news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
كازينو الجهاد في سورية ... بقلم : نضال القادري

الدستور السوري الجديد، وإصلاحات النظام السياسية والحقوقية، لم تعد مطلبا لمعارضات اسطنبول، وصارت خارج سياق المناقشة، وليست على رزنامة "حوار الطرشان" أو على نار حامية.


فلا إلغاء حالة الطوارئ، وإجراء الإنتخابات التشريعية، وبناء نظام متعدد للأحزاب، والتخلي عن احتكار البعث للسلطة وقيادة المجتمع منال ومطلوب ومراد. "عنزة عنزة ولو طارت"، فقط، مواهب المجلس الوطني السوري اكتفت بتواضع بشعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، وبتنحي الأسد، وجرجرة رموز الحرس القديم للمحاكمة "العادلة". مضحك مبكي أمر المعارضات السورية، فهي إن استطاعت أن تنظم أكثر من مظاهرة منجحة خارج حلب ودمشق هذا لا يعني أنها حازت على ثقة السوريين، ولا صارت ناطقا بإسمهم، ولا يعني أنها تملك حصرية النطق والقول والفعل في تقرير مصير النظام والسلطة وخيارات الشعب.  

 

في كل الدول التي لم تطلها لوثة "العرب"، باستثناء "المملكة العربية السعودية، وحكومة الشباب الصومالية"، تقرر صناديق الإقتراع المسافة الفاصلة بين " الأكثريات" و "الأقليات". تثيرني دعوة سعود (الفيصل) في تبني عسكرة المجتمع، وتفشي أورام الميليشيات في سورية، وأسأله هل هذا وعدكم المختار لضخ الدم الجديد والفكر الجامع الذي تفوز على أساسة الحريات العامة بثقة الشعب السوري وبميدالية "التحرير". بحيادية العادل، أضم سخريتي لأكثرية الشعب السوري، وأقابل دعوات دكاكين المنشقين عن "حماة الديار" للإلتحاق بميليشات القتل التي يديرونها من على الأراضي العثمانية، والفئة الرخيصة التي تستجلب "الجهاد" و الإستعمار الذي ناضلنا من أحل طرده من بلادنا بالذهول.

 

إن ثقافة النفط والدولار هبطت على بورصة الأحداث السورية، كسخاء الريبوتات السعودية التي تصعد العدوان الإعلامي المزور، مضافة إلى وديعة (سعود) الإرهابية من أيتام الزرقاوي، وبن لادن والظواهري وقرطة "الجهاد" الرخيص. إن إخراج سورية عالمياً على أنها قد خسرت معركة العواطف والقلوب هو أمر يريده المتربصون بها، وفي معركة الأحلاف والعقول سورية ممسكة بزمام أمورها، وهي تتكيف مع أزمتها أكثر، وعلى خفر تعرف من أين ستؤكل كتفها. هي تعرف أن حربها طويلة، وأنها تتعرض في كل يوم لعقوبات أقسى، وأن الغرب محشور في أزمات تدق مضاجعه، وغير قادر على المواجهة بالآلة العسكرية، وهو "كالحمار يحمل أسفارا" لأسباب شتى. ما تعرفه سورية، أن الصمود مطلوب ولو قابلته فاتورة الدم، وأن "كازينو الحرب" لا يرحم لاعبيه في مزاد الأمم، وأن كل الكل الذي يحاصرها لم يتعب بعد من مواجهتها، ولم يكل صبرا في حشر أوراقه مقامرا بأوراق التوت، فمن يصرخ أولا يخسر "كش ملك" وحتما سوف يموت. 

 

 تملك سورية الكثير من أورق الجوكر التي أصابت بخيبتها إمارات النفط المنتفخة، والمتمرسة في خيانتها لقضايا العرب. إن عرفت كيف تدير إسترتيجياً الصراع وفقا لمصالحها فلن تسقط في الألغام والوحل، وستخرج مثلما فكت عن عنقها مقتل رفيق الحريري وحصاره اللعين، ولكن هذه المرة بمنعة أقل وبدروس إضافية أكثر عمقا من جرحها الغائر. عليها أن تتقن أكثر فن "التكتيك" الذي لا يضر بصورتها كدولة لجميع السوريين، وأن حربها فقط محدودة ضد ميليشيات "سعود الفيصل" وأذنابه الخارجيين. بدورها، معارضات الخارج السورية، لا زالت هشة وضعيفة وتنخرها أنانية التحكم والفردية، وهي تحلم لنفسها وتقيس سيناريوهات "المجلس الإنتقالي الليبي" وتعرف سلفا أن حسابات الحقل والبيدر لن يلتقيا في حصاد فيلمها السعودي الطويل.  

 

ويبقى حلمها لو أن التدخل الأجنبي يمنحهم شرعية مفقودة حتى من بال إبليس الذي يعشعش في بنات أفكار "برهان" و "بسمة" وباقي المتطاولين. ألا ليت الله العادل والشامل يوزع بعض عدله في "الخليج"، فنرى قمحا ونسمع قرقعة في المطاحن، ونرى في السعودية من نوعية الخبز الوطني النظيف!! وبعدها، إن نادت فلسطين من "غزاها إلى أقصاها" لبى "ابن الفيصل" بالحرب، وبسلاح البترول الإنترنسيوني الذي لم يستعمله بعد!! سيان، لقد أسمعت لو ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي.

 

فضولي في الكتابة أن أردم هوة، لا أن أدق إسفينا في جسد الضحية. أن أوازي بين جميع دماء السوريين الغالية على أي محور إنساني توزعوا، وإن اختلفت مع محتوى نضالاتهم، سواء تمركزوا بين محاور الملائكة والشياطين، أو في منطقة موشومة حمراء، أو ما بين بين!! ولكن، في الأزمة السورية، عقلي لن يكون حياديا، فها أناذا أستعرض خليطا معارضا هجينا ينهش سيادة الدولة، ويبيع عرضنا الوطني للأجنبي، وليس العدل أن أوالي بتأييدي للوصوليين، والأنانيين، والواهمين، والسلفيين، والإخونجيين، والعثمانيين، والمرتزقة والمتسلقين.

 

 وأقر أني عرفت من الصادقين من يعمل بالحكمة وبالقول الحسن وأن نضالهم الذي لا يستكين يفعل في أحلك الظروف صونا لمصلحة سورية، التي هي فوق كل مصلحة لأجنبي. وها أنا ذا أقسمت بشرفي وحقيقتي ومعتقدي ألا أخون الوطن يوما، وألا أبيعه لعرب الردة وليهودهم الداخليين.  

 

يا سورية نعم، بالروح بالدم لك وحدك أهتف فقط، وأفدي بلادي، لقد ذبحت يوم ذبح الثور الأبيض، وموتي الأن سيبقى معاندا إلى حين، ولا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.

 

 

2012-03-08
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد