تتواتر الأنباء التي تدمي القلوب من حمص، انعكاساً للتطورات المأسوية في الأوضاع الأمنية فيها، ويحصد العنف الأطفال والنساء والرجال، وتزداد أعمال القتل الوحشي
وتطول القذائف البيوت والمدارس و المشافي، وتلاحق الأطفال في أسرّتهم ومدارسهم. لمْ يعد هناك ملاذ آمن لأحد... وتنتشر رائحة البارود والدمار في كل مكان، لتحجب سمات الشعب العظيم في حمص، أرض الثقافة والفنون والحضارة على مدى التاريخ.
إن الحزب الشيوعي السوري الموحد الذي يعرف تاريخ مدينة ابن الوليد الحافل بالعمل والنضال من أجل رفعة الوطن وبنائه، وما يتمتع بهِ من إرث ثقافي وحضاري ووطني عزّ نظيره... يتوجه إلى أهلنا في حمص، وإلى الأجهزة العسكرية و الأمنية للحفاظ على الوحدة الوطنية، وإنهاء أعمال العنف وجميع الأعمال المسلحة، بكل أشكالها و تجلياتها، فإن استمرار هذه الأعمال سيقود حتماً إلى الخراب و الدمار وإلحاق أفدح الأضرار بالوطن والشعب وجماهير حمص بشكل خاص، ولن يكون هنالك رابح من كل ذلك إلا أعداء سورية وأعداء الشعب السوري بكل مكوناته.
إن الوطن يحتاج الآن إلى شجاعتكم وحكمتكم لتعزيز وحدته الوطنية، وإيقاف نزف الدم، وإنهاء ثقافة القتل والتنكيل الغريبة عن شعبنا وأهلنا في حمص وكل المدن السورية،
نعم نحتاج إلى شجاعتكم، فالشجاعة مطلوبة أكثر لصنع السلم لا لإذكاء الخصومات والاحتراب.
إن الحزب الشيوعي السوري الموحد يتوجه إليكم جميعاً، مثقفين ورجال دين وعلماء وفعاليات اقتصادية و سياسية و اجتماعية ونقابية وفنية، شباباً ونساءً، لبذل أقصى الجهود لوقف الانحدار نحو الهاوية التي تبتلع كل مطالبكم ومطالب شعبنا المشروعة و المحقة بالحرية و الديمقراطية والعدالة لجميع أفراد الشعب، وتتقيؤها دماءً ودخاناً وحرائق وأثرياء حرب و فساداً تغرق آمال بناء مستقبل يستحقه شعبنا بكل شرائحه، وخصوصاً كادحيه صانعي كل ما هو قيّم و جميل.