سادساً: الخاتمة : نهاية المشوار ج 4
1 الإعلام المسلح : تحليل وتعليل واستنتاج .
اعتقد أن الحرب العالمية،الحرب ،الأمنية والاقتصادية،النفسية والإعلامية المسلحة المعلنة،التي بدأت على سوريا منذ أكثر من عشرة أشهر ولا تزال ، قد بدأت تضع أوزارها سريعاً،فالحرب النفسية الإعلامية الشرسة والواسعة جداً والكبيرة أيضاً،أفلست أو أشرفت على الإفلاس،هذه حقيقة واقعة وواضحة للجميع،وهي التي أوجدت ما يسمى بالإعلام المسلح،الذي يقود العمليات القتالية الإرهابية،من غرف عمليات كثيرة ومنتشرة في العالم ،وهو احد إفرازات هذه الحرب وعجائبها...،و التي هي كالطوفان ،لا بل هي الطوفان الهائل المدمر نفسه الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ ،ولا حتى غوبلز،فلم يعد لديها شيء تقوله أو تفعله ،إلا الافتراء الفاحش و الكذب الفاجر ، ولم يبق احد يصدقها،إلا من يرغب بذلك!!فأصبحت بكل وسائلها وأدواتها الإعلامية الضالة و المضللة،خائنة ساقطة ،وباءت بغضب من الله والشعب والأحرار في العالم ، لذلك فهي تنازع الموت السريع والاندثار الرهيب...
وأما الحرب التي تشنها العصابات المسلحة ،بعد أن كانت تقوم بها تنظيمات إرهابية مسلحة،والتي لم تعد كذلك لان الشعب لم يعد يحتضنها أو يدعمها أو يحميها،أو يتواطىء معها ويسوق لها إعلامياً و نفسياً،بعد افتضاح عمالتها وأمرها،وأهدافها الخطيرة و الخبيثة...، لأعضائها أولاً وللشعب المساند لها ثانياً..، فلم يبق منها إلا تلك العصابات المأجورة الإرهابية العميلة،التي تمارس القتل المجاني والعشوائي لغاية القتل، لإثارة الرعب و الهلع في صفوف الشعب،وبث الفوضى و البلبلة و التذمر بين جنباته،لتعطيل أعمال الناس،والإضرار بمصالحهم، بالإضافة إلى أنه بالعقوبات الغربية والعربية الجائرة وبالحصار الظالم،عم الغلاء و البلاء ربوع الوطن العزيز ،ذلك كله لتآليب الشعب على النظام و السلطة،تهيئة لخلق أجواء غاية في الصعوبة و التعقيد و الخطورة،لتدفع بهؤلاء الناس لمساندة الذين يطلبون التدخل الأجنبي،المخطط له و المبرمج و المهيأ مسبقاً،في الشؤون الداخلية السورية،بحجة حماية السوريين،و تأمين حقوقهم المدنية المشروعة...(كما ذكرنا ذلك سابقاً)،فقط لهدف واحد ووحيد لا يحيدون عنه، وهو ضرب صمود سوريا الوطني والقومي،وزعزعة استقرارها وتفتيتها وتركيعها،وصرفها عن ثوابتها وممانعتها،وعن مساندتها القوية لقوى المقاومة الوطنية و الإسلامية،في لبنان و فلسطين والعراق..،وأينما وجدت شريفة مجاهدة في سبيل الحرية والمساواة والكرامة الوطنية
ونقول باختصار شديد،أن كل هذا لحماية إسرائيل أولاً وأخيراً،وجوداً وقوة مهيمنة،واستمراراً بأداء دورها المناط بها تأسيساً...،كحارس للمصالح الامبريالية و الصهيونية ، وكحاجز بشري مستمر بتمزيق الأمة العربية، والاستمرار بنهب ثرواتها و خيراتها...،وإبقائها في التخلف والجوع والمرض و الفقر..، مرفهة شعوبها على حساب الأمة، وخاصة السادة المتحكمين بالمال والسلاح و النفط، والمهيمينين على القرار في بلدانهم وشعوبهم نفسها الذين لا يتجاوزون 1% منها..!! التي بدأت الأمراض الخطيرة والخبيثة،السياسية والأمنية والاقتصادية و الاجتماعية ...الخ، تتسلل بقوة وسرعة إليها،كما تشاهدون وستشاهد بداية انهيار النظام الامبريالي ...، قريباً بإذن الله
2ـ كل مواطن خفير ،وكل خفير شريف
و أقول في ختام البحث،إذا لم يقم الشعب العربي السوري الشريف الواعي،بواجبه الوطني الكامل،أي إذا لم يقم كل مواطن بدوره كخفير شريف ،فيعلم فوراً السلطات المعنية،عن كل شيء يراه غريباً أو مشتبهاً به،وبمسؤولية أخلاقية ووطنية،فان أعمال القتل و التخريب الإجرامية،ستستمر لمدة أطول مما ينبغي،لان أحداً من الناس لم يخبر أو يعلم الجهات المختصة، بما يلاحظه من إشارات أو علامات دالة على وجود تلك العصابات المسلحة الإرهابية،وهذا أمر أكيد و حقيقي وموضوعي،وواجب على كل مواطن،يريد الأمن والأمان والاستقرار له ولعائلته وأهله وبلده،وبالتالي وطنه العزيز
فانتبهوا لكل شيء،واحذروا من كل شيء مشبوه وغريب،واعلموا عنه فوراً،حتى تتمكن الجهات المسؤولة من إجهاض أعمالها الإجرامية و التخريبية ، وإيقاف بشكل كامل وسريع مسلسل القتل العشوائي المجاني، وهذا غاية في الحكمة و الصواب،لأن هدف هذه الحرب المجنونة المعروف جداً،هي خلق الفتنة الطائفية و المذهبية الأخطر،و بالتالي إشعال الحرب الأهلية الساحقة والماحقة....، لاستجلاب الأجنبي الغازي،ليدمر كل شيء...،والعراق وليبيا مثلان حيان لكم جميعاً،و لنا نحن العرب و المسلمين أيضاً،فلا تتفرجوا ولا تنتظروا،فالسكين على رقاب الجميع بلا استثناء أبداً،فأحبطوا بوعيكم وجهادكم المقدس والحكيم ،مخططات أعدائكم وأعداء أمتكم،تظفرون برضا الله ورضا الأمة والوطن.
3ـالصراع المصيري الأخطر:
أـ انتهاء الحرب مع سوريا:
و لن تنتهي هذه الحرب السياسية والأمنية والاقتصادية النفسية والإعلامية المسلحة، إلا بأحد الأمور التالية:
1ـ بهزيمة العدوان،واندحار قوى الشر والتكفير والظلام الضلالية في الداخل والخارج ،ومعهم المشاركون الظالمون عرباً كانوا أم أتراكاً وصهاينة سيان،وقبلهم أمريكا الاستكبار وأوربا العجائز،إن شاء الله إلى الإفلاس والانهيار ذاهبون.. ، وهذا يعني انتصار سوريا بجميع أطيافها وألوانها،وانتصار حلفائها الأشراف من العرب و المسلمين وأحرار العالم،وهذا النصر العظيم هو انتصار الحرية والحق والسلام في المنطقة و العالم.
وبهذا يبقى خطر احتمال زوال الكيان الصهيوني من الوجود ماثلاً أمامها وأمام العالم،وسيظل خطر زوال القطب الواحد في النظام العالمي ،الذي بدأ العد التنازلي له في5/10/2011 قائماً أيضاً ...ولن يطول بإذن الله...
2ـ أو بهزيمة سوريا وركوعها،وتدمير دولتها ،وتقسيمها لدويلات طائفية متناحرة،وانكسار محور الصمود والتصدي،لقوى المقاومة والرفض ،وانهيار قوى الداعمة لسوريا وحلفائها،وسقوط مشروعها الأهم ،بالأقطاب المتعددة في النظام العالمي..
وهذا يعني انتصار المشروع الأمريكي الصهيوني الاستعماري،للشرق الأوسط الجديد،تكون إسرائيل فيه ،الأقوى والأقدر على الهيمنة في المنطقة ،وعلى سلب خيراتها وثرواتها أيضاً،وعلى التحكم بمصيرها ومستقبلها أيضاً...
3 ـ أو بتخلي مالكي العصابات الإرهابية المسلحة عنها...، لاستحالة تحقيق ما يريدون بها،والتوقف النهائي والحاسم عن تزويدها بالسلاح والمال والمعلومات والمخدرات،وإيقاف نهائياً الحرب النفسية والإعلامية المسلحة لإنتهاء الحاجة لها.
ب ـ أو تخلي هؤلاء المقاتلون الضلاليون عن مالكيهم ،وعدم إطاعتهم وتنفيذ أوامرهم بالقتل والتخريب،وكل الأعمال الإرهابية الأخرى بالقطع ،وذلك وعياً منهم، بأن هؤلاء لا يريدون إلا الشر بهم وببلدهم واحتلاله وتقسيمه، وتدمير دولتهم...، كل ذلك لمصلحة إسرائيل وإسرائيل أولاً،وبعدها يأتي الباقون...،وهذا الموقف من المقاتلين ،إذا ما حصل بعد العفو الأكرم في التاريخ ،فسيكون هبة وهداية من رب العزة والرحمة،رب العالمين...، وهذا أقصر الطرق و أسرع الخطوات،إلى الهدوء والأمن والسلام والاستقرار لسوريا حبيبتي ...،وهذا يعني أيضاً انتصار العقل على الغريزة ،وانتصار العلم على الجهل ،وانتصار الحق على الباطل، وانتصار الإيمان و المؤمنين، على الضلال والضالين أيضاً..،والأهم انتصار الحياة على الموت،انتصار الإنسان على المال والشيطان ..، وهذا يعني انتصار سوريا بكل مواطن حرٌ فيها ،أدى دوره الوطني كاملاً، وأنه انتصار جميع حلفائها وأصدقائها ، انتصار العروبة و الإسلام ، والحرية و السلام في المنطقة و العالم أجمع أيضاً...(عذراً للتكرار )
ب ـ عدم عودة الحرب:
لضمان عدم عودة،هذه الحرب الملعونة إلى سوريا الوطن الآمن،لا بد من:
1ـ أن يقوم كل مواطن واع بدوره الكامل كخفير شريف،ويعلم السلطات المسؤولة،عن كل ما يلاحظه ويراه غير طبيعي،ويتعاون معها لما فيه خيره وخير المجتمع والوطن،كما كان عبر السنين الطويلة الآمنة الماضية ..،بفضل يقظة وحذر ووعي وتعاون كل المواطنين الشرفاء اللامتناهي....
2ـ أن يجري القضاء على الفساد كلياً،أو على الأقل تحجيمه إلى الحد المقبول عالمياً،بتوفير المناخ الملائم للحرية و الديمقراطية وللمراقبة الدائمة والمحاسبة العادلة المستمرة،و تقويم الأخطاء وسد الثغرات وإجراء محاكمة عادلة ونزيهة وعلنية،لقادة الفساد وأتباعهم باستمرار...،مما يدفع الأقل شأناً للاعتبار والردع مما يراه ويسمعه،فيستقيم على الأغلب و يتعود على الحلال الأطيب و الأدوم ...؟
ولتحصين الدولة والمجتمع من عودة الفساد،بكل هذه الوحشية والافتراس،المهيمن لكرامة المواطن والوطن،ولضمان عدم عودته أيضاً،الى النشاط و التكاثر و الانتشار،يجب الإصرار على الرقابة الفعالة،والمحاسبة الديمقراطية العادلة والمستمرة ...،ودعم نهج الاستقامة والنزاهة والإخلاص في العمل والأداء،بالثواب والعقاب،وترسيخ ثقافة قيم الأخلاق الرفيعة والتقاليد النبيلة في المجتمع،برفع مستوى الوعي والشعور المسؤولية،والإدانة الدائمة لثقافة الفساد المشينة والسيئة للغاية بكل الوسائل المتاحة الناجعة...،وإذا ما حصل ذلك فاطمئنوا فلا خوف عليكم ولا من يحزنون ...بإذن الله.
3ـان يستمر الإصلاح المتجدد والتنمية والتقدم والازدهار باستمرار،ومتابعة التطوير والتحديث لكل شيء في الدولة والمجتمع ،وبسط العدالة والمساواة،وتكافؤ الفرص أمام الجميع،ونشر الطمأنينة والأمن والسلام في ربوع الوطن الغالي.
4 ـ: إنقاذ وطني:
وفي هذه المرحلة العصيبة و الخطيرة ،التي تمر بها سوريا تحتاج،لرجال شجعان ،طاهرين،ومؤمنين بالله و الوطن و الشعب،وملتزمين بتحقيق الإصلاحات الشاملة والجذرية والصحيحة ،بثبات وحسم...،أي تحتاج هذه المرحلة العصيبة إلى حكومة إنقاذ وطني حرة وديمقراطية ورجالها رجال إنقاذ وطني،شرفاء مشهود لهم بالمعرفة الواسعة العميقة والصحيحة ،ومعهم صلاحيات كبيرة،وعليهم مسؤوليات أكثر،في تنفيذ البرنامج المعلن للإصلاح الشامل والجذري،مع الاحترام الكبير لرجال الحاضر و الشكر الجزيل لهم لجهودهم الفائقة والجريئة والمثمرة،والله من وراء القصيد .
وأقول بيقين أكيد ورؤية جلية وواضحة ،ليتذكر العالم ،وليحفظ جيداً هذا التاريخ 5/10/2011 تاريخ استخدام الصين و روسيا حق النقض(الفيتو) ...،ضد قرار يستهدف سوريا وسيادتها وكيانها ووطنها...،فهذا التغيير الكوني في النظام الدولي،الذي كان يحكم هذا العالم بقوة واحدة ووحيدة،أي ما يسمى بحكم القطب الواحد للعالم،بدا يتزعزع وينهار بدءاً من هذا التاريخ الأهم والأخطر في هذا الزمن المعاصر ،فعجلة الديمقراطية الدولية بدأت تدور ولن يوقفها شيء في العالم بالمطلق...، وعداد تحكم قوى الاستكبار والاستبداد والظلم و السلب بالعالم بدأ بالعد التنازلي المتسارع ولن يطول،و قطار العدل والمساواة بين البشر شرع بالتحرك المستمر والأكيد حتى محطة الانتصار الإنساني المنشود، فاستبشروا وانتظروا يا سكان الأرض المظلمون..!!
5ـ المعادلة: القائمة:
وختاماً نقول،أنه لا بد لسلطة الشعب ،من القيام بتحرير الأرض السورية من آثام العصابات المسلحة ،وتطهير تراب الوطن من أرجاس المرتزقة القادمين إلى سوريا من أنحاء العالم ، ومن جنسيات مختلفة ...، لا بل و من واجب هذه السلطة المقدس فعل ذلك حتماً وفرض عين.
فلا تزال المعادلة التي عرضناها في مقالة سابقة ،صحيحة وقائمة فعلاً ...وهي
أـ إما تنتصر سوريا ومن معها،بالتالي تنهزم اسرائيل ومن معها ،أمريكا و الغرب ،وبعض الأنذال العرب ،ويسقط مشروعهم للشرق الأوسط الجديد حتماً.
ب ـ وإما تنتصر إسرائيل ومن معها ،وينتصر المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد،وبالتالي تنهزم سوريا لا سمح الله ،ومن معها ،من الأشراف المقاومين من العرب و المسلمين وأحرار العالم ،وبالتالي يسقط مشروعها للمقاومة والتحرير و البناء والرفاه،وتسقط المنظمة في أحضان المنتصرين،ويسقط معهم المشروع العالمي لتعدد الأقطاب في النظام العالمي.،التي بدأت بشائره بالهلال المضيء....
جـ ـوأما العودة لحالة اللاحرب واللاسلم التي كانت سائدة قبل أحداث 2011 بما فيها وما عليها ،ويبدأ المشوار من جديد،لتحصين سوريا العروبة ، قلعة الصمود والتصدي وتقويتها بكل ما نملك،باعتبارها آخر القلاع الحرة الشامخة للعرب والمسلمين والأشراف والأحرار في العالم ...،فإذا انتصرت،انتصروا...،وإذا انهزمت انهزموا....
نصر الله سوريا وشعبها وقائدها، المؤمنين جميعاً بالنصر الإلهي الموعود.....آمين....،/وإنْ ينصرْكم الله ُ فلا غالبَ لكم/.صدق الله العظيم.
و السلام عليكم و معكم نشكر ألف مرة ،أصدقاء سوريا الأوفياء جميعاً،كروسيا والصيـن ودول البريكس وكل أشراف وأحرار العالم،وأشقاءها الأبرار،كلبنان وإيران والعراق وأمثالهم.....،لمواقفهـم الشريفـة والنبيلـة والصادقة معهــا،مع سوريا العروبة والإسلام الصابرة والمنتصرة بكم ومعكم دائماً فأبدأ....