحاسبة و الجزاء...،مما شجع الكثيرين غيرهم على الفساد بالعدوى،أو باقتسام الغنائم...،و هذا يفسر بصدقية، كيف أصبح هذا الفساد بهذه القوة و الشراسة و التجذر و الاتساع المخرب...،وبهذه القدرة على تدمير ثقافة الإنسان الأخلاقية، وتخريب إيمانه بقيم الحق و العدل والخير المساواة،وكأنه إعصار حقيقي رهيب...!!.

 

وهذا هو عين الحقيقة و الواقع ،وكأنهم بالتالي أي هؤلاء ،هم القيمون على أمور الناس العامة وعلى شؤونهم الخاصة،وعلى الأمن والاستقرار في البلد،الذي اخذوا منه كل ما يريدون...،واعتقدوا أنهم سيفوزون بالتسلط والتعالي على الناس،وإيمانهم بأنهم هم السلطة ورجالاتها،وهم النظام وحماته والفاعلون فيه ، والمسؤولون عن كل شيء فيه ،أي في هذا النظام ، و بالتالي نسوا أو تناسوا ان هذا الكم الهائل من تراكم الأخطاء و الإساءات ،التي أدت إلى تكديس هذا الكم الهائل من الأحقاد والضغائن والكراهية...،التي ولدت بالتالي هذا الكم الهائل من الرغبة في الانتقام والثأر،لكرامتهم وحريتهم وتعتيرهم، مما أصابهم من إذلال وإهانات غير مبررة،إلا اللهم إلا إشعار الناس،بأنهم الأخص المميز و القادر على فعل كل شيء ، مما جعل الكل مُساءٌ إليه ومستاءٌ من المستكبرين الذين أساؤوا لأنفسهم وحتى للفئة التي ينتمون إليها التي هي كبقية فئات الشعب ،الوطنية الشريفة ،والتي تفتخر معها بالوحدة الوطنية الراسخة ،والتي تعتز معها أيضاً بصمود هذه الوحدة وتصديها بجدارة واقتدار لكل التحديات والمؤامرات ....،في سبيل حرية وعزة وكرامة الوطن والمواطنين بالمطلق.

 

وقد التقط هذه الظاهرة الخطيرة والسيئة ( الفساد)،كبار قادة المؤامرة الأكبر والأخطر على سورية،وزادوها ضخامة وخطورة بالشحن الطائفي والمذهبي،لخلق الفتنة والفوضى،وإشعال الحرب الأهلية،التي تسمح لهم بالتدخل المسلح الفعلي،لتدمير الدولة وتمزيق سوريا وخلق دويلات فيها طائفية متناحرة أيضاً،تكون إسرائيل هي الأكبر والأقوى على الهيمنة على المنطقة لعشرات أو ربما مئات من السنين ...،والله أعلم...!!

 

و بالاختصار فأن أسياد الفساد الطغاة الأقدمون،خدام وأمثاله نماذج حية ،ارتكبوا خطيئة كارثية بحق الوطن الأعز،وبحق المجتمع بكافة أطيافه و فئاته ،وبحق أنفسهم العليلة أيضاً،وأما أساطين الفساد المتجبرين  الأوائل رفعت وأمثاله نماذج هاربة،فقد ارتكبوا خطيئتين فاحشتين...الخطيئة الأولى،استغلال هؤلاء لانتمائهم المعروف ،كغطاء لأعمالهم الدنيئة ،وإساءتهم البالغة لسمعة هذه الفئة ولنضالها وتضحياتها،ولعلاقتها مع الناس،الذين تحاشوها طويلاً،بسبب هذا الوباء اللعين....الفساد المتباهي ، لكن مع الآسف الشديد فقد تزلفها بعض الناس كثيراً وجاملوها أكثر وبمذلة أحياناً،خيفةً وحذراً أو طمعاً،مما ساهم في تفاقم واستفحال هذا الخلل في السلطة والمجتمع،وهكذا شهادة لله و الحق فالمسؤولية  في الإساءة متبادلة ،والبادئ أظلم ....!!فاتعظوا وأصلحوا ما فسد ،خير لكم إن كنتم تعلمون...!!

 

أما الخطيئة الثانية، فهي أن ممارسات هؤلاء المشينة والمتتالية،  التي كانت ولا تزال السبب الأكيد والعامل الأقوى تأثيراً في اتساع وسرعة انتشار الفساد،بهذا الشكل المرعب ،بالإضافة لحمايتهم للفاسدين المنضون تحت لوائهم،أو المشاركين معهم على الغنائم كما ذكرنا أيضاً...،لكن الأهم الأخطر والأسوأ ،هو استقلال بعض سلاطين الفساد هؤلاء،ومعهم الجاهلون الأغرار العاشقون للمظاهر والتباهي الخاطئ الباطل،بما ينسبون لأنفسهم وهماً وخيالاً،هو بالاحتماء بمظلة مقام رأس الهرم السياسي،المنزه بالمطلق عن كل ذلك،لا بل وغير العالم،بالتأكيد بهذه الترهات والسفاهات والهذيانات المؤلمة.رب اغفر لهم أنهم لا يعلمون...، فليتصور هؤلاء،كم هم أساؤوا لوطنهم وعروبتهم ودياناتهم السماوية المقدسة،محط الحق والعدل والمحبة والسلام في أرض السلام...؟ . لكنهم خسئوا جميعاً... فهذه سوريا الله حاميها....!!.

 

لذلك يجب محاكمة قادة الفساد،بتهمة الخيانة العظمى،وضمان محاكمة عادلة ونزيهة وشفافة لهؤلاء،الذي يقتضي توفر الحرية والديمقراطية واستقلال القضاة حتماً...،و بالتأكيد فأنه لضمان القضاء على الفساد، أو تحجيم خطره الى الحد المقبول عالمياً،اعتقد انه يكون بمزيد من الحرية الفعلية و الديمقراطية الحقة واحترام الرأي الآخر ..،في المنظمات السياسية والمهنية وغيرها ،وفي الدولة والمجتمع الآمن،لتأمين المزيد من المراقبة الفعالة و المستمرة،وبالمحاسبة الجادة والعادلة والعلنية ،ومن قبلها التوجيه والإرشاد والتوعية الدائمة والتحذير للوقاية الحقة والسديدة، وهو خير من العلاج وأيسر،كما تعلمون...!!

 

وبهذا يكون تحصين الدولة و المجتمع أيضاً،من عودة الفساد وبكل تلك الوحشية والافتراس المهين لكرامة الوطن والمواطن بإذن الله. .،فليتهم يتفكرون ويعقلون ويرشدون ويعتمدون الحق والصواب ويتبعون الصراط المستقيم،لعلهم بالتوبة الصادقة يفلحون،وبالرضا والغفران يفوزون من ربهم ومن الناس،ويعتادون على الحلال الأطيب والأتوب ..!!

 

4ـ حماة الديار

 

لقد بدأت الظاهرة السيئة والمدانة،عندما كانت اغلب عيون القيادة المكلفة بالسهر على الحق والصواب،غارقة في سبات عميق...،تهيبا أم تواطئاً أم مشاركة بالغنائم...؟!وعندما كانت ضمائر بعض المسؤولين المباشرين نائمة أو في إجازة مفتوحة أيضاً،فقست بيوض الخلل ،ونمت وترعرعت في أحضان هؤلاء السفهاء المنافقين،مدعي الالتزام والانتماء،،وأربابهم والشركاء المتكاثرين جداً،والكبار أما يختبئون خلف أصابعهم،ويمارسون اللعبة القذرة أو يشاركون اللاعبين الأدنى ،أو أنهم غير مبالين يعدون الزمن ويحققون المآرب،أو لا حول لهم ولا قوة...، والله أعلم...، حتى أصبح الفأر فيلاً لا يخجل ولا يشبع،ولا يمكن الانتصار عليه بسهولة وبدون تضحيات جسام وإجراءات قاسية ومؤلمة،ولا بد منها للانتصار على هذا الداء

 

واستفحلت هذه الظاهرة الرديئة،التي كانت قد  بدأت  في غفلة من الثورة منذ عشرات السنين ، عندما كانت خدمة العلم،تستمر (3-5) سنوات،بدأ أبطالها شواذ قليلة ،و باستمرار نوم العيون أو تغاضيها أو ربما تواطئها...، من (التفييش) الكامل أو الجزئي ، إلى المنح غير المستحقة للبعض على حساب البعض الآخر الذي ربما يظلا فعلاً...؟!.

 

 و أقول بصراحة وموضوعية ومسؤولية بناءة، للمسؤول الاعتباري بشكل عام ،عن الروح المعنوية والصحة النفسية والمتانة الأخلاقية،لحماة الديار الشجعان ،هل تعلم أو هل حاولت أن تعلم،لماذا تعلن أم الشهيد من عفرين على التلفزيون السوري، بأنها لم تر ابنها المجند منذ ستة أشهر ...، فإذا حاولت البحث الجدي والجريء والمسؤول...، فستصل حتماً لمعرفة الجرح الباكي، و الداء المستشري المخجل والمعيب جداً، الذي قد لا يفيد فيه إلا الكي...، وعلى أصحاب النفوس الضعيفة بل الميتة، أن يخجلوا إذا بقي لديهم حياء!! وأن يكفوا عن الناس حماة الديار بالمتاح.، وعن ابتزاز الناس بالمباح أيضاً، (وهو ما أباحوه لأنفسهم بظلم فاجر) ...،ومن لا يرتدع، فأنه لا يستحق إلا أن نقول له ، تبت يد أبا لهب وتب ...

 

والقصاص العادل بانتظار الجميع ، عندما تضع هذه الحرب القذرة أوزارها ...بإذن الله /و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب /البقرة (179).

 

ولحماية حماة الديار من هذا الوباء الوضيع والخطير، ولإعادة الأمور إلى نصابها، و بسط العدالة  والطمأنينة و المساواة والثقة بين الجميع،ليكونوا كتلة واحدة متماسكة،و عصية على الاختراق،مهما كانت السموم كثيرة و قاتلة...،و لو جاءت من أسياد الخلل و الأتباع أيضاً....!!

 

وهذه نافذة شحيحة على ظاهرة أكبر شحاً لضآلة مصادر المعلومات ،بسبب حرص الجميع على كتمان الحقيقة البشعة المؤلمة ،لمليون سبب وسبب مما تعلمون ...،ورغم ذلك فهي موجودة،ورغم حساسيتها الشديدة جداً، فقد تطرقنا لها بصراحة وجرأة ومسؤولية بناءة، لعلها إذا ما وصلت إلى أصحاب الشأن الأعلين الشرفاء والمخلصين ،يجدون لها الحلول المناسبة،والنافذة لإعادة الأمور إلى سكة الصواب والطهارة والاستقامة الواجبة ، لإنقاذ سمعة وكرامة وعنفوان حماة الديار الأشاوس ، مما أرادوا بأفعالهم الدنيئة الإساءة  لهؤلاء حماهم الله جميعاً.

 

وسينتهي كل هذا السوء البغيض، عندما تبصر العيون المؤتمنة ،و تصحو الضمائر النائمة ، وتمتد السواعد بالرحمة والمحبة و الخير العميم للجميع بلا استثناء أبداً...

 

واتقوا الله ربكم بأنفسكم وشعبكم ووطنكم،وبحماة الديار أولاً، فهم أبناؤكم و إخوانكم و أباؤكم و أحفادكم وأنسابكم و أقرباؤكم و أصدقاؤكم...، وهم بالتالي وبالفصيح انتم...!! فهؤلاء حماة الديار يا ناس وهم قدس الأقداس عند الناس هدانا وإياكم سواء السبيل...،عشتم وعاشت سوريا وقائدها العربي الصادق الامين...

 

2012-02-25
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد